ما المقصود من الراية
الراية في اللغة : العلامة المنصوبة التي يراها الناس
إنَّ الراية في هذا الزمن لها رمزها وحضورها المعنويّ، فهي تُعبِّر عن حضور وقوَّة أصحاب هذه الراية حيثما رفعت، وإسقاطها يعني سقوطهم وضعفهم هناك.
أمَّا في الأزمنة السابقة فبالإضافة إلى بُعْدِها المعنويِّ كان لها بُعْداً آخر، حيث كانت الراية تجمع الناس حولها ليتكتَّلوا ويقوموا قيام رجلٍ واحدٍ في مواجهة الأعداء، وسقوط الراية يعني ضياع الجيش وتشتُّته وزعزعة صفوفه، وبالتالي الهزيمة.
....... ***** ........
ونحن في الروايات التي جائت في القضية المهدوية وعلاماتها وملاحم الظهور الاخيرة وحتى المرافقة وما بعدها نجد هناك كلمة راية او ما يشير او يشابه لها
فمثلا الرواية التالية بخصوص احداث الشام ( عن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( فتلك السنة فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب ، فأول أرض تخرب الشام ، يختلفون على ثلاث رايات : راية الأصهب ، وراية الأبقع ، وراية السفياني ). ( البحار : 52/212 ).)
فالراية هنا تمثل جهة / تجمع يحمل فكر او عقيدة او هدف مشترك هذا من جهة ثم يكون في المقابل جهة او اكثر لها فكرها وعقيدتها او هدفها الخاص وعلى حالة من الاختلاف بحيث يجعل اصحاب كل جهة تستنفر وتدخل في صراع سياسي وعسكري فيما بينها ، فيطلق على كل جهة اصحاب راية
سؤال : هل في وقتنا الحاضر يمكن ان نطلق على الاتجاهات السياسية المختلف انهم اصحاب رايات
الجواب : لعله هنا قد يختلف البعض لما يريد ان يطبق النص الروائي في الروايات على المشهد السياسي الواقعي ، فلعل البعض قد يدخل اي اتجاه وايدلوجية سياسية مستقلة في توجهها وفكرها وعقيدتها الخاصة في انها تمثل تجمع / حزب سياسي / اي يصدق على انها راية
ولكن قد يستشكل الاخرين بان يزيدوا شرط اخر الى ما هو اعلاه بان يكون هناك تحرك عسكري يصاحب هذا التجمع الذي يجمع الافراد ويعطيهم صفة الراية
وعليه لما نريد مثلا ان ناخذ هذه المفاهيم ونحاول اسقاطها بحذر لا لغاية الاسقاط واستخراج نتائج معينة وحكم مسبق بقد ما هو محاولة تتبع العلامة في ارض الواقع لمعرفة هل لها من مصداق او ما هو مصداقها وحسب فهمنا ، وبالتالي حتى يعرف اتباع ال البيت في القضية المهدوية موقعهم من هذه الاحداث وما يمكن ان يترتب عليهم فيها ودورهم فيها واستحقاقاتهم وحسب ما جاء في الروايات ، لاننا في عصر الظهور امام فتن واختلافات كثيرة لا فقط من جهة العدو الصريح ولكن حتى فيما بين الاتباع ومن ينتسب في فكره عموما وخصوصا لشيعة ال البيت ع ، وهذا الاختلاف له اسبابه المختلفة منه اختلاف في الفهم والموقف من الامور الدينية والحوادث السياسية العامة ، ومنها اختلاف في المصالح السياسية والاهداف ، ومنها انحراف البعض وتوجيه القضايا بعيد عن اهدافها ، وغيرها من نقاط الاختلاف التي يمكن تصورها او مشاهدتها على ارض الواقع ،
** انقل لكم من موقع الكوراني ما هو ادناه ، تحليل للاوضاع السياسية في العراق بعد الظهور
((يدخل العراق وفيه ثلاث رايات قد اضطربت فيما بينها .
تذكر الأحاديث أنه يدخل الكوفة ، أي العراق ، وفيه ثلاث اتجاهات متضاربة وهي الإتجاه المؤيد له عليه السلام والإتجاه المؤيد للسفياني، والثالث قد يكون الإتجاه الموالي للغرب علناً ، فعن عمرو بن شمر عن الإمام الباقر عليه السلام قال ذكر المهدي عليه السلام فقال: (يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفو له .*))
........ انتهى......
اقول : سبب وضع هذا الطرح هنا لتنبيه جميع المؤمنين من اهل العراق والذين ينتمون ال مذهب ال البيت . وفي ضل فرضية اننا على اعتاب عصر الظهور !!!
- ولو انني قد اختلف مع الشيخ الكوراني في تحليله للرايات المضطربة في الكوفة والتي سوف تصفوا للامام بعد دخوله للعراق .( لان تحليله اعلاه وضع منذ فترة طويلة نسبيا ونحن الان على الاقل احتمالا ، قد يكون لدينا معطيات وقرائن تفسر هذه الرايات الثلاث المختلفة بشكل اخر )
* وعليه اولا : لا اظن براية توالي السفياني ان تصفوا للامام . فضلا لا قرينة عليها كافية تؤكدها ، وان نعلم بان للسفياني وصاحبه جولة بالكوفة عند دخوله العراق .
واما الراية التي يقول فيها تتبع الغرب . فالقول فيها كما في الاولى ، لا قرينة روائية ولكنها افتراضية لعله من قبل الشيخ حفظه الله .
واما التي تواليه ( توالي الامام عج ) ، فنقول : فما الداعي لان تصفوا له وهي اصلا تابعة لامامها .
* واما قرائتي ولا اريد الاسقاط والتعجل بقدر تنبيه الجميع ، والمراقبة بحذر " قرائة افتراضية احتمالية "
الرايات الثلاث . هي رايات اتباعها من اهل العراق وقادتها تمثل حركات سياسية دينية . وكل واحد منها يرى الحق في نفسه وله اتباعه !!!
ولكن الاتباع لهذه الاتجاهات الثلاثة المختلفة وبعد دخول الامام سوف تنتبه اغلبها الى امامها وتذر ما كانت عليه .لذالك تصفوا للامام ،( ولعله الساحة العراقية السياسية الممثلة لخط ال البيت الان هي ثلاث قوى ؛ حزب الدعوة ، والمجلس الاعلى ، والتيار الصدري ، والله اعلم ولكن فرضية تخمينية اولية في ضل فرضية عصر ارهاصات الظهور وكذالك وكما قلنا تنبيه المؤمنين الى الفتن الناشئة عن اختلاف الاتجاهات السياسية الدينية فنرجوا الحذر والانتباه لهذه الحيثيات ) ... لذالك اعتقد يحتاج الجميع الى التأمل .
واما من كان في هذه الفتنة بعيدا عن التنافسات السياسية ( والتزم بخط المرجعية الدينية فقط مثلا ) فهو خارج عن هذه الفتنه ، ويكون اول من يبايع له لاحقا هو الامام المنتضر ع اذا استثنينا راية الهدى لليماني وما عليها من استحقاقات وضروف محيطة بها حتى لا يرتبك الموقف على الناس ،
فهل وصلت الرسالة لمن يريد ان يعتبر مما يجري او يتامل كثيرا فيما يحدث
والى هنا لعله اكون قد استطعت ايصال الفكرة العامة بقدر الامكان ولا نقول جزما بل الله اعلم ولعل البعض قد يضيف او ينقض بعض ما تصورناه وحسب الدليل والقرائن
ملاحظة : في الرواية التي بدأنا فيها الحديث حول الرايات الثلاث في العراق
تقول الرواية بان الامام يدخل الكوفة وفيها ثلاث رايات قد اضطربت ، والاضطراب : هو فوضى واختلاف ، وعدم استقرار ، وشغب ، وغيرها من المعاني القريبة ،
ولم تقول الرواية تقاتلت او تتقاتل ، وان كان هذا محتمل وليس بعيد التصور في الاضطراب والتوتر ، وهذا لعله فيه دليل اخر يسعف تصورنا ، اي انها رايات عراقية واتباعها عراقيين من نفس الصنف العقائدي على الارجح ولكن مختلفة في الاهواء والاتجاه السياسي ، وهو سبب اضطرابها فيما بينها وكذالك لعله في موقفها من الاحداث الخارجية المبتلات بها ، وشكرا