|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 77373
|
الإنتساب : Feb 2013
|
المشاركات : 30
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
براق العروج
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 17-02-2013 الساعة : 09:16 PM
المثال الثاني يتحدث عن النبي زكريا الذي تعلم درسا عظيما من السيدة مريم عليهما السلام وهو درس يجب أن نتعلمه جميعا فما هو هذا الدرس ؟!
{ ... فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) } آل عمران
كانت السيدة مريم عليها السلام منعزلة للعبادة في المحراب لا تخرج منه، ولا يدخل إليها إلا كفيلها النبي زكريا ، وقد فوجئ النبي مرات ومرات عندما كان يجد عندها طعاما ورد في الروايات أنه فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء !!
وقد سأل النبي السيدة الطاهرة المطهرة عن مصدر هذا الرزق فأجابت قائلة { هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } وهي كلمات هزت النبي وخصوصا الجملة الأخيرة منها { إن الله يرزق من يشاء بغير حساب }
فالنبي عليه السلام كان قد بلغ الكبر وامرأته عاقر ولذلك فهو لم يطلب الولد سابقا لأنه ضمن الحسابات هناك موانع تمنع من ذلك وهذا يصح ضمن قاعدة : " إن الله يرزق من يشاء بحساب "
ولكن وفق القاعدة الجديدة وهي " إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " يستطيع أن يطلب الولد رغم كل هذه الموانع فالله { يفعل ما يشاء } وهو عليه هين !!
فكما يصل الرزق ( الطعام ) إلى السيدة مريم بغير الطريقة المعتادة وفي غير آوانه ( من الصيف والشتاء ) رغم وجود الموانع ( الانعزال عن الخلق )
فكذلك يصل الرزق ( الولد ) إلى النبي زكريا بغير الطريقة المعتادة وفي غير آوانه ( من الشباب والكهولة ) رغم وجود الموانع ( الكبر والمرأة العاقر )
وهو ما حدث لاحقا مع السيدة مريم عليها السلام في المستقبل:
{ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21)}
وهو عين ما أكدّه تعالى في قوله { ... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ... } الطلاق
و { هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ }
فطلب أن يهبه الله لا أن يعطيه والفرق كبير !! فالوهاب هو المعطي من غير سؤال ودون استحقاق فهو الذي يعطي بحسبه لا بحسب الطالب... وهو ثناء جميل من العبد المؤدب الذي يعرف كيف يخاطب مولاه وقد أردفه أيضا بقوله { إنك سميع الدعاء } ولهذا كانت النتيجة { أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى }
فإذا عدنا إلى القاعدة التي تحدثنا عنها فـ:
- الموقف والحالة: طلب الولد
- العمل أو الدعاء أو الذكر المناسب: رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ
- النتيجة الحتمية بضمان القرآن الكريم : الاستجابة والبشرى
والله الموفق
|
|
|
|
|