اقدم بين ايديكم قصيدة بدر شاكر السياب بحق الامام الحسين
الثـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــورة
إرمي السماء بنظرة إستهزاءِ وإجعل شرابك من دمِ الأشلاء
واستر بغيرك يايزيد فقد ثوى عنك الحسين ممزق الاحشاء
وإملأ سراجك إن تقضى زيته مما تدر مناحر الغبراء
واسحق بظلك كل عرض ناصع وأبح لنعلك أعظم الضعفاء
والليل أظلم والقطيع كما ترى يرنو إليك بأعين بلهاء
أحنى لسوطك شاحبات ظهوره شأن الذليل ودب في استرخاء
حيران في قعر الجحيم مُعلقٌ ما بين ألسنة اللاظا حمراءِ
أبصرت ظلك يا يزيد يرجه موج اللهيب وعاصف الأنواء
ولئن جرت عليه الدواهي مخاطبتك أني لاصتصغر قدرك
واستعظم تقريعك واستكثر توبيخك لكن العيون عبرة والصدور حرى
الثورة.. الثورة وهج وهج أطلقه نحر العطشان
الثورة .. الثورة صبحة نور سُمعت من نُور القرآن
الثورة .. الثورة نحرٌ نحرٌ كَالبُركَان
الثورة .. الثورة فكرة نصرٍ كتبت عزَّاً مااجلاه
الثورة .. الثورة وَقفة حرٌ لا يركع إلا لله
الثورة .. الثورة نصرٌ نصرٌ بِسْمِ اللهِ
رأس تكلل بالظة واعتاض عن ذاك النضار بحية رقطاء
ويداِن مُوثقتان بالسوط الذي قد كان يعبثُ أمس بالأحياء
قم واسمع اسمك وهو يغدو لانة وانظر لمجدك وهو محظ اباء
وانظر الى الاجيال ياخذو مقبل عن ذاهب ذكرى ابي الشهداء
كالمشعل الوهاج إلا أنها نور الإله يجل عن إطفاءِ
غصت بي الذِكرى فألقت ظِلها في ناظري كواكِبُ الصَحراء
أسرى ونام وليس إلا همسة بإسم الحسين وجهة استبكاء
تلك ابنة الزهراء ولهى راعها حُلم ألم بها مع الظلماءِ
وحسبك بالله حاكما وبمحمد صلى الله عليه واله خصيما وبجبرائيل ظهيرا
وسيعلم من سول لك ومكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلا وأيكم شر مكانا واضعف
جندا
لن تحيى.. لن تحيى إلا صنماً يغسلهُ سَيفُ العباس
لن تحيى.. لن تحيى إلا وغداً وحُسينُ مَرفوعُ الرأس
لن تحيى.. لن تحيى فِكراً فِكراً بينَ الناسِ
لن تحيى.. لن تحيى أبداً أبداً غيرَ سهامٍ في القُرآن
لن تحيى.. لن تحيى غَير حِرابٍ تطعن أحْشَاءَ الإنْسَان
لن تحيى.. لن تحيى صوتاً صوتاً للإحْسَان
تُنبي أخاف وهي تخفي وجهها ذّعرا وتلوي الجيد من إعياء
عن ذلك السهلِ المُلبد يرتمي في الأُفق مثل الغيمة السوداء
من للضعاف إذا استغاثوا والتظت عينا يزيد سوى فتى الهيجاء
بأبي عُطاشى لا غبين ورضعاً صفر الوجوه خمائص الأحشاء
المهدي.. المهدي قادمٌ قادمٌ ناصرُ ناصرُ للثوار
المهدي.. المهدي ثائرُ ثائر شاهرُ شاهرُ سَيف الثأر
المهدي.. المهدي فجرٌ فجرٌ للأحْرَار
المهدي.. المهدي أملٌ أملٌ يُطلق في الدنيا هيهات
المهدي المهدي يصدح يصدح ان حسين لا مامات
المهدي.. المهدي فجرٌ فجرٌ للثارات
عزَّ الحُسين وجل عن أن يشتري ريَّ الغليل بخُطة نكراء
آلى يموت ولا يُوالي مارقاً جن الخطايا طائش الأهواءِ
فليصرعوهُ كما أرادوا إنما ماذنْبُ أطفالٍ وذنبُ نساءِ
عاجت بي الذُكرى عليها ساعةً مرَّ الزمان بها على استحياء
خفقت لتكشف عن رضيع ناحل ذبلت مراشفه ذبول خِباء
واستشفع الأب حابسيه على الصدى بالطفل يومئ باليد بيضاءِ
رجى الرواة فكان سهماً خزّ في نحرِ الرضيع وضحكةَ استهزاءِ
فاهتزّ واختلج اختلاجة طائرٍ ظمآن رفّ وماتَ قُرب الماءِ
بدر شاكر السياب وما اروعه من مبدع
والأروع تطعيمك للقصيدة بكلمات اوبريت الحسين ينتصر
ما اروعها فعلاً نعم هو الحسين انتصر وينتصر على مدى التأريخ
بوركت ايها البصري وانت المبارك
ودي وتقديري
الروح.....
اضاءتكِ هنا كانت ومضة لا يصفها الا من كان له باع طويل ليصل الى ضالته المنشودة
فشكرا لزهو اجنحتكِ..
ولسمو وجودكِ..
ولترافة تعبيركِ..
تحيتي معطرة بياسمين ودي