ورد في سيرة مالك الأشتر أنّه مرّ ذات يوم في سوق بمدينة الكوفة، وكان سيره متَّسِماً بالسكون والوقار والتواضع، مرتدياً الثياب العادية الرخيصة.
فنظر شاب إليه ولم يعرفه بالطبع، فاستحقره ورماه بقشرة بطّيخ كانت في يده بقصد أن يهينه بذلك.
لكنّ مالكاً الأشتر رغم شدّته على أعداء الدين كان رؤوفاً ورحيماً بالمؤمنين، فقد أكملَ سيره، ولم يلتفت إليه حتّى بنظره.
فقال رجل للشّاب غير المؤدّب: هل تعلم من كان هذا الرجل؟، فقال الرجل: لا، لا أعرفه، فقال له الرجل: هذا مالك الأشتر قائد جيش أمير المؤمنين (عليه السلام).
فذهب هذا الرجل خائفاً يفتّش عنه، ليعتذر منه، فوجده في المسجد، فجلس عنده ليقدّم اعتذاره إليه، فقال له مالك:
جِئت إلى المسجد كي أدعوَ الله أن يغفر لك...
وهنا أَكْبَرَ الشابّ هذا القائد ذا الأخلاق العالية على حِلمه وأخلاقه وتواضعه.