اعرض في هذا الطرح رواية عن الامام امير المؤمنين عليه السلام ، يتحث فيها عن فتنة كبيرة في اخر الزمان قبيل ( او عند ) الظهور المبارك للامام الحجة ع .
الرواية كالاتي :
( ألا أيها الناس ، سلوني قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية ، تطأ في خطامها بعد موت وحياة ، أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض ، رافعة ذيلها تدعو ياويلها، بذحلة أو مثلها . ويخرج رجل من أهل نجران يستجيب الإمام فيكون أول النصارى إجابة ، ويهدم صومعته ويدق صليبها ، ويخرج بالموالي وضعفاء الناس والخيل ، فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى ، فيكون مجمع الناس جميعاً من الأرض كلها بالفاروق(وهي محجة أمير المؤمنين عليه السلام بين البرس والفرات)، فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف (ألف) من اليهود والنصارى ، يقتل بعضهم بعضاً ، فيومئذ تأويل هذه الآية: فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ . بالسيف .. البحار:53 /82 و 84 ) .
اقول : لم اقف على سند الرواية ، ولكن المتن مهم وله ما يعضده من مضمون روايات اخرى تساعد على قبوله ، علما انه لا يظهر لي اضطراب او شك في صيغة المَتن*
المهم الذي يحتاج الى توضيح وفهم اكثر من الرواية هو النص التالي الذي سوف نحاول العمل عليه :
( سلوني قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية ، تطأ في خطامها بعد موت وحياة ، أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض ، رافعة ذيلها تدعو ياويلها، بذحلة أو مثلها )*
خطام : الخِطام بمعنى الزِّمام او المِقْود ... الخِطام :ما وضع على خَطْم الجمل ليُقاد به .
الجزل : الجَزْل هو الكثير العظيم من كلِّ شيء ... الجَزْل : ما عظُم من الحطَب ويبس .
ذحلة : الذِّحْل الثأْر وقيل طَلَبُ مكافأَة بجناية جُنِيَت عليك أَو عداوة أُتِيَتْ إِليك وقيل هو العداوة والحِقْد وجمعه أَذحال وذُحُول وهو التِّرة يقال طلب بذَحْله أَي بثأْر .
وعليه سيكون المعنى الاقرب كما اراه من قول المعصوم ع نعيده مع التفسير كالاتي : ( قبل ان تشغر برجلها فتنة شرقية ) ، اي فتنة شرقية في مشرق الارض او مشرق منطقة الظهور ترفع رجلها وتضرب باهلها هناك .
( تطأ في خطامها ) ، تصيب / تنال من اصحاب القيادة او من بيدهم زمام الامور . ( بعد موت وحياة ) ، اي لعله بعد ان تفني الحوادث البعض وينجو البعض منها . ( أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض ) ، اي تهدد بان تشب نار الفتنة الشرقية في الحطب الجزل / الكبير في غربي الارض وهذا مع الذي قبله كناية عن فتنة حرب طاحنة تصب النار على من وقع فيها . شرقا اولاً وغربا لاحقا بتهديد يسبقه من المشرقيين . ( رافعة ذيلها تدعو ياويلها، بذحلة أو مثلها ) اي رافعة صوت تهديدها الحاقد الغاضب للعدو الغربي بطلب التعويض عما اصابها من الضرر والخسارة في المشرق او تسبب له من الدمار مثل الذي اصابها .
باختصار وتوضيح اخر : اي ان هناك سيكون بعد حوادث وصراعات في شرقي الارض ، فتنة كبيرة تضرب اهل المشرق تصيب قادتها وسلطانها واهلها ، ( ولعل يظهر ان اهل المغرب سبب فيها ) ، فيقوم اهل المشرق بتهديد اهل المغرب وطلب الثار بان يحل بهم مثل الذي حل فيهم او التعويض عما اصابهم .
ويظهر من اخر الرواية ان هناك هلاكا كبير سيحل بالاثنين بعد التهديد وذالك من قول المعصوم ( فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف (ألف) من اليهود والنصارى*)*
وذكر اليهود من بين من يهلك رغم قلتهم وانتشار تواجدهم في الارض فلعله اشارة الى انّ لهم طرفاً في هذه الفتنة ، فتحل عليهم بعض نيرانها . بينما لم يذكر المسلمين وهذا مع ربطه بروايات اخرى يتبين ان هذه الفتنة الشرقية الغربية قبيل الظهور وحتى لعله تستمر مزامنه له ، لا يكون المسلمين طرف فها ولا بكبير خسائرها ، ولكن بدرجة اخرى/ اقل يتورطون بها فضلا عن فتنهم الخاصة بمنطقتهم .
بالعموم فان اهل المغرب ( الروم المتمثل باوربا وامريكا الان مثلا ) هم باقين بالاحتفاظ بنسبة جيدة من قوتهم العسكرية حتى بعد الظهور رغم الملاحم والحروب المتوقعة ، وهذا يمكن استخلاصه من ان الامام الحجة ع سوف تكون له معهم حرب كبيرة قبيل الفتح العالمي بعد نزول النبي عيسى ع .*
يظهر لي من مضمون هذه الفتنة وما يعاضدها من روايات كثيرة غيرها والتي هي بين يدي الظهور ومصاحبة له وكذالك اطرافها
فانها " على الاكثر " احتمل جداً ما يصطلح عليها حديثا بالحرب العالمية ( الثالثة مثلا ) .