بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
وحديث الليلة التاسعة والعشرون هي في إن علـيـاً (عليه السلام) أحـب الخلق الى الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم):
وفيه جملة من الطرق نذكرها بالتفصيل نقلا عن كتاب فضائل الخمسة للفيروزابادي اعلى الله مقامه :
صحيح الترمذي ج2 ص299
روى بسنده عن السدي عن أنس بن مالك قال : كان عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) طير فقال : اللهم إئتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا
الطير فجاء علي (عليه السلام) فأكل معه ، قال الترمذي : وقد روى من غير وجه عن أنس .
أقول: ورواه النسائي أيضاً في خصائصه ص5 وقال فيه : فجاء أبو بكر فرده ، ثم جاء عمر فرده ، ثم جاء علي (عليه السلام) فأذن له ، ورواه ابن الأثير
أيضاً في أسد الغابة ج4 ص30 وقال فيه : فجاء أبو بكر فرده ، ثم جاء عثمان فرده ، فجاء علي (عليه السلام)فأذن له ، وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره
ص61 وقال : خرجه الترمذي والبغوي في المصابيح في الحسان ، وأخرجه الحربي ، وفي الرياض النضرة ج2 ص160 ، وقال فيه أنس : فجاء علي (عليه
السلام) فرددته ، ثم جاء فرددته ، فدخل في الثالثة أو في الرابعة ، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ما حبسك عني أو ما أبطأ بك عني ياعليّ؟ قال
: جئت فردني أنس ، ثم جئت فردني أنس ، قال : ياأنس ما حملك على ما صنعت؟ قال : رجوت أن يكون رجلاً من الأنصار ، فقال : ياأنس أو في الأنصار خير
من عليّ؟ أو أفضل ، قال : خرجه عمرو بن شاهين .
مستدرك الصحيحين ج3 ص130
روى بسنده عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك قال : كنت أخدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقدم لرسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) فرخ مشوي فقال : اللهم إئتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير قال : فقلت : اللهم اجعله رجلاً من الأنصار ، فجاء علي (عليه السلام)
فقلت : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على حاجة ، ثم جاء فقلت : إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)على حاجة ، ثم جاء فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : افتح فدخل فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) : ما حبسك عليّ؟ فقال : إن هذه آخر ثلاث مرات يردني أنس يزعم أنك على حاجة ، فقال : ما حملك على ما صنعت؟ فقلت : يارسول الله سمعت
دعاءك : فأحببت أن يكون رجلاً من قومي ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن الرجل قد يحب قومه .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ثم قال : وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفساً ثم صحت الرواية عن
عليّ (عليه السلام)وأبي سعيد الخدري وسفينة .
أقول: وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ج9 ص125 وقال في آخره : وفي رواية كنت مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حائط وقد أتي بطائر ، وفي
رواية قال : أهدت أم أيمن إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) طائراً بين رغيفين فجاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : هل عندكم شيء؟ فجاءته
بالطائر ، ثم قال : رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ، وأبو يعلى باختصار إلاّ أنه قال : فجاء أبو بكر فرده ، ثم جاء عمر فرده ، ثم جاء علي (عليه
السلام)فأذن له .
مستدرك الصحيحين ج3 ص131
روى بسندين عن ثابت البناني أن أنس بن مالك كان شاكياً فأتاه محمد بن الحجاج يعوده في أصحاب له فجرى الحديث حتى ذكروا علياً (عليه السلام)
فتنقصه محمد ابن الحجاج فقال أنس : من هذا؟ أقعدوني فأقعدوه فقال : يابن الحجاج ألا أراك تنقص علي بن أبي طالب (عليه السلام) ؟ والذي بعث محمداً
(صلى الله عليه وآله وسلم) بالحق لقد كنت خادم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين يديه وكان كل يوم يخدم بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) غلام من أبناء الأنصار فكان ذلك اليوم يومي فجاءت أم أيمن مولاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بطير فوضعته بين يدي رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم) ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ياأم أيمن ما هذا الطائر؟ قالت : هذا الطائر أصبته فصنعته لك ، فقال رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم) : اللهم جئني بأحب خلقك إليك وإلي يأكل معي من هذا الطائر ، وضرب الباب فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ياأنس
أنظر من على الباب؟ قلت : اللهم اجعله رجلاً من الأنصار ، فذهبت فإذا عليّ (عليه السلام) بالباب ، قلت : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
على حاجة ، فجئت حتى قمت مقامي فلم ألبث أن ضرب الباب فقال : ياأنس أنظر من على الباب؟ فقلت : اللهم اجعله رجلاً من الأنصار فذهبت فإذا علي
(عليه السلام) بالباب ، قلت : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)على حاجة فجئت حتى قمت مقامي فلم ألبث أن ضرب الباب ، فقال رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم) : ياأنس إذهب فأدخله فلست بأول رجل أحب قومه ليس هو من الأنصار ، فذهبت فأدخلته فقال : ياأنس قرب اليه الطير قال :
فوضعته بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأكلا جميعاً ، قال محمد بن الحجاج : ياأنس كان هذا بمحضر منك؟ قال : نعم قال : أعطني بالله عهداً
أن لا أنتقص علياً (عليه السلام) بعد مقامي هذا ولا أعلم أحداً ينتقصه إلاّ أشنت له وجهه .
حلية الأولياء لأبي نعيم ج6 ص339
روى بسنده عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال : بعثتني أم سليم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بطير مشوي ومعه أرغفة
من شعير فأتيته به فوضعته بين يديه ، فقال : ياأنس أدع لنا من يأكل معنا من هذا الطير ، اللهم آتنا خير خلقك فخرجت فلم تكن لي همة إلاّ رجل من أهلي آتيه
فأدعوه فإذا أنا بعلي بن أبي طالب (عليه السلام) فدخلت فقال : أما وجدت أحداً؟ قلت : لا ، قال : أنظر فنظرت فلم
أجد أحداً إلاّ علياً (عليه السلام) ففعلت ذلك ثلاث مرات ثم خرجت فرجعت فقلت : هذا علي بن أبي طالب يارسول الله ، فقال : إئذن له اللهم وإلي اللهم
وإلي ، وجعل يقول ذلك بيده وأشار بيده اليمنى يحركها ، قال : رواه الجم الغفير عن أنس .
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج3 ص171
روى بسنده عن أبي الهندي عن أنس قال : أتي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بطائر فقال : اللهم آتني بأحب خلقك إليك يأكل معي فجاء علي (
عليه السلام) فحجبته مرتين فجاء في الثالثة فأذنت له فقال : ياعليّ ما حبسك؟ قال : هذه ثلاث مرات قد جئتها فحجبني أنس ، قال : لِمَ ياأنس؟ قال :
سمعت دعوتك يارسول الله فأحببت أن يكون رجلاً من قومي ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الرجل يحب قومه .
أقول: ورواه ثانياً في ج9 ص369 .
أسد الغابة لابن الأثير ج4 ص30
روى بسنده عن إبراهيم عن أنس قال : أهدي إلي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) طير فقال : اللهم إئتني بأحب خلقك إليك فجاء علي (عليه
السلام) فأكل معه .
كنز العمال ج6 ص406
قال : عن أنس أن أم سليم أتت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحجلات قد شوتهن بأضياعهن وخمرهن فقال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) :
اللهم إئتني بأحب خلقك يأكل معي هذا الطائر ، قال أنس : فجاء علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال : استأذن لي على رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) فقلت : هو على حاجة وأحببت أن يجيء رجل من الأنصار فرجع ثم عاد ،
فسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صوته فقال : أدخل ياعليّ اللهم وإليّ اللهم وإليّ اللهم وإليّ ، قال : أخرجه ابن عساكر .
كنز العمال ج6 ص406
روى بسنده عن عمرو بن دينار عن أنس قال : كنت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بستان فأهدي لنا طائر مشوي فقال : اللهم إئتني
بأحب الخلق إليك فجاء علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقلت : رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مشغول فرجع ، ثم جاء بعد ساعة ودق الباب
ورددته مثل ذلك ، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ياأنس افتح له فطالما رددته ، فقلت : يارسول الله كنت أطمع أن يكون رجلاً من الأنصار ،
فدخل علي بن أبي طالب فأكل معه من الطير فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : المرء يحب قومه ، قال : أخرجه ابن عساكر وابن النجار .
ذخائر العقبى للمحب الطبري ص61
قال : وخرج الإمام أبو بكر محمد بن عمر بن بكير النجار وقال : عن أنس بن مالك قدّمت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) طيراً فسمى وأكل لقمة
، ثم قال : اللهم إئتني بأحب الخلق إليك وإلي ، فأتى علي (عليه السلام) فضرب الباب فقلت : من أنت؟ قال : عليّ . قلت : إن رسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلم) على حاجة ، ثم أكل لقمة وقال مثل الأولى فضرب علي (عليه السلام)فقلت : من أنت؟ قال : عليّ ، قلت : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) على حاجة ، ثم أكل لقمة وقال مثل الأولى فضرب علي (عليه السلام) فقلت : من أنت؟ قال : عليّ قلت :إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
على حاجة ثم أكل لقمة وقال مثل ذلك قال : فضرب علىّ ورفع صوته فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ياأنس إفتح الباب ، قال : فدخل فلما رآه النبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)تبسم ثم قال : الحمد لله الذي
جعلك فإني أدعو في كل لقمة أن يأتيني بأحب الخلق إليه وإلي فكنت أنت ، قال : والذي بعثك إني لأضرب الباب ثلاث مرات ويردني أنس ، قال : فقال رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لِمَ رددته؟ قلت : كنت أحب معه رجلاً من الأنصار فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال : ما يلام الرجل
على قومه .
الرياض النضرة للمحب الطبري ج2 ص161
قال : وعن سفينة قال : أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) طيرين بين رغيفين فقدمت إليه الطيرين فقال (صلى الله
عليه وآله وسلم) : « اللهم إئتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك » ; قال : ثم ذكر معنى حديث النجار يعني الحديث المتقدم آنفاً عن ذخائر العقبى ، ثم قال :
وقال في آخره : فأكل مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى فنيا .
أقول: وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ج9 ص126 باختلاف في اللفظ وقال في آخره : اللهم أدخل عليّ أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ،
فدخل علي (عليه السلام) فقال : اللهم والي ، قال : رواه البزار والطبراني باختصار .
الهيثمي في مجمعه ج9 ص126
قال : وعن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أطيار فقسمها بين نسائه فأصاب كل امرأة منها ثلاثة فأصبح عند بعض نسائه
صفية أو غيرها فأتته
بهن فقال : اللهم إئتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا ، فقلت : اللهم اجعله رجلاً من الأنصار ، فجاء علي (عليه السلام) فقال رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم) ياأنس أنظر من على الباب فنظرت فإذا علي (عليه السلام) فقلت : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على حاجة ، ثم جئت فقمت
بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : أنظر من على الباب فإذا علي (عليه السلام) حتى فعل ذلك ثلاثاً ، فدخل يمشي وأنا خلفه فقال النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) : من حبسك رحمك الله؟ فقال : هذا آخر ثلاث مرات يردني أنس يزعم أنك على حاجة ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) : ما حملك على ما صنعت؟ قلت : يارسول الله سمعت دعاءك فأحببت أن يكون من قومي فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن الرجل قد
يحب قومه إن الرجل قد يحب قومه ، قالها ثلاثاً ، قال : رواه البزار .
الهيثمي في مجمعه أيضاً ج9 ص126 ([847][847])
قال : وعن ابن عباس قال : اُتي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بطير فقال : اللهم أئتني بأحب خلقك إليك ، فجاء علي (عليه السلام) فقال : اللهم
اللهم صل على محمد وال محمد
احسنتم كثيرا
طيب الله انفاسكم وبارك الله بكم
السلام عليك ياسيدي ومولاي امير المؤمنين وحبيب رسول رب العالمين ورحمة الله وبركاته