زفاف على جرافة ، يبدع اهل الناصرية فلا يسبقهم للفرح احد -تقرير مصور-
الخميس 05 /11/ 2009 شيكة اخبار الناصرية/زمن الشيخلي:
لان الجرافات وسيلة من وسائل الاعمار وماكنة تبني الحياة وترمم ما يخربه الارهابيون ، جعل منها ابناء الناصرية وسيلة للعرس والفرح وماكنة تزف العرسان لبناء العائلة الكريمة
ولان عصابات البعث والقاعدة لم ولن تنل من مزاج العراقيين الرفيع في الناصرية ، فقد اسرف ابناءها في صناعة الفرح ورمموا مسالك جديدة للزفاف والاعراس لم يسبقهم اليها احد كما لم تسبقهم الحضارات من قبل الى التحضر والكتابة والموسيقى .
الناصرية سجلت هذه المرة عرسا من لون اخر ، حين اصر عريسين من اهل المدينة على ان يكون زفافهما في ذراع جرافة ( كيلة شفل ) بعيدا عن الزفاف التقليدي وسط فرحة وغبطة الأقارب والاصدقاء ، ودهشة كل من وقعت عيناه على العريسين في ( كيلة الزوجية ) .
يقول مقربون من العريسين " ان الزفاف في جرافة يمثل رسالة الى الارهابيين الذين يتفننون بالقتل ، بان العراقيين في المقابل يتفننون بافراحهم ".
ويؤكد العريس ( عبد الرحمن حيدر جاسم ) " ان الزفاف بهذه الطريقة ممتع ونادر ومميز ، حيث لم يسجل من قبل في محافظة ذي قار او في العراق باسره مثل هذا الزفاف " معربا عن ارتياحه الكبير وشعوره بانه " اسعد انسان في والوجود " .
وراى ان ما يبعث على السعادة هو انه حقق رغبة والدته ووالده واللذان قررا ان يكون زواجه بهذه الطريقة منذ كان طفلا رضيعا في الاشهر الخمس الاولى من عمره .
ولفت الى ان زوجته لم تمانع بالزفاف على هذه الطريقة ، مؤكدا ان علاقته بزوجته يسودها الحب وانهما اتفقا على ان يكون زفافهما بهذه الآلة الانشائية .
وتابع "تم اكمال ارضية الكيلة وتم تهيئتها بطريقة مناسبة للجلوس فيها انا وزوجتي " مضيفا " اصدقائي لم يستوعبوا هذا الزفاف في بادئ الامر لكن عندما اصبحوا امام الامر الواقع راحوا يصفقون ويرقصون بفرح كبير ".
وذكر ان الجرافة ( الشفل ) الذي تم استئجاره كان جديدا ولم يستعمل من قبل في أي عمل والزفاف كان اول مهمة يقوم بها ، موضحا ان الموكب سوف ينطلق من بهو بلدية الناصرية مرورا بشارع الحبوبي ومنطقة الشرقية وحتى بيت العريس في منطقة الادارة المحلية .
من جانبه قال الحاج جاسم كاظم وهو جد العروس والعريس " انا والد ابو العروس ووالد ابو العروسة ، موضحا ان ولده حيدر المتوفي منذ العام 1993 على اثر حادث مرور هو والد العريس ".
واضاف " ان زفاف احفادي بهذه الطريقة كان مميزا ويحمل طابعا للذكرى ويضيف الى زواجهم متعة وسعادة كبيرتين وهذا ما نريد تلبيته لحفيدي الذي توفي والده وهو يرغب ان يكون الزفاف بهذه الطريقة ".
الحاج جاسم الذي انغمرت عيناه بدموع الفرح يضيف " عندما ارى اطفال عبد الرحمن قبل موتي ستتحقق كل امنياتي لان ولدي المتوفي حيدر كان الشخص المقرب مني لذا انا افتخر بزواج ولده عبد الرحمن وانا مصمم على ان يكون هذا الزواج مميزا وعلى افضل وجه ".
الى ذلك قال عبد الخضر جاسم كاظم عم العروسين " ان فكرة الزفاف بكيلة شفل طرحت من قبل والدة عبد الرحمن وقد وافقها شقيقي المرحوم حيدر على هذه الزفاف ".
وتابع " الشعب العراقي دائما اعتاد على الحزن والآلام نريد ان نزيح هذا الهم من صدور أبناءنا ونهدي الفرح الى اهالي بغداد الذين سقط ابناءهم شهداء في حادثتي الاربعاء والاحد والى اهالي البطحاء والى كل شهيد في العراق ".
الى ذلك قال حسام عدنان وهو صديق للعريس "ان عملي لا يسمح لي ان اذهب الى أي احتفال او أي مناسبة ، الا ان زواج عبد الرحمن كان استثنائيا وقررت ان اكون برفقته لانه انسان طيب ، لم اطلب موافقة الشركة التي اعمل بها من اجل اجازة وسأتحمل عقباتها من اجل ان تكون لي صورة جيدة امامه ".
اما والدة العريس (ميسون صالح ) فتؤكد ان قرار الزفاف بجرافة قد اتخذ منذ كان زوجها حيا حيث كان ولدها عبد الرحمن صغيرا لا يتجاوز الخمسة اشهر وهو الوحيد لها مع خمسة بنات .
واشارت الى انها شاهدت انذاك مع زوجها على شاشات التلفاز تقرير يعرض زواجا لعروسين في اليابان زفا داخل كيلة شفل ، فطلبت حينها من زوجها ان يكون زواج عبد الرحمن .
وحينها انهمرت دموع والدة العريس قائلة ان زوجها وعدها بتلبية طلبها ان بقي سالما حتى يوم عرسه .
واضافت " أعمام عبد الرحمن لم يبخلوا بطلبي وطلب المرحوم حيدر الذي يرغب هو الاخر بهذا الزفاف الذي حالت وفاته دون ان يكون هو الراعي له ".
من جانبه رفض عبد الجبار والد العروس التعليق مكتفيا بالقول " الارهاب في العراق يتففن في قتل ابناءنا وسفك دمائهم واليوم نريد نحن ان نتفنن بافراحنا ، نريد ان نبعث رسالة الى كل من يحقد على العراق اننا نفرح ولن يمنعنا احد" .
اما العروسة سرى عبد الجبار فقد قالت "انا سعيدة بهذا الزواج وان كنت قلقة بعض الشي بخصوص الشفل لكن اشعر ان هناك نوع من الاثارة ".
وتابعت " نعم هذا الزفاف كان فيه نوع من التوصية ان صح التعبير لكنه في حقيقته طابع آخر ورسالة مفادها يا أيها الارهاب الذي سرقت الفرحة من شفاه ابناء وطننا الحبيب حتى اصبحت ماهرا في قتل الاطفال والابرياء العزل اليوم نحن في الناصرية نصوغ اجمل ابتسامة وفرحة نهديها الى كل من فقد او فقدت قريب لها سواء كان في بغداد او البطحاء او الفلوجة ".
الى ذلك قالت ام احمد والدة العروس "ان الفرح يغمرني لزواج ابنتي وهذا عرس واحد واشعر ان عبد الرحمن هو ولدي ، ابنتي خائفة من ان تقع على الارض لكن طلبت ان يسير سائق الشفل ببطء".
بيد ان جدة عبد الرحمن اخذت تبكي وهي تنشد " يلطارش كل الحيدر كل أعمامة اوياه يلطارش بشر حيدر كل أعمامه اوياه".
كما ان اول اغنية عند انطلاق موكب الزفاف كانت اغنية وطنية ( يعراق يومك هل يوم يعراق شد حيلك كوم ) للمطربين صلاح حسن ونصرت بدر.
وأثار هذا الزفاف حديث الشارع في مدينة الناصرية وسط جهل تام للجواب عن كيف ولماذا ؟