على اعتبار ان الشيخ الكربلائي هو شخصية دينية لا تعتقد بأقحام الدين بالسياسة وليس له اية تجربة سياسية على الساحة العراقية ولم يطرح في يوم من الايام رؤية او تصور او تحليل سياسي حقيقي ينسجم وارض الواقع عن الوضع السياسي في العراق ولم يعرف بأنه صاحب اختصاص سياسي سواء كان على المستوى النظري او المستوى العملي ,, فكيف علم ان التوجيهات و النصائح التي قدمتها المرجعية الدينية سابقاً هي (( كافية )) لحل الازمة السياسية ؟؟؟....!!!!.
سيد البغدادي ,,
هنالك الكثير ممن ينقلون الاخبار ليستمطروا تعاطف الاخرين بمجرد ان يذكروا اسم المرجعية الدينية في مواضيعهم ,, بينما الحقائق السياسية هي امر واقع ومصيري لا مكان للعاطفة بين اروقته انه يعتمد على توازنات قوى يفرزها الواقع الذي يتحكم بمسار العملية السياسية و الظرف الذي يوجه خطوطها و العامة والتفصيلية ,, والذي يخرج من دائرة الصراع السياسي ظافراً هو الذي يعرف كيف يخلق الظرف السياسي الذي يرسم معادلات جديدة على ساحة الصراع ,, اما النصائح التي تقدمها المرجعية الدينية و غيرها فأنما هي عبارة عن قضايا كمالية غير كاملة قد تعني جهة دون اخرى ,, فكما تعلم جنابكم الكريم ان اطراف الصراع السياسي في العراق هي اطراف متنازعة متصارعة متحاربة بعيدة كل البعد عن التنافس المهني العلمي وهذا يشمل جميع الاحزاب والتيارات الداخلة في العملية السياسية اليوم دون استثناء ,, فنصيحة المرجعية الدينية ( على فرض امكانية تطبيقها على ارض الواقع ) قد تلقى قبولاً عند طرف يقابله نفور عند الطرف الاخر ,, و حتى الجهات المحسوبة على التشيع فأن اختلاف توجهاتها المرجعية يستلزم احيانا اختلاف قبول النصائح بتعدد الناصحين واختلاف نصائحهم
وأضاف الكربلائي أن "حل الأزمات والمشاكل يتطلب توفر عنصرين هما تقديم النصيحة وقبول الطرف المعني بها"، داعيا إلى "ضرورة تدارك الأزمة الحالية بشكل عاجل خشية تفاقمها واستعصائها على الحل".
لاشك ان كل الاطراف المحلية والاقليمية والعالمية المرتبطة مصيرياً او عقائدياً او براكماتياً بالعراق تدعوا الى ضرورة تدارك الازمة الحالية ,, لكن هل ان تدارك الازمة الحالية وحلها يكمن في مجرد نصائح ؟؟!! .. ان اية جهة تعتقد في نفسها التمكن من انقاذ الوضع يتوجب عليها بحكم المنطق وبحكم ابجديات العمل السياسي ان تطرح خطة انقاذ كاملة وشاملة ,, فالنصائح وحدها ليست عصا موسى او خاتم سليمان لتحل ازمة سياسية قد تعد هي الاكثر تعقيداً في تأريخ العراق الحديث ..
وانتقد الكربلائي "قرار مجلس الوزراء بالسماح للمواطنين بحيازة السلاح بالقول إن القرار له تداعيات خطيرة ولابد من التريث في تطبيقه ودراسته جيدا"، داعيا إلى "وضع ضوابط تمنع استخدام السلاح في النزاعات الشخصية واعتباره وسيلة للدفاع عن النفس".
لست ادري من اية ارضية قد انطلق سماحة الشيخ الكربلائي في نقده الغريب هذا ,, فهل لدى سماحته اية معرفة بالملف الامني و تشعباته و خفاياه تفوق او قد تقترب من معرفة اصحاب الاختصاص الذين يديرونه بحكم سنوات من تراكم التجارب في التعاطي مع الوضع الامني بعدما دعا جورج بوش الابن جميع قوى الارهاب العالمي الى خوض المنازلة النهائية في العراق ؟؟!! ..
ام ترى ان سماحة الشيخ قد انطلق من حقيقة ان الوضع الامني في مدينة كربلاء المقدسة يشهد استقراراً كبيراً بعدما قضى رئيس الوزراء المالكي على قوات السيد مقتدى الصدر و كسر شوكتها في صولة الفرسان وماتلاها فطهر كربلاء المقدسة من عبث العصابات المسلحة ,, فراح الشيخ يتصور ان جميع المواطنين باتوا ينعمون بنفس المستوى من الامن والامان الذي ينعم به الكربلائيون ..
اتمنى على سماحة الشيخ ان يتفقد احوال الشيعة في اغلب مناطق الخليط السكاني في بغداد و ضواحيها و شمال بابل و شمال الكوت و شمالها الغربي وديالى وصلاح الدين و الموصل و كركوك ليرى بأم عينيه كم هو الشيعي بحاجة ماسة الى سلاح يدافع به عن نفسه وماله وعرضه وليتعرف سماحته على الالاف من ارباب الاسر الشيعية الذين يتناوبون الحراسة مع باقي افراد اسرهم الى الصباح الباكر خشية ان يتعرضوا الى هجوم تكفيري وهابي ينتهي بذبح جميع افراد الاسرة على ايدي من يحلو للبعض ان يسميهم ( اخوانهم اهل السنة الذين هم منهم منزلة الرأس من الجسد ) ,, علما انه معلوم لدى كل من لديه ادنى معرفة بقرارات الداخلية و مستجدات الوضع الامني ان السماح للمواطنين بأمتلاك السلاح في منازلهم هو فقط لمن يعانون من خطر الهجمات الارهابية في المناطق التي تشهد اضطرابات و عمليات ارهابية بين فترة واخرى ..
وأشار الكربلائي إلى "جملة من الإشكالات التي قد تترتب على تنفيذ قرار حيازة السلاح بسبب ضعف الدولة واحتمال استخدام الأسلحة في إزهاق أرواح مواطنين بعد أن تقع بأيدي أشخاص غير مسؤولين وتنقصهم الثقافة وسعة الصدر".
يعتبر امتلاك قطعة سلاح في المنزل حق مكفول لأي مواطن في اغلب دول العالم و من الغريب جداً ان يستنكر هكذا حق على من تتعرض حياته الى التهديد اليومي من العراقيين الابرياء ,, فكيف يريد سماحة الشيخ ان يرد المواطن الضحية العدوان عن دمه وعرضه وماله ,, ايرد عليه بأكاليل من الورد ينثرها على رؤوس القتلة وبشعارات ((( لو قتلتم منا ملاييناً فلن نحرك ساكناً ))) ,, ايريد سماحته من المواطن الضحية ان ينظم اولاده الضحايا في طوابير ليمر كل واحد منهم على سكين التكفيري الذباح درءاً لما يسميه الاغبياء ,, والمضحوك على اذقانهم من المساكين ,, بالفتنة الطائفية ؟؟.. الا يكون الشيعي مرضياً عن ربه وأئمته الا اذا كان جباناً يمد رقبته ورقاب ابنائه يوماً للتكفيريين ويوماً لغيرهم ليقطعوها؟؟؟...!!!
ولفت إلى أن "الضغوط النفسية والاجتماعية التي يعاني منها المواطنون قد تجعل من وجود الأسلحة في المنازل سببا في حوادث مؤسفة"، معتبرا أن "غياب لغة الحوار الهادئ في حل النزاعات يجعل الأفراد يلجئون الى الأسلحة لحل خلافاتهم.
لربما فات سماحة الشيخ ان يدرك انه وفق المنظور الحقيقي لعلم النفس لا توجد نظرية واحدة تقول ان النزعة الاجرامية المتولدة نتيجة الضغط النفسي والاجتماعي تتوقف على امتلاك سلاح ناري لدى الجاني ,, بل ان وجود الخلل النفسي لديه يعد كافياً بحد ذاته على الاقدام على اقتراف الجريمة بأية اداة جرمية كانت ,, ولرب مبارز جرمية يعثر عليها في مسرح الجريمة وتصنف على انها ادوات الارتكاب الجرمي و هي عبارة عن ادوات بدائية لربما مما يستخدم في المطابخ بصورة يومية .. فهل تلام الحكومة لسماحها للمواطنين بأقتناء ادوات مطبخية حادة قد تستخدم لحل النزاعات بين الافراد المتعرضين لضغوط نفسية ؟؟!!..
|