كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبكي على الإمام الحسين عليه السلام حين يراه لأنه يعلم بما سيحدث له وأنه سيقتل ظلمآ في كربلاء بل وآتاه جبريل عليه السلام بتربه منها ، ولنا فيه قدوه نحن المسلمين سنه وشيعه في البكاء على من بكى عليه :
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ذات يوم في بيتي قال لا يدخل علي أحد فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي صلى الله عليه وسلم يمسح جبينه وهو يبكي فقلت والله ما علمت حين دخل فقال إن جبريل عليه السلام كان معنا في البيت قال أفتحبه قلت أما في الدنيا فنعم قال إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء فتناول جبريل من تربتها فأراها النبي صلى الله عليه وسلم فلما أحيط بحسين حين قتل قال ما اسم هذه الأرض قالوا كربلاء فقال صدق الله ورسوله كرب وبلاء وفي رواية صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض كرب وبلاء
الراوي: أم سلمة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/191
خلاصة حكم المحدث: [روي] بأسانيد ورجال أحدها ثقات
وهذا حال والده علي عليه السلام حين مروره بأرض نينوى وهو يحدث عن حالة رسول الله عليه وآله وسلم في مصيبة الحسين عليه السلام متذكرآ عطشه بشط الفرات:
- عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه : سار مع علي رضي الله عنه وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي رضي الله عنه : اصبر أبا عبد الله اصبر أبا عبد الله بشط الفرات قلت : وماذا قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان قلت : يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عيناك تفيضان قال : بل قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات قال : فقال : هل لك إلى أن أشمك من تربته قال : قلت : نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا
الراوي: شرحبيل بن مدرك المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 2/60
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
ويأتي من يلوم الباكي على الحسين عليه السلام مع ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكى عليه فالباكي يقتدي بهديه وسنته !!
وهكذا كان حاله صلى الله عليه وآله وسلم حين يعطش الحسين عليه السلام لعن الله من نحره في حالة العطش والجوع :
- أن مروان أتاه في مرضه الذي مات فيه فقال مروان لأبي هريرة ما وجدت عليك في شيء منذ اصطحبنا إلا في حبك الحسن والحسين قال فتحفز أبو هريرة فجلس فقال أشهد لخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا ببعض الطريق سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين وهما يبكيان وهما مع أمهما فأسرع السير حتى أتاهما فسمعته يقول ما شأن ابني فقالت العطش قال فأخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شنة يبتغي فيها ماء وكان الماء يومئذ أغدارا والناس يريدون فنادى هل أحد منكم معه ماء فلم يبق أحد إلا أخلف بيده إلى كلامه يبتغي الماء في شنه فلم يجد أحد منهم قطرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناوليني أحدهما فناولته إياه من تحت الخدر فرأيت بياض ذراعيها حين ناولته فأخذه فضمه إلى صدره وهو يضغو ما يسكت فأدلع لسانه فجعل يمصه حتى هدأ أو سكن فلم أسمع له بكاء والآخر يبكي كما هو ما يسكت ثم قال ناوليني الآخر فناولته إياه ففعل به كذلك فسكتا فلم أسمع لهما صوتا ثم قال سيروا فصدعنا يمينا وشمالا عن الظعائن حتى لقيناه على قارعة الطريق فأنا لا أحب هذين وقد رأيت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم
الراوي: أبو هريرة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/183
خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات
ان قتل الحسين عليه السلام مصيبه عظيمه وقد حمل رأسه الى الملعون يزيد :
- أبى الحسين بن علي أن يستأسر فقاتلوه فقتلوه وقتلوا بنيه وأصحابه الذين قاتلوا معه بمكان يقال له الطف وانطلق بعلي بن حسين وفاطمة بنت حسين وسكينة بنت حسين إلى عبيد الله بن زياد وعلي يومئذ غلام قد بلغ فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية فأمر بسكينة فجعلها خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها وذوي قرابتها وعلي بن حسين في غل فوضع رأسه فضرب على ثنيتي الحسين فقال نفلق هاما من رجال أحبة إلينا وهم كانوا أعق وأظلما فقال علي بن حسين { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير } فثقل على يزيد أن يتمثل ببيت شعر وتلا علي ابن الحسين آية من كتاب الله عز وجل فقال يزيد بل بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير فقال علي أما والله لو رآنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مغلولين لأحب أن يخلينا من الغل فقال صدقت فخلوهم من الغل فقال ولو وقفنا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعد لأحب أن يقربنا قال صدقت فقربوهم فجعلت فاطمة وسكينة يتطاولان لتريا رأس أبيهما وجعل يزيد يتطاول في مجلسه ليستر رأسه ثم أمر بهم فجهزوا وأصلح إليهم وأخرجوا إلى المدينة
الراوي: الليث بن سعد المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/198
خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات
والعجيب ان هناك من يعد يوم عاشوراء يوم فرح وسرور اذا كان جاهلآ نلزمه بالحجه واذا كان عارفآ بما حدث في هذا اليوم من قتل ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنه صلى الله عليه وآله وسلم بكى وأبكى عليه – الحسين عليه السلام - فعقابه شديد وسيندم يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
وقد بكت أم سلمة رضي الله عنها كذلك على مصيبة الحسين عليه السلام
حدثنا أبو سعيد الأشج قال : حدثنا أبو خالد الأحمر قال : حدثنا رزين قال : حدثتني سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي فقلت : ما يبكيك ؟ قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم - تعني في المنام - وعلى رأسه ولحيته التراب. فقلت : مالك يا رسول الله ؟ قال : " شهدت قتل الحسين انفا "
[سنن الترمذي - طبعة مكتبة المعارف - كتاب المناقب - باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما - صفحة 852 - حديث 3771]
أما قولك أن هناك من يعد يوم عاشوراء يوم فرح وسرور
فهذا للأسف الشديد دأب الناس في بلادنا المغرب الا من رحم الله
ليلة ويوم عاشوراء تجدين الأطفال والشباب يخرجون حاملين تمثال جمل يصنعونه من خشب ويصفرون ويطبلون ويضربون على البنادير.
والاباء يشترون اللعب لأبناءهم.
وبعضهم يبارك للاخرين يوم عاشوراء ويعتبره يوم عيد.
عادات توارثها الاباء عن الأجداد دون أن يعرفوا مصدرها وخطورتها.
أحسنتم أخي الفاضل على الإضافه القيمه ، وهاهي السيده أم سلمه تحتفظ بتراب من كربلاء :
- استأذَن مَلَكُ القَطْرِ أن يُسلِّمَ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بيتِ أمِّ سَلَمَةَ فقال لا يدخُلُ علينا أحَدٌ فجاء الحُسَينُ بنُ عليٍّ رضِيَ اللهُ عنهما فدخَل فقالت أمُّ سَلَمَةَ هو الحُسَينُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دعيه فجعَل يعلو رقبةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويعبَثُ به والمَلَكُ ينظُرُ فقال المَلَكُ أتُحِبُّه يا محمَّدُ قال إي واللهِ إنِّي لأُحِبُّه قال أمَا إنَّ أمَّتَك ستقتُلُه وإنْ شئْتَ أَرَيْتُك المكانَ فقال بيدِه فتناوَل كفًّا مِن ترابٍ فأخَذَتْ أمُّ سَلَمَةَ التُّرابَ فصَرَّتْه في خِمارِها فكانوا يُرَون أن ذلك التُّرابَ مِن كَرْبَلاءَ
الراوي: عامر بن واثلة أبو الطفيل المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/193
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
وفعلآ أمر محزن أن يكون يوم عاشوراء يوم فرح وسرورفي كثير من المناطق مع العلم أن في كتب السنه يروون كيف كان المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في حاله يرثى لها في هذا اليوم لما حدث لريحانته ولأصحابه الذين إلتقط دماؤهم
- رأيتُ النبيَّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - فيما يرى النائمُ ذاتَ يومٍ بنصفِ النهارِ - أشعثُ أغبرُ، بيده قارورةٌ فيها دمٌ، فقلت : بأبي أنت وأمي، ما هذا ؟ ! قال : هذا دمُ الحسينِ وأصحابُه، لم أزل ألتقطُه منذ اليومَ .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 6130
قال الشيخ السني الدكتورعبد الوهاب الطريري : " ونعلم أن المسلمين لم يصابوا منذ استشهاد الحسين إلى اليوم بمصيبة أعظم منها، ونقول كلما ذكرنا مصيبتنا في الإمام أبي عبد الله ما أخبرت به السيدة الطاهرة فاطمة بنت الحسين –وكانت شهدت مصرع أبيها- عن أبيها الحسين عن جده –صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"ما من رجل يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدمت فيحدث لها استرجاعاً إلا أعطاه الله من الأجر مثل أجره يوم أصيب" فنقول:"إنا لله وإنا إليه راجعون" رجاء أن نكون ممن قال الله فيهم "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ". اهـ
ــــــــــــــــــ
(1) مجموعة الفتاوى ج4 ص 511