|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 621
|
الإنتساب : Nov 2006
|
المشاركات : 763
|
بمعدل : 0.12 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
علي الربيعي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 25-04-2008 الساعة : 08:49 PM
السيّد محمّد بن الإمام الهادي عليه السّلام
مَن هو السيّد محمّد رضيَ الله عنه
هو السيّد محمّد بن الإمام عليّ الهاديّ بن محمّد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ السجّاد بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله تعالى عليهم، فهو سليل الدوحة الهاشميّة، وفرع العترة النبويّة.
وُلد السيّد محمّد ( المشتهر بـ « سَبع الدُّجَيل » ) في سنة 228 هجريّة تقريباً، بقرية « صريا » من ضواحي المدينة المنوّرة، تبعد عنها ثلاثة أميال، أسّسها الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه، وقد خلّف الإمامُ الهادي عليه السّلام ولدَه السيّد محمّداً في هذه القرية حين حمله يحيى بن هَرثَمة بأمر المتوكّل إلى « سُرّ مَن رأى » في جمادى الآخرة سنة 223 هجريّة.
أخلاقه ومنزلته
كان هذا السيّد الجليل على درجةٍ عاليةٍ من الأخلاق الكريمة والصفات الحميدة، ولا ريب في ذلك فهو من بيتٍ كان موضعَ الرسالة ومختلَفَ الملائكة، ومن سلالةٍ أذهَب الله عنهم الرجسَ وطهّرهم تطهيراً.
وكان السيّد محمّد رضوان الله عليه من علمه وحلمه وحكمته، على درجةٍ شاع معها بين أصحاب أبيه ظنُّهم أنّه الإمام مِن بعد أبيه الهادي سلام الله عليه.. حتّى وصفه علاّن الكلابي بقوله: صَحِبتُ أبا جعفر محمّدَ بن عليّ وهو حديث السنّ، فما رأيتُ أوقرَ ولا أزكى ولا أجَلَّ منه.
وقد لازم السيّد محمّد أخاه الإمامَ الحسن العسكريّ عليه السّلام في سامرّاء، وكان يروقه تلاوةُ القرآن الكريم، وعُرِف بين الناس أنّه من الزهّاد العبّاد، وقد اعترف بإمامة أخيه الحسن العسكريّ سلام الله عليه، حتّى إذا تُوفي السيّد محمّد حزن عليه الإمام العسكري عليه السّلام حزناً شديداً، وجاءه والدُه الإمام الهادي عليه السّلام مِن سامراء إلى « بَلَد » وحضر مراسم تشييعه ودفنه.
وقائع عاصرها
عاصر السيّد محمّد بن الإمام الهادي عليه السّلام أربعةً من حكّام بني العباس، هم: المتوكّل، والمنتصر، والمستعين، والمعتز.. أمّا أهمّ الوقائع التي عايشها فهي:
1 ـ هدمُ المتوكّل لقبر الإمام الحسين عليه السّلام مرّات عديدة، منها سنة 236 هجريّة.
2 ـ استمرار فتنة خَلْق القرآن، وجواب أبيه الإمام الهادي عليه السّلام بأنّ الجدال في القرآن بدعة، وليس الخالق إلاّ الله، وما سواه مخلوق.
3 ـ ردّ أبيه الإمام الهادي عليه السّلام على الغُلاة والمنحرفين والجبريّة مثل عليّ بن حَسَكة، والقاسم بن يقطين، وموسى السوّاق.
4 ـ وفاة شاعر الإمام الرضا عليه السّلام إبراهيم بن العبّاس الصولي سنة 243 هجريّة.
5 ـ قتل المتوكّل للّغويّ الأديب الموالي لأهل البيت عليهم السّلام ابن السِّكِّيت سنة 244 هجريّة.
6 ـ وفاة الشاعر المجاهد الموالي لآل محمّد صلوات الله عليهم دِعبِل الخزاعي سنة 246 هجريّة.
7 ـ ثورة العامة في سامرّاء وبغداد، وفتح السجون سنة 249 هجريّة.
8 ـ شهادة عمر بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن عيسى بن زيد الشهيد سنة 250 هجريّة.
9 ـ بيعة أهالي طَبرستان للحسن بن زيد بن محمّد الحسنيّ في حكم المستعين العباسيّ سنة 250 هجريّة.
10 ـ قيام الأتراك والمغاربة بنهب القرى والضياع سنة 251 هجريّة ما بين عُكْبُرا وأوانا، وكانوا خمسة آلاف، فهدّموا المنازل وسلبوا الناس في الطريق.
إقامته في سُرّ مَن رأى
بعد مدّةٍ من الفراق المرير، ورد السيّد محمّد رضوان الله عليه إلى سُرّ مَن رأى لزيارة أهله الذين أشخصهم المتوكّل العبّاسيّ إلى سامرّاء وفرض عليهم الإقامة الجبرية؛ ليعزلهم عن الناس.. فمكث السيّد محمّد في سامراء مدّة ملازماً لأخيه الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام لا يفارقه، حتّى أنّهما كانا يدخلانِ على أبيهما الإمام الهادي عليه السّلام معاً، لعلاقتهما الروحيّة الوثيقة.
وكان الإمام الهادي عليه السّلام يُكنّ لولده السيّد محمّد محبّةً خاصةً واحتراماً فائقاً وعناية ملحوظة، وقد وُصف رضوان الله عليه بأنّه كان نبيلَ المقام، جميل الفضائل، معروفاً بجلالة قَدْره، ونُبل شأنه.
وفاته رضوان الله عليه
بعد أن عزم السيّد محمّد بن الإمام الهادي عليه السّلام على الرجوع إلى المدينة المنوّرة، ودّع أهلَه وأحبّته في سامراء ومضى.. حتّى إذا وصل إلى قرية « بَلَد » في منطقة الدُّجيل القريبة من سامراء مَرِض وثَقُل به مرضه، فتُوفّي هناك ودُفن في الموضع ذاته.
وقيل: إنّه كان للإمام الهادي عليه السّلام صدقات وأوقاف بمقربةٍ مِن « بلد »، وكان ابنه السيّد محمّد يتولاّها ويصرفها فيما قُرِّرت له.. وفي إحدى وفاداته مَرِض مَرَضَ الوفاة، فأجاب داعيَ ربّه ودُفن هناك.
وحضر أبوه الإمام الهادي عليه السّلام مراسم تغسيله، وتجهيزه والصلاة عليه، ودفنِه.. والتفتَ إلى ولده الحسن العسكريّ عليه السّلام قائلاً له: يا بُنيّ، أحدِثْ لله تبارك وتعالى شُكراً؛ فقد أحدث فيك أمراً. فبكى الإمام الحسن عليه السّلام، واسترجع وقال: الحمد لله ربّ العالمين، وإيّاه أشكر، وأيّاه أسأل تمام نعمه علينا، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
وكانت وفاة السيّد محمّد رضوان الله عليه قبل شهادة أبيه الهادي عليه السّلام بسنتين، وقبل شهادة أخيه العسكري عليه السّلام بثمان سنين.. وذلك في حدود سنة 252 هجريّة في آخر جمادى الآخرة عن عمرٍ مبارك لم يتجاوز 24 عاماً. وأكثر الظنّ أنّه تُوفّي مسموماً، قال الشيخ باقر شريف القرشي:
كان السيّد محمّد متميّزاً بذكائه وخلُقِه الرفيع وسعة علمه، مَرِض مَرَضاً شديداً حتّى اشتدّت به العلّة، ولا نعلم سبب مرضه.. هل أنّه سُقي السمَّ مِن قِبَل أعدائه وحُسّاده من العبّاسيّين الذين شَقَّ عليهم أن يَرَوا تعظيم الجماهير وإكبارهم إيّاه، أم أنّ ما مُنيَ به من المرض كان مفاجئاً ؟!
وقد بقي رضوان الله عليه أيّاماً يعاني السقم، واشتدّ به النزع فأخذ يتلو آياتٍ مِن الذِّكر الحكيم، ويمجّد اللهَ تبارك وتعالى.. حتّى صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها تحفّها ملائكةُ الرحمان. وجهّز الإمامُ الهادي عليه السّلام ولدَه أبا جعفر ( السيّد محمّداً )، وغسّله وكفّنه وصلّى عليه، وحمل جثمانه الطاهر وسط هالةٍ من التكبير تحفّ به أمواجٌ من الناس وهي تعدّد فضائله، وجيء به إلى مثواه الأخير فوارَوه فيه. وقد آمنَ الناس ـ على اختلاف أفكارهم وميولهم ـ بأنّه ما توَسَّل به أحدٌ إلى الله تعالى بإخلاصٍ إلاّ قضى الله مهمّته وأرجعه إلى أهله قرير العين.
كتب السيّد كاظم القزوينيّ: ولا نعلم سببَ وفاة السيّد محمّد في تلك السنّ؛ فنعتبر وفاته حتف أنفه مشكوكاً فيها؛ لأنّ الأعداء كانوا ينتهزون كلَّ فرصةٍ لقطع خطّ الإمامة في أهل البيت عليهم السّلام، فلعلّهم لَمّا عرفوا أنّ السيّد محمّداً رضوان الله عليه هو أكبرَ أولاد أبيه الهادي سلام الله عليه، وهو ( المحتمل ) أن يكون مرشّحاً للإمامة بعد أبيه، قتلوه كما قتلوا أسلافه مِن قبل، فانتهز الإمامُ الهادي عليه السّلام الفرصة ليَنُصَّ على ولده الحسن العسكريّ عليه السّلام بالإمامة بمحضرٍ من أولئك الناس.
زيارته
لا شكّ أنّ زيارة السيّد محمّد بن الإمام الهادي عليه السّلام لها آثار كثيرة من الخير والبركة، وقد حثّ النبيّ صلّى الله عليه وآله على زيارة قبور ذريّته؛ فإنّ بها صلةً معه صلّى الله عليه وآله، فقال: مَن زارني أو زار أحداً مِن ذريّتي، زرتُه يومَ القيامة فأنقذتُه مِن أهوالها.
وممّا اشتهر وعُرِف أنّ قبر السيّد محمّد ( سَبع الدجيل ) رضوان الله عليه في « بلد » أمانٌ ورحمة لجميع سكّانها، مثلما قبر والده الهادي عليه السّلام بسامرّاء أمان لأهل الجانبَين. ويُزار السيّد بزيارة خاصّة، وهي معلّقة على الصندوق الشريف، جاء فيها:
( السلامُ عليك أيُّها العالِمُ الجليل، والمهذَّب النبيل. السلامُ عليك أيُّها المُهاب، عند أهل القرى والأطناب. السلامُ عليك وعلى جدّك المصطفى، وأبيك المرتضى، وأمِّك فاطمةَ الزهراء... يا مولاي، فاز مُتَّبِعُك، ونجا مُصدِّقُك، وضَلّ مُفارِقُك، وخاب وخَسِر مُكذِّبُك. إشهَدْ لي بهذه الشهادة لأكون مِن الفائزين بمعرفتك، واتّباعِك ومحبّتك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ).
وهنالك زيارة أخرى خاصّة أيضاً، جاء فيها:
( السلام عليك أيُّها العبدُ الصالح، المطيعُ للهِ ورسولهِ، السلام عليك يا محمّدَ بنَ عليّ الهادي، ولا حَرَمنا الله بركتَك وبركة آبائك الطاهرين، ورزقنا اللهُ شفاعتَكم يومَ الدِّين... والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ).
يقول الأستاذ يونس السامرائي: يعتقد العوامّ بالسيّد محمّد اعتقاداً خاصّاً، فيقولون إنّه يعطي المراد، فيأتون إليه مِن مسافاتٍ بعيدة يطلبون عنده الأمنيات، ويعتقدون أنّ مَن حلف عنده كاذباً أُصيب بالعمى ).
ولا تزال ـ خلال مئات السنوات هذه ـ وفودُ المحبّين والموالين والمصدّقين.. تشدّ قوافلها لزيارته، قادمةً من مختلف البلدان والأقطار، ومن جميع الطبقات: من الملوك والعلماء، والوزراء والوجهاء، والتجّار وعامّة الناس.. يزورون مرقدَه كلّما جاؤوا لزيارة الإمامين العسكريَّين عليهما السّلام بسامرّاء.
مختارات من كراماته
وهي كثيرة متواترة، اشتهرت في مدينة « بلد » حتّى أصبحت من اليقينيّات، وتناقلها الناس أباً عن جَدّ كمُشاهَداتٍ يوميّة أحياناً، وقد عُقِدتْ بسببها النذور لله تعالى وأُدّيت العهود بعدها.
وهنا نذكر بعض تلك الكرامات:
• قال الشيخ محمّد علي الحائري السُّنْقُري ( ت 1379 هجرية ) وهو من مشاهير علماء كربلاء: ان ابن إمام جمعة سُنقُر اشتغل بالتجارة وترك الشؤون الدينيّة، فرأيته يوماً في مدينة الكاظميّة فسألته عن حاله، فشكا لي أنّ زوجته أُصيبت بداءٍ مانعٍ من الإنجاب، وقد عجز أطباء همدان وكرمنشاه عن معالجتها، وكان قرّر السفر إلى سوريا لعلاج زوجته، فاقترحتُ عليه أن يذهب إلى مرقد السيّد محمّد رضوان الله عليه. ثمّ افترقنا، حتّى رايته بعد مدّة في سنقر، فبشّرني قائلاً: ذهبتُ إلى مزار السيّد محمّد وتوسلت عند مرقده، فحمَلَتْ زوجتي وولدت لي ذكراً. وعاد إلى حالته الإيمانيّة ( كما في « مآثر الكبراء » للشيخ المحلاّتي ).
• وأصاب زوجةَ الأستاذ محمود المعمار الكاظمي مرض تورّمت على أثره، وعجز الأطبّاء عن معالجتها، فجاؤوا بها إلى روضة السيّد محمّد سبع الدجيل فبَرِئتْ بغير دواء.
• وقامت إحدى الزائرات بأخذ حاجةٍ من حرم السيّد محمّد تتبرّك بها، متصوّرةً أنّ ذلك عمل صحيح، فلمّا ركبت السيارة وأراد سائقها تشغيلها لم يستطع، فتساءل المسافرون عمّا إذا جاء أحدهم بسوء، عندها بيّنت المرأة ما فعلت وأرجعت تلك الحاجة إلى الحرم الشريف، فتحرّكت السيارة وعادوا إلى ديارهم.
• نقل سَدَنة المرقد أنّه جيء بمُقعَد عاجز سنة 1961م، وشُدّ بشبّاك ضريح السيّد محمّد بن الإمام الهادي عليه السّلام ثلاثة أيّام، فشُفي ونهض ماشياً. وفي ذلك يقول الشاعر يخاطبه:
فكَمْ لك مِن آيِ الكرامةِ مُعجِزٌ يُـردِّدُه أعمى هنـاك ومُقعَدُ!
• ونقل الشيخ مهدي الأحمدي في كتابه ( دليل زوّار كربلاء ص 148 ) ما مضمونه: إنّ رجلاً مِن طهران يُدعى « رَهبري » يعمل مسؤولَ حسابات، ابتُلي في فقراته، فذهب إلى لندن للعلاج لكن دون أيّة فائدة، بعدها توجّه إلى العتبات المقدّسة في العراق، ولمّا زار مرقد السيّد محمّد رضوان الله عليه وأراد الرجوع.. رأى سيّداً معمّماً بعمامة خضراء قد وقف أمام السيّارة، وسأله عن حاله، فأجابته زوجة رهبري تشكو إليه: إنّه يصرخ ويستغيث مِن مرضه وآلامه! فقال لها السيّد النوراني: قَدِّموه أمامي. فقَدَّموه فمسح بيده على ظهره وهو يقول: إذا أراد الله فإنّه يشفى. ولمّا انتصف الليل نادى المريض امرأته فرِحاً: إنّه قد شفاني! ونهض صحيحاً سالماً لا يشكو من شيء.
شعراء تشرّفوا
وهم عشرات، بل مئات.. قالوا في السيّد محمّد بن الإمام الهادي عليه السّلام أبياتاً وقصائد، من الشعر الفصيح القريض والشعر الشعبي العامي، كان منهم:
• السيّد أحمد الهندي ( ت 1392 هـ ) قال يرثيه:
فلمّا قضى وارتجّتِ الأرضُ بالأسى عليه.. وبات الـرُّزْءُ يُمسي ويُصبحُ
بكـاه أخـوه العـسـكريُّ كـآبـةً بدمعٍ لـه غُـرُّ الـمـلائك تمسـحُ
فقيدٌ كسـاه حادثُ المـوتِ رَونقـاً كشمس السَّـنا عند الأصائل تَجنـحُ
وشِيل إلـى المثـوى يُشـيّعه الهدى بحيث لـه الأمـلاك باكـونَ نُـوَّحُ
• الشيخ هادي كاشف الغطاء ( ت 1361 هـ ) قال يمجّده:
فكم عن قاصديهِ زال كَرْبٌ وكم لمـؤمّلـيهِ لُـمَّ شَعْثُ
نُواليكم ونبـرأُ مِن عِداكم ومـا لِولائِكمُ نقصٌ ونَكْثُ
بمدحِ عُلاكمُ نَروى ونَشفى إذا ما مَسَّـنا ظمأٌ وغَرْثُ
علومُ الدينِ أجمـعُها لديكم ومنها فـي البرايا ما يُبَثُّ
• الشيخ محمّد علي اليعقوبي ( ت 1385 هـ ) قال يعظّمه:
وضريحُ قُـدْسٍ هيـبةً لجـلالِهِ يعنو الضِّراحُ وهـامةُ الجوزاءِ
تأتي ملوكُ الأرضِ خاضعةً له وتَؤُمُّـه أمـلاكُ كـلِّ سمـاءِ
نجل الإمام، أخو الإمام، محمّدٌ عمُّ الإمـام، بقـيّـةُ الأُمَنـاءِ
• الشيخ محمّد حسين الإصفهاني المرجع المعروف ( ت 1361 هـ ) قال في أرجوزته:
أخلاقُـه الغُـرُّ محمّـديّه وكلُّ مَكْـرُمـاتـهِ عَلِـيّه
بل هُوَ فـي ولايةِ الإرشادِ إلى الهدى سِرُّ أبيه الهادي
وبابُـه مختلَفُ الأمـلاكِ مُعتَكَفُ العُبّـادِ والنُّسّـاكِ
فاز بأرقـى رُتَبِ الكرامه بكل معناهـا سوى الإمامه
وفـي فِنـائهِ دواءُ الـداءِ وغايةُ المـأمولِ والرجاءِ
حِصنٌ منيعٌ للورى جِوارُه يـا حَبّذا جِوارُهُ وجـارُه!
• الشيخ راضي آل ياسين ( ت 1372 هـ ) قال في كرامات السيّد محمّد رحمه الله:
غَصَّتْ به الحاجاتُ معروضةً تنتظرُ اللطفَ وترجو النجاحْ
مُذْ شَفَّعتْ جـاهَ أبـي جعفرٍ جلّلها الفوزُ وفـاض السَّماحْ
كم مِنْحـةٍ أولى وكـم محنةٍ جلا، وكم ذي كُربةٍ قد أراحْ
وشـاهَدَ الآلافُ مِـن جيلِنا آلافَها.. في غَدوةٍ أو رَواحْ
• السيّد ميرزا مهدي الشيرازي المرجع ( ت 1380 هـ ) قال يمدحه:
سيّدٌ مِن بني الكـرامِ كريـمٌ ولـه عنصرٌ بـه اللهُ بـاهى
يَمَّمتْهُ الوفـودُ مِن كلِّ وجـهٍ فـانثَنَتْ عنه بعد نَيلِ مُناهـا
لم يَزَل موكبُ الحوائج يَترى يَتـوالى إليـه.. لا يَتنـاهى
لم تُنَـخْ حاجُـها هنـالك إلاّ قُضيتْ قبل أن تَحلَّ عُـراها
يأمنُ الوفـدُ حولَـه كلَّ هَولٍ فتـرى في عِراصهِ مأواهـا
• السيّد صادق الموسوي الهندي ( ت 1384 هـ ) قال يخاطبه:
أبـا جعفرٍ جئنـا بمُزجى بضاعةٍ لِنَكتالَ ما نحتـاجُ إذ مَسَّنـا الضُّرُّ
فـأنت عزيزُ الهـاشميّينَ رِفـعةً وأرضٌ بك ازدانَتْ جوانبُها مِصرُ
فـأوفِ لنا الكيلَينِ: كيـلاً مُعجَّلاً وكيلاً لدى الميزانِ.. موعدُه الحشرُ
هذا ما اخترناه، وهو نَزْر مِن كثير.
ما أُلّف حوله
وكان وافراً كثيراً، خصوصاً في كراماته الباهرة رضوان الله عليه، وما قيل في مدحه ورثائه شعراً، وكان من تلك المؤلّفات:
1 ـ أبو جعفر محمّد بن الإمام عليّ الهادي عليه السّلام، للشيخ محمّد علي الأوردبادي ( ت 1380 هـ ).
2 ـ الفضائل الفاخرة النافعة ليوم الآخرة، للسيّد قاسم الحسينيّ الوردي.
3 ـ ذكرى أبي جعفر محمّد بن الإمام عليّ الهادي، لعلي الخاقاني ( مخطوط ).
4 ـ من شموع العترة الطاهرة: السيّد محمّد بن عليّ الهادي، للشيخ عبدالأمير بن منصور الجمري البحراني.
5 ـ المعجزات، للشيخ محمّد علي الربيعي البلداوي.
6 ـ رسالة الشيخ هاشم الربيعي ( ت 1305 هـ )، مخطوطة فيها جملة كرامات السيّد محمّد سبع الدجيل.
7 ـ كرامات السيّد أبي جعفر محمّد، للشيخ جابر البلداوي.
8 ـ رسالة في كرامات أهل البيت ـ وفيها طرف واسع ممّا وُثّق مِن كرامات السيّد محمّد رضوان الله عليه ـ للسيّد هادي الخراساني ( ت 1368 هـ ) ينقلها عن الشيخ عبدالصاحب البلداوي.
9 ـ رسالة بالفارسيّة في كرامات السيّد محمّد، تضمّ نحو نيفّ وأربعين كرامة، للميرزا محمّد الطهرانيّ ( ت 1371 هـ ).
10 ـ زيارة السيّد محمّد بن الإمام علي الهادي، لأحمد عبدالله القطيفي.
11 ـ السيّد محمّد بن الإمام عليّ الهادي ( رسالة )، وكتاب شعراء سبع الدجيل.. لحسين البلداوي.
من مصادر هذه المقالة
1 ـ الفصول الفخرية، لابن عنبة الحسيني.
2 ـ المَجدي، للعَمْري.
3 ـ الإمام الهادي من المهد إلى اللحد، للسيّد محمّد كاظم القزويني.
4 ـ المرشد إلى مواطن الآثار والحضارة، لطه باقر.
5 ـ العراق بلد المقدّسات الإسلاميّة، لعبد الوهّاب عبدالرزّاق.
6 ـ إثبات الوصية، للمسعودي.
7 ـ إعلام الورى، للطبرسي.
8 ـ أعيان الشيعة، للسيّد محسن الأمين.
9 ـ « بلد » آثارها عشائرها أعلامها، لعبد الأمير الطائي.
10 ـ أدب الطف، للسيّد جواد شبّر.
11 ـ بصائر الدرجات، للصفّار القمي.
12 ـ مآثر الكبراء في تاريخ سامرّاء، للشيخ ذبيح الله المحلاّتي.
13 ـ مراقد المعارف لمحمّد حرز الدين.
14 ـ مدينة المعاجز، للسيّد هاشم البحراني.
15 ـ مفتاح الجنّات، للسيّد محسن الأمين.
16 ـ مزارات أهل البيت وتاريخها للسيّد محمّد حسين الجلالي.
17 ـ سيماي سامراء، لمحمّد صحّتي.
18 ـ شعراء الغري، لعلي الخاقاني.
19 ـ تاريخ أهل البيت، تحقيق السيد محمد رضا الجلالي.
20 ـ حياة الإمام العسكري عليه السّلام، للشيخ باقر شريف القرشي.
21 ـ تاريخ سامراء، ليونس السامرّائي.
22 ـ تنقيح المقال، للشيخ عبدالله المامقاني.
23 ـ الإرشاد للشيخ المفيد.
24 ـ منتهى الآمال، للشيخ عبّاس القمي.
25 ـ الكافي، للكليني ـ ج 1.
26 ـ بحار الأنوار، للشيخ المجلسي ـ ج 50.. وغيرها.
|
|
|
|
|