|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 77373
|
الإنتساب : Feb 2013
|
المشاركات : 30
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
براق العروج
المنتدى :
منتدى القرآن الكريم
بتاريخ : 16-02-2013 الساعة : 11:12 PM
3.وكيف يكون العبد خليفة الإله؟
لقد تبين من البحث السابق أن الخلافة بالمعنى الظاهري لا تتوافق مع الخلافة المذكورة في الآيات الشريفة وهي تصح مثلا في موسى إذ ذهب إلى ميقات ربه فخلفه هارون في قومه
{ وواعدنا موسى ثلثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هرون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين(142) }
فعندما غاب موسى عنهم صح أن يضع من يخلفه فيهم ومع وجوده لا صحة لذلك !!
وذكرنا أننا إذا أردنا أن نبحث عن المعنى الدقيق للخلافة علينا أن نعرف هدف وغاية الخالق من مخلوقه..
والجواب عن ذلك يحتاج إلى أبحاث وأبحاث ولكننا سنذكر ما يخدم المطلب ويؤيده فالآية الكريمة تصرح عن ذلك فتقول { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } وقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام تفسير " لِيَعْبُدُونِ " بـ " ليعرفون " وهذا ما يؤيده الحديث القدسي المشهور:
" كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف "
فالله كان ولم يزل موجودا جامعا لكل الكمالات المفروضة والموجودة
فأحب أن يُعرف فخلق الخلق لكي يُعرف
وبذلك يتضح أن هدف الله تعالى من خلقه الخلق هو أن يعرفوه إذ في معرفته كمالهم وسعادتهم..
فإذا سألنا هل من الممكن أن يتعرف المخلوق على الخالق ؟! وكيف يمكن أن يحيط الداني بالعالي ؟! أو أن يعلم المحدود المطلق ؟!
جاء الجواب كما هو محقق في علم التوحيد أنه من المستحيل اكتناه ومعرفة الذات حق معرفتها بل الطريق إلى معرفته تعالى معرفة صفاته وأسمائه تعالى وهو ما أوضحناه مفصلا في " بحث شامل ومفصل حول الأسماء الحسنى " فمن شاء التفصيل فليرجع..
فالنتيجة التي وصلنا إليها لحد الآن أن:
الله تعالى خلق الخلق لكي يعرفوه
الطريق الى معرفة الله تعالى هي عبر معرفة أسمائه
( ومن هنا يتضح للقارئ الكريم بشكل عام علاقة الخلافة ببحث الأسماء { إني جاعل في الأرض خليفة } { وعلّم آدم الأسماء كلها } وهو ما سيأتي تفصيله بإذن الله تعالى )
ولكن كيف لمخلوقات الله أن تعرف أسماء الله تعالى ؟!
والجواب في نفس الحديث القدسي السابق الذكر " فخلقت الخلق لكي أعرف " حيث يتضح من هذه العبارة الهدف والطريق
فهدف الخلق هو معرفة أسماء الله تعالى كما ذكرنا
والطريق إلى معرفته معرفة خلقه ( أي فعله تعالى ) لأن كل مخلوق من المخلوقات يحكي عن خالقه من جهة أو حيثية ما وهو المعبر عنه قرآنيا بالآيتية ( آية الله ) أي أن مخلوقات الله تعالى هي آياته الدالة عليه والحاكية عنه..
فالذات الإلهية التي هي مجمع الأسماء كلها أحبت الظهور في المظاهر لكي تعرف
فأوجدت الموجودات كلها، وكل من الموجودات كان مظهرا أو تجليا لاسم من الأسماء الإلهية أو أكثر ...
فكان الدواء مثلا مظهر اسم الله تعالى " الشافي "
وكان السم مثلا مظهر اسم الله تعالى " المميت "
وكان الطعام الطيب مظهر اسم الله تعالى " النافع "
وكان الشيطان مثلا مظهر اسم الله تعالى " الضال "
فاذا أردت أن تعرف كيف يكون الله تعالى شافيا يجب عليك أن تفهم معنى الشفاء في الدواء ثم تقول بعد ذلك أن هذا الشفاء الموجود في الدواء شفاء محدود مشوب بالنقص والحدود فهو قد يشفي فلان ولا يشفي فلان وقد يشفي من هذا المرض ولا يشفي من هذا المرض وووو
بينما الله تعالى شاف بالمطلق فهو قادر أن يشفي من يشاء كيف يشاء متى شاء وقس على ذلك...
فكل موجود من الموجودات قابل لأن يكون حاملا ومظهرا لاسم من أسماء الله تعالى أو أكثر..
ولكن من هو الموجود القابل لحمل كل الأسماء الإلهية ؟ ليكون مظهرا تاما لله تعالى ؟
فهو ما سنوضحه في المشاركة اللاحقة إن شاء الله تعالى
|
|
|
|
|