مهما تخيلنا فلا أظن أن أحدا يصل إلى حقيقة يزيد وعهره وفسقه ، و سلام الله على سيد شباب أهل الجنة ، أبي الضيم الإمام الحسين عليه السلام حيث يصف يزيد قائلا :" ويزيد رجل شارب الخمور .. راكب الفجور .. قاتل النفس المحترمة "
فيزيد ذلك الفاسق الماجن السكير الفاجر، الذي حكم ثلاث سنوات ، في سنة قتل ريحانة رسول الله الحسين بن علي عليهما السلام ، وفي أخرى أباح مدينة رسول الله حتى افتضت ألف بكر وراثت خيل جيشه في مسجد رسول الله ، وفي الثالثة ضرب الكعبة المشرفة واحرقها .
قال عنه ابن الجوزي:"ما رأيكم في رجل حكم ثلاث سنين؛ قتل في الأولى الحسين بن علي، وفي الثانية أرعب المدينة وأباحها لجيشه، وفي السنة الثالثة ضرب بيت الله بالمنجنيق"(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: 164 )
ورغم تلك الأفعال الشنيعة ، فهناك محاولات لتزييف الحقائق التاريخية والعقائدية التي يهدف من خلالها البعض إلى تبرئة الفاسق يزيد بن معاوية بإصدار المؤلفات وإلقاء المحاضرات حتى أطلقوا عليه(أمير المؤمنين( .. و ( أمير المؤمنين المفترى عليه ) .
عجبا لهذه العقول التي تقدس الدعي ابن الدعي يزيد عليه لعائن الله ، ويطلقون عليه ( أميرا للمؤمنين ) ويترحمون عليهوينتصرون له ويبرئونه من ارتكاب جريمة كبرى لم يعرف لها التاريخ مثيلا ، وهي قتل ريحانة رسول الله صلوات اللهعليهما... بل ويعتبرون سبط الرسول خارجا على ولي أمره! أي أن أبي عبد الله عليهالسلام هو المخطئ ولم تكن في ثورته أي مصلحة!!
يقول ابن كثير : إن يزيدا هذا(كان فاسقا) ، وأضاف وكان فيه أيضا إقبال على الشهوات وترك بعض الصلوات, في بعض الأوقات, وإماتتها في غالب الأوقات).
ويذكر اليعقوبي أنه لما أراد معاوية أن يأخذ البيعة ليزيد من الناس, طلب من زياد[بن أبيه] أن يأخذ بيعة المسلمين في البصرة, فكان جواب زياد: ما يقول الناس إذا دعوناهم إلى بيعة يزيد وهو يلعب بالكلاب والقرود, ويلبس المصبغات, ويدمن الشراب, ويمشى على الدفوف.
وقال ابن الزبير: ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, وقد أفسد علينا ديننا ).
ويروى ابن قتيبةأن الحسين قال لمعاوية قد دل يزيد من نفسه على موقع رأيه, فخذ ليزيد في ما أخذ من استقرائه الكلاب المهارش عند التحارش, والحمام السبق لاترابهن, والقينات ذوات المعازف, وضروب الملاهي, تجده ناصرا, ودع عنك ما تحاول).
ويقول البلاذري: (كان يزيد بن معاوية أول من أظهر شرب الشراب والاستهتار بالغناء والصيد واتخاذ القيان والغلمان والتفكه بما يضحك منه المترفون من القرود والمعافرة بالكلاب والديكة).
ويحكي البلاذري عن قرد ليزيد يدعى أبا قيس فيقول:
(كان ليزيد بن معاوية قرد يجعله بين يديه ويكنيه أبا قيس, ويقول: هذا شيخ من بني اسرائيل أصاب خطيئة فمسخ وكان يسقيه النبيذ ويضحك مما يصنع, وكان يحمله على أتان وحشية ويرسلها مع الخيل فيسبقها, فحمله يوما وجعل يقول:
تمسك أبا قيس بفضل عنانها * * * فليس عليها إن سقطت ضمان
ألا من رأى القرد الذي سبقت * * * به جياد أمير المؤمنين أتان
وقال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء ما نصه :( وكان ناصبيا .. فظا .. غليظا .. جلفا .. يتناول المسكر ويفعل المنكر ..افتتح دولته بمقتلالشهيد الحسين .. واختتمها بواقعة الحرّة .. فمقته الناس .. ولم يباركفي عمره .. وخرج عليه غير واحد بعد الحسين .. )"ج 4 ص 37 و 38"
وهذه الأبيات تبين مدى انحدار هذا اللعين إلى مستوى اقل من البهيمة حيث يتغزل بعمته وهو في مخدعها حيث قال :
نالت على يدها ما لم تنله يدي *** نقشا على معصم أوهت به جلدي
كأنه طرق نمل في أناملها *** أو روضة رصعتها السحب بالبردِ
وقوس حاجبها من كل ناحية *** ونبل مقلتها ترمى به كبدي
مدت مواشطها في كفها شركا *** تصيد قلبي به من داخل الجسدِ
إنسية لو رأتها الشمس ما طلعت *** من بعد رؤيتها يوما على احد ِ
سألتها الوصل قالت : لا تغر بنا *** من رام منا وصالا مات بالكمدِ
فكم قتيل لنا بالحب مات جوى*** من الغرام ولم يبدىء ولم يعدِ
فقلت : استغفر الرحمن من زلل *** إن المحب قليل الصبر والجلدِِ
قد خلفتني طريحا وهى قائلة : *** تأملوا كيف فعل الظبي بالأسدِ
واسترجعت سألت عنى فقيل لها *** ما فيه من رمق دقت يدا بيدِِ
وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت***ورودا وعضت على العناب بالبردِ
وأنشدت بلسان الحال قائلة: *** من غير كره ولا مطل ولا مددِ
وما دام إن عينا عمته أمطرت لؤلؤا ، فسقت خدودها الوردية ، وتغنجت دلالا ( فعضت ) على العناب بالبرد ... فلك أن تتخيل ما تكون طينة قاتل الإمام الحسين عليه السلام ؟ :
إن يزيد لعنه الله من طينة خبيثة، فهو لم يتوان عن فعل المحرمات وارتكاب الكبائر، ولا تعجب إن قيل انه زنا بعمته تلك التي يتغزل بها ولم تكن قد تزوجتفوجدها مفضاة ( ليست بكرا ) فاستغرب ذلك منهافقالت : وهل ترك أبوك شيئا ، لقد إفتضني أبوك قبلك تعني أخاها خال المؤمنين !!
وإلا ما معنى أن يجد الوله والهيام في مخدعها فيقول بها قصيدة غزلية ؟! وما معنى أن يخشى عبدا لله ابن الغسيل أن تنزل حجارة من السماء إلا لأمر بالغ الخطورة ؟!، فالروايات تؤكد عن عدم توانيه في ارتكاب المحرمات، وتجاوزه الأعراف الإنسانية ، ومخالفة الشرائع السماوية ، فقد روي أن عبد الله بن حنظلة الغسيل قال : والله ما خرجنا على يزيد ، حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء ، أنّه رجل ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة .
الكامل : 3 / 310 وتاريخ الخلفاء : 165
وقال الذهبي: لما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل مع شربه الخمر وإتيانهالمنكرات اشتد عليه الناس وخرج عليه غير واحد .....