بداية ليس في القرآن الكريم كلمة (مذهب).
في القرآن (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السب فتفرق بكم عن سبيله).
هناك: صراط، سبيل، سنة بمعنى طريق ومنهج لا بمعنى (البخاري ومسلم والترمذي).
الحديث عن انقسام مذهبي هو حديث بلحاظ الواقع ولا يعني إقرارا بأن الأمر يتعلق باختلاف مستوي الطرفين قدر ما يعني إقرارا بالواقع وبأن المخالفين لمدرسة أهل البيت هم مسلمون وليسوا خارجين عن الملة.
الأهم من هذا أنه لا يوجد كيان علمي ولا معرفي اسمه المذهب السني وهذه مغالطة كبرى ونحن نعرف هذا ونلمسه باليد وهذا ما يتعين على الإخوة (السنة) أن يعرفوه بدلا من ملاحقة الأوهام.
هناك أيضا تاريخ ومسار للنبوات (سنة من أرسلنا قبلك من رسلنا).
لو قرأنا تاريخ النبوات في القرآن أو في الكتب المقدسة للأمم السابقة سنرى بوضوح أن الرسالات النبوية لم تكن تترك للأتباع أو للأصحاب يديرونها كيفما اتفق أو وفقا لرؤيتهم للمصلحة كما يزعم فريق من المسلمين الآن وقبل الآن.
في القرآن قصة موسى وهارون وقصة طالوت وجالوت وداود.
نظرية التسليم والتسلم العشوائي التي يؤمن بها الفريق المخالف تقول ما يلي:
مات رسول الله....... حدث فراغ ديني وسياسي.... انتبه لهذا الفراغ فريقان..... الأول هم الأنصار الذين اجتمعوا في سقيفة ساعدة والفريق الثاني هم المهاجرون بقياد أبي بكر وعمر فكان أن سارع هؤلاء وهؤلاء لسد هذه الثغرة الهائلة التي لم ينتبه رسولنا الأكرم لإمكانية حدوثها ولا نص الوحي الإلهي على طريقة ملئها!!!!.
الوحي الإلهي الذي عالج مشكلات المجتمع المسلم وسمع صوت المرأة التي جاءت تجادل في زوجها وتشتكي إلى الله والله سبحانه الذي سمع كلام المنافقين وهمهاتهم وإساءاتهم للرسول الأكرم ولأهل بيته لا يمكن أن يكون قد أهمل هذه القضية الكبرى وتركها عهدة الشيخين أبي بكر وعمر!!!!
نحن لا نصدق هذا الكلام الفارغ ولا نقبل به خاصة والوصايا النبوية بوجوب اتباع الثقلين كثيرة ومتواترة وتنفي هذه الإمكانية العدمية أي إمكانية حدوث فراغ رسالي نفيا مطلقا.
الله تبارك وتعالى جعل من الاستثناءات دليلا على الأصل.
في العالم الآن أكثر من ستة مليارات نفس أغلبهم تام الخلقة
عندما يولد إنسان وهذا أمر وارد يفتقد إلى أحد الأجهزة الضرورية للحياة فإنه يموت ولكن هذا يعد دليلا على أن الخالق عز وجل قد أتم الخلق وأكمل تكوين ستة مليارات يدبون على الأرض ولكنه خلق هذا المخلوق الناقص ليعرف الناس أنه سبحانه لا يضل ولا ينسى.
الأصل أن تتواصل مسيرة الرسل والأنبياء من خلال الأوصياء والأئمة والاستثناء هو ما حدث يوم السقيفة وما تلا ذلك من اعوجاجات في الفقه والسلوك خلطت بين الحق والباطل والخطأ والصواب ويسميها البعض الآن سنة نبوية مطهرة!!.
التشيع لأهل البيت هو سنة الله وهو سنة (من قد أرسلنا قبلك من رسلنا) وهو امتثال لأمر الله عز وجل (لا يضل ربي ولا ينسى) وكل ما عدا ذلك من وجهة نظرنا فهو تفصيل.
هذا هو الفارق الجوهري بين من التزموا صراط الله المستقيم ولم يزعموا لأنفسهم الشراكة في الوحي أو أنهم أعلم من الله ورسوله بمصلحة الأمة والذين لم يرضوا بكتابة وصية رسول الله وقالوا عندنا كتاب الله هو حسبنا.