كتب "الوف بن" المحلل السياسي فى صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تحت عنوان "واقع مختلف" أن معظم الإسرائيليين ولُدوا أو هاجروا إليها في فترة حكم
مبارك في مصر، ولم يعرفوا في حياتهم واقعا مغايرا. وهذا هو معنى الاستقرار الذي منحه مبارك للفهم الإسرائيلي. وأكد أن نظام مبارك كان بمثابة
الصخرة المنيعة وكان زعماء "إسرائيل" يعرفون جيدا أن جناحهم اليساري مأمون وسط كل الاضطرابات التى كان يشهدها الشرق الأوسط على مدى الثلاثين
عامأ الأخيرة حيث انطلقوا إلى الحروب وبنوا المستوطنات.
وأضاف الكاتب في "هآرتس" أن نتنياهو تقاسم مع مبارك الخوف المشترك من تعزز قوة إيران. فقد كانت مصر دولة أساسية في المحور "المعتدل"، الذي
وقف إلى جانب الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة ضد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد وحلفائه في لبنان وسوريا وغزة. واختتم "ألوف بن" مقاله
قائلا: "بدون مبارك، لا هجوم إسرائيلي على إيران ومن سيحلون محله سيخافون غضب الجماهير". وأشار إلى أن نتنياهو ووزير الحرب إيهود باراك
سيكتبان في مذكراتهما "أردنا أن نهاجم إيران ولكن لم يكن بوسعنا بسبب الثورة في مصر", مؤكدا أن تنحي مبارك قد منع حربا وقائية إسرائيلية. ولعل هذه
هي على ما يبدو "مساهمته الأخيرة في الاستقرار الإقليمي".
أما "ايتان هابر" فكتب فى صحيفة "يديعوت أحرونوت" يقول "يحتمل جدا أن حسني مبارك لم يكن حاكما مثاليا. يحتمل جدا أن الحكم في القاهرة كان فاسدا
وغير حضارى, مؤكد أن من الصعب على المرء أن يكون مصريا في القاهرة ولكن لا ننكر أن مبارك ونظامه كانا الكابح الأخير في عالمنا المتصارع في
وجه "التسونامي الإسلامي" – على حد قوله - الذى يجعل العالم مكانا لا يمكن العيش فيه".
وأضاف هابر أن مبارك كان طاغية بالفعل. وعلى ما يبدو فاسدا أيضا. لا يمكن أن نحسد من عاش في "القبور" في القاهرة. ولكن لا ننكر أنه هو نفس
مبارك الذي يلبس البدلات ويربط ربطات العنق ويتكلم الإنجليزية، وينفذ اتفاق "السلام" ويستضيف زعماء إسرائيليين في قصره ويصدر الغاز بسعر خاص
لنا. واختتم المقال قائلا "إن هذا هو المقال الوحيد الذي سينشر اليوم في صالح مبارك. فكل مزدوجي الأخلاق في العالم الغربي يجتمعون للاحتفال بحقوق
المواطن المصرى ولكن أنا - يا لي من عديم الثقافة – اشتاق للرئيس مبارك الذي أُجبر على التنحي".