( بسم الله الرحمن الرحيم . كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم )
كذا في رواية الفربري ، وسقط لفظ " كتاب " من رواية المستملي ، وأما النسفي فقال : " كتاب المرتدين " ثم بسمل ثم قال :
" باب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم وإثم من أشرك إلخ " ، وقوله : " والمعاندين " كذا للأكثر بالنون ، وفي رواية الجرجاني بالهاء بدل النون ، والأول الصواب .
يقول ان الذي أشرك بالله يستتاب
طيب الصحابي المؤمن الصالح مالك بن نويرة المعروفة قصته مع عصابة الإنقلاب المعارض لها
لماذا لم يستتاب قبل ان يجهز عليه السفاح بن الوليد ؟!
( واستتيب ) المرتد وجوبا ولو عبدا أو امرأة ( ثلاثة أيام ) بلياليها من يوم الثبوت لا من يوم الكفر ولا يوم الرفع ويلغى يوم الثبوت إن سبق بالفجر ( بلا جوع وعطش ) بل يطعم ويسقى من ماله ولا ينفق على ولده وزوجته منه لأنه يوقف فيكون معسرا بردته ( و ) بلا ( معاقبة ) بكضرب ( وإن لم يتب ) أي وإن لم يعد بالتوبة أو أن الواو للحال ( فإن تاب ) ترك ( وإلا ) يتب ( قتل ) بالسيف ولا يترك بجزية ولا يسترق ( واستبرئت ) ذات زوج أو سيد وهي من ذوات الحيض ( بحيضة ) قبل قتلها خشية أن تكون حاملا ، فإن حاضت أيام الاستتابة انتظر تمامها فينتظر أقضى الأجلين ، فإن ظهر بها حمل أخرت حتى تضع إن وجد من يرضع ولدها وقبلها الولد وإلا أخرت لتمام رضاعه .
قال: هل خالف أحد أبا بكر؟
قال سعيد: لا. لم يخالفه إلا مرتد، أو كاد أن يرتد، وقد أنقذ الله الأنصار، فجمعهم عليه وبايعوه.
قال: هل قعد أحد من المهاجرين عن بيعته؟
قال سعيد: لا. لقد تتابع المهاجرون على بيعته(8)!!.
وقال الموقري ، عن الزهري ، قال : وبعث خالد إلى مالك بن نويرة سرية فيهم أبو قتادة ، فساروا يومهم سراعا حتى انتهوا إلى محلة الحي ، فخرج مالك في رهطه ، فقال : من أنتم ؟ قالوا : نحن المسلمون ، فزعم أبو قتادة أنه قال : وأنا عبد الله المسلم ، قال : فضع السلاح ، فوضعه في اثني عشر رجلا ، فلما وضعوا السلاح ربطهم أمير تلك السرية وانطلق بهم أسارى ، وسار معهم السبي حتى أتوا بهم خالدا ، فحدث أبو قتادة خالدا أن لهم أمانا وأنهم قد ادعوا إسلاما ، وخالف أبا قتادة جماعة السرية فأخبروا خالدا أنه لم يكن لهم أمان ، وإنما أسروا قسرا ، فأمر بهم خالد فقتلوا وقبض سبيهم ، فركب أبو قتادة فرسه وسار قبل أبي بكر . فلما قدم عليه قال : تعلم أنه كان لمالك بن نويرة عهد وأنه ادعى إسلاما ، وإني نهيت خالدا فترك قولي ، وأخذ بشهادات الأعراب الذين يريدون الغنائم . فقام عمر فقال : يا أبا بكر إن في سيف خالد رهقا ، وإن هذا لم يكن حقا ، فإن حقا عليك أن تقيده ، فسكت [ ص: 46 ] أبو بكر .