|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 52510
|
الإنتساب : Jul 2010
|
المشاركات : 95
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
أنت بنفسك كتاب أخلاق
بتاريخ : 31-08-2010 الساعة : 11:43 PM
يروى من اخلاق العلماء
الشيخ مهدي النراقي – المتوفى في سنة 1209 هـ رحمه الله – مؤلف كتاب (جامع السعادة) الرائع في شرح المفاهيم الأخلاقية المطبوع حديثاً في ثلاثة مجلدات ، كان مجّسداً للأخلاق الفاضلة قبل أن يسطّر في كتابه الحروف حولها ، هذا ما تقرأه في القصة التالية:
عندما ألّف كتاب ( جامع السعادات ) في علم الأخلاق وتزكية النفس، بعث نسخة منه قبل طباعته إلى المرحوم آية الله العظمى السيد مهدي بحر العلوم، ذلك المثل الأعلى في التقوى المعروف بلقاءاته مع الإمام الحجّة (عجّل الله فرجه)، ليستنير من ملاحظاته القيّمة حول الكتاب .. وبعد فترة من إرساله الكتاب انطلق الشيخ من بلدته في إيران متجهاً إلى النجف الأشرف ، للقاء بالسيد بحر العلوم ، وتقصّي آرائه حول الكتاب .. فانتشر خبر مجيئه وجاء العلماء للقاء به والسلام عليه ما عدا السيد بحر العلوم!..
مرت أيام والشيخ بين من يدخل عليه ومن يخرج من عنده، حتى قلّت لقاءاته، فقام بنفسه لزيارة السيد بحر العلوم .. دخل عليه وسلّم وجلس متواضعاً ، ولكنه لم يحصل على ودّ السيد واحترامه وترحيبه كما هو متوقع .. جلس قليلاً ثم خرج، وعاد بعد أيام، كذلك لم يُعرْ له بالاً، وكأنه لا يعرفه أبداً.
وقرّر في المرة الثالثة أن يدخل على السيد بحر العلوم بشكل طبيعي تماماً، من دون أن يفكر أنه ضيف وأن السيد ينبغي له أن يأتيه، أو أنه لماذا دخل على السيد مرتين ولم يرحّب به كما هو المفترض أخلاقياً.
وهكذا جاء وطرق الشيخ الباب، عرف السيد بأن الشيخ وراء الباب، فقام بنفسه حافياً واحتضن الشيخ بحرارة وبالغ في احترامه له بكل ترحيب ومحبة، وبعد أن سأله عن حاله قال : " لقد ألّفت كتاباً حول الأخلاق وتزكية النفس، وبعثتَ بنسخة منه إليَّ، وأنا قرأته من أوله إلى آخره بدقة، حقاً إنه كتابٌ رائع في الأخلاق، ونادر في تربية الذات، وأما السبب في أنني ما جئتك، ولما جئتني لم أُعِرْ لك أهمية، فلأجل أن أختبر مدى التزامك بما كتبته في الأخلاق، وضبط النفس، والصبر، والحلم، وكظم الغيظ !..
كنت أقصد من تصرفي معك كيف تكبح هواك، وتسيطر على غضبك !.. هل أنت مثل الذين يكتبون ما لا يعملون، ويقولون ما لا يفعلون؟..
ولكن ثبت الآن أنك لست منهم، وقد نلتَ في الأخلاق وتزكية النفس درجة عاليـة، فأنت بنفسك كتاب أخلاق، تهدي الآخرين بأخلاقك، وليس بكتابك فحسب " . كتاب بالفارسية (مردان علم در ميدان عمل) ص188
|
|
|
|
|