للمحققين فقط .. هل هناك فقرات في دعاء عرفة ليست للامام ع ؟
بتاريخ : 31-10-2012 الساعة : 12:13 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الاخوة الافاضل و خصوصا السادة المطلعين او المحبين للتحقيق في الروايات ..
اتمنى ان يكون الموضوع فيه اثارة , و ايضا فيه جواب شاف و كاف ..
الاحبة الافاضل ,
سنوات نقرأ دعاء عرفة لمولانا سيد الشهداء عليه السلام , و هو دعاء يقرأ على نطاق واسع بين جموع المؤمنين في يوم التاسع من ذي الحجة في يوم عرفة ..
في مفاتيح الجنان , يورد الشيخ المحقق القمي اعلى الله مقامه , بعد انتهاء فقرات الدعاء , حيث يشير الى لاحقة في الدعاء قال فيها انه وجدها في الاقبال للسيد ابن طاووس اعلى الله مقامه .
هذه اللاحقة من الدعاء من يقرأها يرى فيها معان عرفانية واضحة , و من يقرأ فكانه يتعرف على قطعة عرفانية فيها كل مصطلحات الجذب و السلوك , و تجلي الله في العبد و غير ذلك ...
"إِلهِي، أَنا الفَقِيرُ فِي غِنايَ، فَكَيْفَ لا أَكُونُ فَقِيراً فِي فَقْرِي"،
و هي موجودة في كتاب الحكم العطائية
حينما كنت اقرا هذه الفقرة كنت اسال نفسي و اقول : ان صدر المتألهين الشيرازي رحمه الله , قد اخذ اصل افكاره من فقرات هذا الدعاء !!!
و قد كنت اسال نفسي مرة اخرى , اذن و لماذا يرفض كثير من العلماء مبدأ العرفان و يربطوه بالتصوف , هل لانهم لم يتعرفوا على دعاء الامام الحسين ع عن قرب ..
هكذا كنت افكر و اسال هذه الاسئلة في مخيلتي ..
في هذه السنة , حينما رجعنا من كربلاء , سألني اخي الذي يصغرني عمرا بقليل , عن هذه اللاحقة من الدعاء , فقلت له ان افكاري اعتقد بان العرفاء يعتمدون فقرات الدعاء كنظرية عامة يفرعون عليها مباديء العرفان ..
ففاجأني بقوله : انا قرأت فقرات الدعاء و هي لا تشبه الفقرات التي تسبقها من الدعاء
هناك فرق بين اللهجة و اللغة و الاسلوب الذي قيل فيه الدعاء
و عليه فانني اعتقد ان اللاحقة ليست من كلام الامام الحسين ع ..
كانت هذه اثارة لي للبحث و التنقيب عن اللاحقة في فقرات دعاء الامام الحسين ع , و التي لم نجدها الا في الاقبال للسيد ابن طاووس ..
قام اخي بالبحث عن ربط بين الفقرات , فوجد ان هذه الفقرات بالذات تنسب للعالم الصوفي ابن عطا الله السكندري !!!
بالضبط نص الفقرات في اللاحقة , تنسب لعطا الله السكندري ..
امعنا البحث , فوجدنا انفسنا امام عدة احتمالات :
1. الكلام في الاصل لمولانا الامام سيد الشهداء ع , و نسب لعطا الله السكندري العالم الصوفي المعروف .
2. ان الفارق بين السيد ابن طاووس _ ناقل هذه الفقرات _ و بين عطا الله السكندري 44 سنة على اقل تقدير , فكيف تنسب للسكندري ؟؟
فاذا ما استطعنا ان نطلع على النسخ القديمة جدا للاقبال قد نستطيع التوصل الى حل للاشكال , خصوصا اذا عرفنا انه قد يمكن ان يكون عطا الله السكندري اخذ الدعاء من الاقبال , و نسب بالتالي اليه !!
3. الكلام منسوب لسيد الشهداء و هو في الاصل لعطا الله السكندري ..
4. ان بعض محققي الامامية قد نفوا ان تكون هذه الفقرات تابعة لفقرات دعاء الامام الحسين ع في عرفة ..
ارجو من اخواني المهتمين بالامر اثارة الامر و ارفادنا بارائهم حول هذا الامر .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسنتم سيدنا العزيز على هذا الاختيار الرائع للبحث ,, حقاً لا زال دعاء الامام الحسين صلوات الله عليه في عرفة يثبت لأمم الارض انه هو بحق الوارث لأم الكتاب المتعالي عن الافهام الساذجة و العقول المركبة ,, فكما تعلمون جنابكم ان التوحيد القرآني قد رسمته آيات الكتاب رسماً بيانياً ينطلق من التدبر في المخلوقات للوصول الى الخالق الواحد الحكيم المتعال المدبر ,,
في حين يطرح مولانا و سيدنا ابي عبد الله الحسين روحي و ارواح العالمين له الفدا مساره في التوحيد داعياً ربه سبحانه ان يرجعه اليه بدون الرجوع الى الاثار لأنها وفق اعتبارات الحسين صلوات الله وسلامه عليه توجب حين التردد فيها بعد المسار ..
الحسين يطرح توحيداً يتفرد بطرحه عن كل رسالات السماء توحيداً يليق بشأنه صلوات الله عليه و هو الذي سارع الى نداء ربه ليدافع عنه مندكاً في الامر الالهي اندكاكاً جعله يستحق الخلود أنموذج حياة و فداء..
لطالما تناقشت مع من اثق بعقولهم و علمهم من اهل العلم و المعرفة في هذا الدعاء فأشار بعضهم الى ان بعض الفقهاء ينفون نسبة كبيرة من منه عن الحسين صلوات الله عليه فينسبه قسم منهم الى اهل الفلسفة و غيرها ,,
غير انك لو تدبرت في الدعاء لوجدت فيه اعجازاً في مفهوم التوحيد لا يمكن ان تنسبه الى غير المعصوم صلوات الله عليه بل لربما لم يصدر مثل هذا المستوى من التوحيد حتى من اولي العزم صلوات الله عليهم لعدم وجود الاثار الدالة على ذلك اذا ما استثنينا سيد الانبياء و المرسلين صلوات الله و سلامه عليه و على آله و نفسه بمقاييس السماء امام الموحدين أمير المؤمنين صلوات الله و سلامه عليه ..
لو كان الامر بيدي يا سيد محمد الشرع لجعلت من هذا المنهج التوحيدي المقدس في دعاء سيد الشهداء يوم عرفة منهاجاً يُدَّرَّس في الجامعات و المعاهد و يحاجج به خصوم آل محمد ليعلموا حقيقة التوحيد الذي أورثه أهل بيت العصمة لشيعتهم و لأسست معاهد تتخصص بدراسته و بناء النظريات المعرفية على أساسه ..
هنيئاً لكم هذه الخطوة الرائعة في تسليط هذا الكنز الالهي على الضوء ..
السلام عليكم
حياكم الله مولانا العزيز
عندي مراجعتي لكتاب الاقبال للعلامة ابن الطاووس رضوان الله عليه واطلعت على دعاء الامام الحسين عليه السلام في روم عرفة في الجزء الثاني من الاقبال في الصفحة الرابعة والسبعون ذكر دعاء الامام الحسين ع قال العلامة:ومن الدعوات المشرفة في يوم عرفة دعاء مولانا الحسين بن علي صلوات الله عليه:
الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع، ولا لعطائه مانع، ولا كصنعه صنعصانع، وهو الجوادالواسع، فطر أجناس البدائع، وأتقن بحكمته الصنائع،لا يخفى عليه الطلائع ، ولا تضيع عنده الودائع........ الى ان يقول الامام عليه السلام:
وأسألك اللهم حاجتي التي ان أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني، وانمنعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني، أسألك فكاك رقبتي من النار لا إله إلا أنتوحدك لا شريك لك، لك الملك، ولكالحمد، وأنت على كل شئ قدير،. يا رب يا رب يا رب. انتهى
الدعاء هنا على حسب نسخة الكتاب التي عندي وهي نفسها موجودة في المكتبة الشيعية تستطيعون مراجتعها الدعاء ينتهي بجملة يا رب يا رب يا رب وليس فيها الجملة الهي انا الفقير في غناي فالدعاء ينتهي في الصفحة السابعة والثمانين من كتاب الاقبال بقول يا رب فليس فيها الزيادة المذكورة والكتاب من تحقيق جواد القيومي الاصفهاني الطبعة الاولى سنة الطبعة 1415 . وقد ذكر المحقق النسخ التي اعتمد عليها في الكتاب في مقدمته وقال:
١ - اعتمدت في تصحيح الكتاب على نسخ الموجودة منه، إليك بعضها:
ألف - النسخة المحفوظة في مكتبة الإمام الرضا عليه السلام في مدينة مشهد المقدسة
برقم. ٣٣١٩ ، فرغ ناسخه من كتابتها سنة ٩٥٧
ب - النسخة المحفوظة في مكتبة الإمام الرضا عليه السلام في مدينة مشهد المقدسة
برقم. ٣٣١٨ ، فرغ ناسخه من كتابتها سنة ١٠٧٤
. ج - النسخة المطبوعة التي قوبلت بعدة نسخ سنة ١٣٢٠ وقال المحقق ايضا:والنسخة الأولىأقدم نسخالموجودة من هذا الكتاب. اقول: واضح من كلام المحقق انه اعتمد على اقدم النسخ الموجودة لكتاب الاقبال كما اعترف هو في المقدمة فيكون ان اقدم النسخ خالية من الزيادة فالدعاء ينتهي بجملة يا رب يا رب يا رب ان صح ان المحقق اعتمد على اقدم النسخ والله العالم.