التشيع في ألمانيا ليس قديم العهد، فهو يبدأ تقريبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية مع هجرة عدد من المغتربين السوريين واللبنانيين للعمل والاستقرار هناك، حيث كان منهم عدد من الشيعة وضمنهم بعض العلماء الذين استقروا في ألمانيا لصعوبة الأوضاع في بلدانهم، وقاموا بالأعمال المختلفة بجانب الفرصة المتوفرة أمامهم للتبليغ ونشر الدين الإسلامي على مذهب الشيعة الإمامية، ولا ننسى وجود عدد كبير من الشيعة الأتراك والإيرانيين المقيمين هناك وجهودهم التي أدت إلى اعتناق عدد كبير من الناس للدين الإسلامي على هذا المذهب. وفي الوقت الحالي يقوم الشيعة في ألمانيا بممارسة الشعائر الدينية وأمور آل البيت صلوات الله عليهم، فيقيمون أفراحهم وأحزانهم بصورة مستمرة سنويا، والفضل في ذلك بعد الله يعود إلى جهود المؤسسات الإسلامية الشيعية الموجودة هناك.
وكان آخر إنجازاتها حصول عشرة من الشيعة على عضوية المجلس الإسلامي الألماني مما يعني قيام وحدة إسلامية على اختلاف المذاهب في ألمانيا قلما نجدها في بعض الدول الإسلامية التي تفتقر إلى العدل والحرية.
الألمان يشيدون بموقف الامام الحسين عليه السلام
ليس هناك ثمة شك أنه في السنين الأخيرة حدثت قفزة واسعة الأبعاد نحو قراءات جديدة لفكر أهل البيت (ع) بالأخص ثورة الإمام الحسين في كربلاء وتأثيرها على الحياة السياسية في العالم الإسلامي وخارجه.
فلقد تصدى الكثير من رجال السياسة والتاريخ لأن يجعلوا مفاهيم هذه الثورة موضع البحث والدراسة فصدرت دراسات وكتب عديدة نالت الإقبال والإستحسان بين الأوساط السياسية والشعبية، كتب تناولت فكرة أهل البيت وبالتحديد مدرسة عاشوراء
وواحدة من هذه الآثار الأدبية القيمة كتاب الصحفي الألماني ( جرهارد كونسلمان ) هو من أشهر الصحفيين الألمان وقد عمل لوقت طويل محققا بالتلفزيون الألماني ومن خلال عمله صار على دراية كبيرة بالتطورات السياسية في منطقة الشرق
الأوسط وله مؤلفات كثيرة ومتنوعة منها الكتاب الذي تناولنا بعض نصوصه وعنوانه (سطوع نجم الشيعة) وفي أحد أبوابه الذي يحمل عنوان ( الحسين الشهيد ) .
يقول (جرهارد كنسلمان) : إن الحسين ومن خلال ذكائه قاوم خصمه الذي ألب المشاعر ضد آل علي وكشف يزيد عبر موقفه الشريف والمتحفظ فلقد كان واقعيا ولقد أدرك إن بني أمية يحكمون قبضتهم على الإمبراطورية الإسلامية الواسعة.
من هنا إنطلقت الحياة غير الهادئة لحفيد النبي الحسين، فقد إبتدأت بعد موت معاوية حيث شعر الامام بخطر وتحد قادمين عليه وعلى الدين من الأمويين