ديكتاتـــور مصـــر و ملـــك العـــرب
السبت , 31 ايار / مايو 2014 - بانوراما الشرق الاوسط
احمد الشرقاوي
فـي معنــى الديمقراطيــة الوهابيــة
من يُصدّق أن الإنتخابات الرئاسية المصرية كانت ديمقراطية بالمعايير الكونية، عليه أن يُصدّق أيضا، أن سعي إيران لإمتلاك سلاح نووي هو تهديد خطير لديمقراطية آل سعود الوهابية، كما صدّق من قبل أن مملكة الزيت هي من تدافع عن الحرية وحق الشعوب العربية في إختيار حكامها وتقرير مستقبلها ومصير عيالها، ولنا في ما يحصل في سورية اليوم، المصداق العملي لهذه الديمقراطية الظلامية التي يراد تعميمها على البلاد العربية.
مملكـــة العــــرب الجامعــــة
لذلك فلا غرابة أن تحارب السعودية الإخوان في مصر وتدعمهم في سورية، لأن المهم هو النتيجة لا الوسيلة، حتى لو كانت غير شرعية وغير أخلاقية وغير ديمقراطية، لأن الإخوان كما القاعدة وأخواتها هم مجرد أدوات وظيفية في خدمة مشروع إقامة “مملكة العرب” تمهيدا لتحويلها إلى خلافة وهابية بعد أن تنتصر شريعة الإجرام على شريعة السلام، فتُهزم إيران، وتُقطع كامل أدرعها في المنطقة العربية.
وهذه هي الوصفة السحرية الجديدة التي يقوم عليها مشروع “مملكة العرب” الجديد، والذي تحوّل بقدرة قادر إلى مشروع مُموّه بديل عن “مشروع الشرق الأوسط الكبير” الذي تلقى ضربة قاسية في لبنان سنة 2006 وسقط بالضربة القاضية اليوم في سورية.
وفي حال نجاح هذا المشروع، والذي سيحافظ على حدود “سايكس بيكو” القديمة لكن تحت نفوذ عاهل آل سعود الذي سيتربع على عرش “مملكة العرب” المجيد، ويكون له جيش رعديد يقوده ‘السيسي’ ديكتاتور مصر العتيد، فستخضع له كل ممالك وإمارات ومشيخات وجمهوريات الموز في الوطن العربي من الماء إلى الماء.
وإذا كانت الديمقراطية في القاموس السياسي المعاصر تعني: “تعدد الأحزاب، وحرية السوق، وضمان الملكية الخاصة”، وهو تعريف إكتسى الكثير من القدسية في الغرب، وأصبح بمثابة الوصايا العشر المقدسة التي لا يجوز تغييرها أو تبديل حرف منها وإلا إنهار الأنموذج الغربي للديمقراطية اللبرالية.. فإن ما حدث في مصر يُعدّ مهزلة بكل المقاييس، ويشكل إهانة للعقل العربي عموما والعقل المصري خصوصا، وهو الأنموذج الذي يبدو أن السعودية بصدد نشره من مصر إلى الجزائر، حيث أصابت جرثومة ‘السيسي’ اللواء المتقاعد من الجيش الليبي ‘خليفة بلقاسم حفتر’ الذي يقود حربا ضد التكفيريين في ليبيا لحساب السعودية وبتنسيق وثيق مع مصر، قال عنها أنها حرب لإسترداد “كرامة ليبيا”، فتراجع عن تعهداته التي أكد فيها أنه لم يتحرك من أجل السلطة، وأعلن عن إستعداده للترشح لرئاسة الجمهورية العربية الليبية على سُنــّة ‘السيسي’ ديكتاتور السعودية في المحروسة.
هذا يعني، أن السعودية بصدد تنفيذ مشروع ضخم لإعادة بسط نفوذها ووصايتها على الدول العربية المتفلتة من سيطرتها، وخصوصا تلك التي تمردت شعوبها على الديكتاتوريات القديمة، بدليل، أنه بعد السيطرة على القرار السيادي المصري، وبتعاون مع عسكر المحروسة الذين تحولوا في عصر “الديمقراطية الوهابية”، من جنود يجمعون البيض في مزارع الجنرالات إلى قوات ضاربة في خدمة ما يأمر به “ملك العرب” من حروب، كما وصفه السيسي نفسه، وخاصة ضد النفوذ الإيراني في المنطقة، والذي أعلن ديكتاتور مصر الجديد أن أمن الخليج هو من أمن مصر، وأن علاقة بلاده بإيران تمر حتما عبر الرياض. وبذلك حوّل ‘السيسي’ المخادع مصر العربية الناصرية التي حارب آل سعود زعيمها القومي ‘جمال عبد الناصر’ رحمه الله، إلى أداة سعودية في مواجهة إيران التي لم تهدد أحدا، وليس في عقيدتها ولا وارد سياساتها استباحة دماء المسلمين كما تفعل مملكة الأعراب الوهابية.
وبالتالي، فإقدام العقيد ‘حفتر’ بدعم من السعودية ومصر وفق تقارير إستخباراتية ومصادر غربية ومغاربية عبرت عن قلقها في الكواليس بخجل ممّا يحصل من محاولة للسيطرة على ليبيا من مدخل إعادة “الكرامة” لبلد لا يحتاج إلى “كرامة” بقدر ما يحتاج إلى الأمن والسلم وعدم التدخل في شؤونه الداخلية لإجباره على خيارات لا تصب في مصلحة الشعب ولا تخدم قضايا الأمة العربية والإسلامية.
وفي الوقت الذي يتساءل فيه المسؤولون الجزائريون عن سبب زيارة العاهل المغربي إلى تونس اليوم، وماذا يريد منها؟.. يمر المخطط بهدوء لضم تونس لمحور النظام العربي الجديد الذي يقيمه “ملك العرب” وفق قواعد الديمقراطية العسكرية الوهابية الجديدة لبناء إمبراطورية سعودية بقيادة عسكرية مصرية تمتد من المحيط إلى الخليج.. لأن هذا هو الحل السحري الذي تفتق عن الذهنية الرجعية السعودية لمواجهة ما تسميه بـ”النفوذ الإيراني” في المنطقة ومحاصرته خارج مياه الخليج.
ومن هنا نفهم سبب إستدعاء ‘السيسي’ لجمال عبد الناصر من قبره ليتاجر بصورته وتاريخه وموقعه في الوعي الشعبي المصري والجمعي العربي، بموازاة الحديث الصاخب عن دور مصر القادم بزعامة الديكتاتور الجديد لقيادة العالم العربي وإخضاعه لهيمنة مملكة الزيت والقهر والإجرام السعودية، بفضل مليارات الدولارات من المال الحرام الذي تضخ في سبيل تحقيق هذه الرؤية الخرافية على سنة “مملكة اليهود” التلمودية.
الجزائر قلقة مما يحدث في ليبيا، وترى فيه مقدمة لإختراق قلعتها الحصينة في حال إستقام للملكة الوهابية الأمر في ليبيا والسودان أيضا، والتي ينتظرها الدور لقطع أرجل إيران التي تطوق مصر من خاصرتها الجنوبية الرخوة، كما تدعي القاهرة، في حين كانت تستعملها إيران لمد المقاومة الإسلامية في قطاع غزة بالسلاح لمواجهة “إسرائيل”. هكذا، وبدون سابق تشاور أو قرار ولو شكلي من جامعة الأعراب، أعلن ‘السيسي’ أن ليبيا والسودان يدخلان في مجال الأمن القومي المصري، وبالتالي يخضعان للسيادة السعودية، ولا مكان لإيران فيهما، فبدأ ‘حفتر’ الحرب في ليبيا تنفيذا للشق الأول من المخطط.
وكانت الجزائر إلى وقت قريب تعتمد على موريتانيا وتونس لمساعدتها في مواجهة هذه المعضلة على المستوى السياسي لإتخاذ قرار في إجتماع مؤتمر الإتحاد المغاربي المرتقب بعد أيام، لقطع الطريق على المخطط السعودي – المصري. لكن مريتانيا لا تستطيع فعل شيىء بعد أن نجى رئيسها من محاولة إغتبار قامت بها المخابرات المغربية قبل فترة بسبب محاولته التقارب مع الجزائر، كما وأن النظام في موريتانيا خائف من الإرهاب الذي يحركه المغرب وفرنسا في منطقة الساحل جنوب الصحراء في عودة للإستعمار الفرنسي للمنطقة، خصوصا بعد أن أبدت نواكشوط إنفتاحا على طهران وتعاونا في مجالات شتى أثارت ريبة الرباط.
وزيارة أمير المنافقين المغربي لتونس اليوم، حيث سيجري محادثات لثلاثة أيام مع صنيعة قطر ‘الطرطور’ ‘المرزوقي’ وكبار المسؤولين في حكومته المنفتحة على التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهي المهمة التي تم تعويمها إعلاميا لتبدو في إطار عادي من التعاون الثنائي بين البلدين في القطاع العام والخاص وفق بيان المغرب الرسمي. في حين أنها (أي المهمة) تدخل في إطار أمر مهمة خاص تلقاه الملك المفترس من ملك العرب المتواجد اليوم في الدار البيضاء من أجل الراحة والإستجمام، والإستمتاع بمشاهد النسوان عرات حفاة يتراقصون من حوله في حديقة القصر (تقدم له في كل زيارة 300 فتاة جميلة في عمر الزهور)، فيخال نفسه في الجنة بعدما أشعل في الوطن العربي جحيم النار.
ومعروف أن سلطان المغرب يكره العمل السياسي ودبلوماسية الكواليس المغلقة، ويفضل عليها البزنيس والترفيه وتسويق صورته كملك مصلح في الداخل، بعد أن تضررت كثيرا بما كشف عنه من فساد أغضب الشياطين في الأرض والملائكة في السماء.
والهدف كما يمكن استنتاجه من الزيارة، هو محاولة عزل الجزائر عن بعدها العربي بعد أن تم العمل على عزلها عن بعدها الإفريقي جنوب الصحراء بفضل الدبلوماسية الدينية لأمير المؤمنين، في انتظار الإنتهاء من ليبيا للتفرغ للحالة الجزائرية في الداخل. ومن هنا أيضا يفهم ما أراد قوله الديكتاتور ‘السيسي’ عند بداية الأحداث في ليبيا، من أن “الجيش المصري قادر على غزو الجزائر في ثلاثة أيام”. ويعلم الله إن كان الأمر صدفة أم أن هناك مخطط مدبر بشكل مسبق ومنسق، حيث قال نائب برلماني أردني هذا الأسبوع إقتداءا بتصريح ‘السيسي’، أن “جيش المملكة الأردنية، قادر على دخول دمشق في ثلاثة أيام”، والرجل يعتقد أنه لا ينطق عن الهوى لأنه سمع المعلومة من جهات نافذة في الدولة.
وبالتالي، فالتصريح الغريب والمفاجأ الذي أطلقه السيسي كرسالة تحذير للجزائر، لم يكن من باب التشبه والمفاضلة العسكرية أو المجاز السياسي، بل كان يعني ما يقول ويكشف عن الوجه المقبل للصراع في منطقة شمال إفريقيا، لخوف مصر من دخول الجزائر على خط الأزمة الليبية بدعم من إيران وروسيا كما حصل في سورية، ما ينذر بعمر مديد للصراع وإنتقاله إلى قلب المحروسة نفسها، بيشتعل الوطن العربي ويصبح المغرب العربي شريكا في هموم المشرق العربي بالروح والدم والخراب.
تونس اليوم لا تزال في مرحلة مخاض بين الإسلامويين الذين يتحكمون في البرلمان وبين العلمانيين الذين يشكلون الديكور لواجهة ديمقراطية تبدو صعبة الصمود أمام العواصف القادمة، خصوصا بعد أن دخلت البلاد إلى مجال مغناطيس التجاذبات الإقليمية في صراع الإمبراطوريات الجديد على شاكلة صراع الملوك في الصين القديمة.
وإذا كانت المؤشرات تؤكد أن تونس لم تحسم خيارها بين النموذج الإخواني والنموذج العلماني بسبب الصراع الدائر بين الأفرقاء في الداخل، فإن ما تريده السعودية لهذا البلد هو العودة لنظام ديكتاتورية ‘بن علي’ العلمانية، وسحب البساط من تحت أقدام إخوان “النهضة” المنضوين تحت لواء الأممية ‘الأردوغانية’ التي تقهقرت وتراجع نفوذها ودورها وفقدت مصداقيتها بعد أن كشف المستور، وتبين أن تركيا تقوم بنفس الدور الذي تقوم به السعودية لحساب أمريكا وإسرائيل، والفرق يكمن في من ينجح في دوره، ليستحق أن يتوج ملكا ويكون رمزا وتاجا على رؤوس العرب والمسلمين، العاهل السعودي الوهابي أم السلطان العثماني الإخونجي؟.. ولا دور للشعوب العربية في هذا المشهد المظلم حيث المواطن المسحور يحجز مقعده كل مساء أمام شاشات التلفزيون، لمتابعة ما ستقوله الجزيرة والعربية والميادين، عساه يتلمس في زحمة الإعلام بصيصا من نور يفهم على ضوئه ما يجري ويدور من حوله.
لكن إيران التي تفطّنت لهذا المشروع الخبيث الذي يهدف لضرب أي إمكانية لوحدة إسلامية بين مكونات الأمة، كما نادى بذلك الإمام ‘الخامنائي’ في أكثر من خطاب ومناسبة، كان آخرها هذا الأسبوع، سارعت إلى بعث وزير خارجيتها ‘محمد ضريف’ الذي استبق زيارة العاهل المغربي إلى تونس بيوم، حيث بحث مع الجهات المعنية في تونس الموضوع، ثم انتقل اليوم إلى الجزائر لنفس الغرض، ولتحذير من يهمهم الأمر بأن الجزائر ستكون مكسر عصا لأوهام آل سعود وأطماع ديكتاتور مصر في بترول المنطقة الشرقية الليبية، ومحاولة مصر تحويل ليبيا إلى مكب لفائضها البشري الذي لا تملك له حلا ليعيش بكرامة في مصر.
قبل ثورة الناتو التي أطاحت بالعقيد المغدور ‘معمر القدافي’، كان يعمل في ليبيا 5 مليون مصري، وليبيا قادرة على إستيعاب ضعف هذا الرقم لقلة عدد سكانها وسشاعة مساحتها وغناها بالنفط والغاز، وباعتبارها مجالا واسعا للإستثمارات الغربية والخليجية المستقبلية. وهذه أطماع إستراتيجية كبيرة لمصر في ليبيا منذ زمان، تم إحيائها كمحفز لتوريط مصر في الصراع الدائر بين الجمل السعودي والفيل الإيراني في المنطقة.
وبالنسبة لإيران، هذا إمتداد لنفس المشروع السعودي الصهيوني المصري في شمال إفريقيا، بعد أن سقط في المشرق العربي، في إنتظار أن تكتمل أركان إمبراطورية “مملكة العرب” لتعاود السعودية الكرة في المشرق بمساعدة مصر وإسرائيل.
القاهــرة و تـل أبيــب.. سمــن علـى عســل
لقد سبق ونشرت وسائل إعلامية “إسرائيلية” قبل أسبوع، تقارير تتحدث عن تنسيق أمني وثيق بين ‘السيسي’ والجانب الإسرائيلي في ما يسمى بالحرب على الإرهاب، وقال التقرير، أن ‘السيسي’ يفضل في هذه المرحلة عدم الظهور في الصورة لعدم الإحراج. غير أن الشباب المصري الواعي والمدرك لما يجري في الكواليس والدهاليز والأقبية المظلمة، والذي يرى أن أهداف الثورة لم تتحقق، وأن المشهد يوحي بعودة الفلول لإستنساخ عهد مبارك، وأن العلاقات مع سورية لم تعد لسابق عهدها، ولم يطرد سفير إسرائيل من القاهرة كما طالبت الملايين بذلك.. فرفض التصويت للديكتاتور الجديد ما جعله اليوم حاكما ضعيفا مطعون في شرعيته، بعد أن أخذ تفويضا من الشعب لمحاربة الإرهاب وفشل خلال سنة من المحاولات العبثية، واليوم زاد الوضع خطورة عما كان والقادم قد لا يكون مطمئنا.
لم يكن من الممكن ولا المتخيل ولو من باب جدلية الإفتراض والترف الفكري، تصديق أن الولايات الأمريكية وأوروبا صمتوا على ما يحدث في مصر من عبث سياسي ومهزلة إنتخابية بعد أن أتهموا الجيش بالإنقلاب على الديمقراطية، لو أن السيسي لم يخرج للإعلام عند إنطلاق حملته الإنتخابية والقول أمام أنظار العالم، أنه “يحترم الإتفاقيات الدولية ويقدر المعاهدات ومنها على وجه الخصوص، اتفاقية العار مع الكيان الصهيوني الغاصب الذي خرج الشعب المصري في “ثورته” ينادي بإلغائها وطرد سفير ‘تل أبيب’..
هذه هي كلمة السر السحرية التي فتحت أمام ‘السيسي’ الأبواب لرئاسة المحروسة ولو بالتجاوزات والشرعية المنقوصة، حيث وصلت نسبة الذين صوتوا من الشيوخ والنساء والجوعى وفلول وبلطجية نظام مبارك 18% وفق ما أكدته وكالة ‘رويترز’ للأنباء بالإضافة لمصادر موثوقة أخرى، ولا نتحدث هنا عمّا تقوله المعارضة، أو ما أكده ‘حمدين صباحي’ نفسه في مؤتمره الصحفي حين قبل بالهزيمة، من أن الإنتخابات عرفت خروقات وتجاوزات كثيرة، لعل أبرزها التمديد ليوم ثالث من قبل لجنة الإنتخابات دون قرار من الحكومة موقع من قبل الرئيس المؤقت، وهذا خرق خطير للدستور يطعن في جوهر العملية برمتها، ويعتبر ما حدث مهزلة سخيفة، وكأننا أما مسرحية سباق خيول، يتنافس فيها فرس واحد مع ظله، فيصل الأول ويفوز بالرئاسة، فيصفق الإعلام أما صمت وإستغراب الشعب.
من المفيد التذكير بالمناسبة، أن فترة السنة التي حكم فيها الإخوان مصر لم تكن مشجعة، بسبب قلة الخبرة من جهة، وإنعدام الرؤية لما يجب أن تكون عليه مصر الجديدة ما بعد الثورة من جهة أخرى، وهذا كان متوقعا منذ اليوم الأول، لأن الإسلام السياسي وإن كانت له خبرة طويلة في المعارضة، غير أنه ينطلق في معالجاته للمشكلات وتنظيراته للتطورات من تصورات ماضوية إنطلاقا من رؤية إيديولوجية مغلقة، تختزل الدين والسياسة في شرنقة الجماعة، وتعتبر من سواها يعيش مرحلة الجاهلية الأولى.
لكن علينا أن لا ننسى أن الإخوان وصلوا إلى الحكم عبر صناديق الإقتراع، وبأوامر من أمريكا، حيث قام العسكر، بتزوير النتائج لتكون في صالح الإخوان، لأن أمريكا كانت تعول عليهم لتنفيذ إستراتيجية الموت والخراب في بلاد العرب، لتفتيتها إلى عشرات الإمارات والمشيخات والممالك، ليعود عصر القبائل، وتعود معارك داحس والغبراء، فتأتي أمريكا بعد أن يفني العرب بعضهم بعضا، لتعيد ترتيب خرائط المنطقة وفق أهواء ومصالح إسرائيل.
وبرغم فتح تحقيق في موضوع تزوير الإنتخابات في القاهرة، إلا أن القاضي المكلف بالملف، لم يجد تعاونا، بل عراقيل وأبواب موصدة، ونصائح من الباطن بالتخلي عن الملف، إلى أن جائه كتاب رسمي من أعلى سلطة قضائية بتعليمات سامية من جهة سيادية (العسكر) بالتخلي رسميا عن التحقيق في موضوع تزوير الإنتخابات.. فأقفل التحقيق ووضع الملف في ثلاجة التاريخ ومضى لحال سبيله. لأنه ممنوع المساس بالعسكر الذين قاموا بتزوير الإنتخابات لصالح الإخوان بأوامر أمريكية.
وقد تبين اليوم أيضا أن الإخونجي ‘مرسي’ لم يطلق سراح الإخوان والسلفيين من السجون في عهده، بل ‘العسكر’ هم من قاموا بذلك لخلق سيناريو حرب ضد الإرهاب يُولّد إحساس بالخوف وشعورا بالرعب لدى المصريين البسطاء، فتجعلهم من حيث لا يدرون ولا يشعرون، يهتفون بحياة الزعيم المخلص ويردّدون بحماسة وجنون “الجيش والشعب إيد وحدة” و ‘السيسي رئيسي’، ولتذهب الثورة إلى الجحيم، فتحول الجيش إلى دولة داخل الدولة وأصبح للسيسي والعسكر سلطات تتجاوز سلطات الشعب، بعد أن وضع صهره على رأس مؤسسة الجيش، ليتفرغ هو للعبة السياسة التي لا يفقه فيها إلا بما يملى عليه من الرياض و واشنطن وتل أبيب من تعليمات وفق قاعدة: “لكم الحكم ولنا القرار”.
الشعب المصري، وعن حسن نية، وبسبب غياب القيادة في ثورة 25 يناير 2011، وبالتالي، غياب الرؤية لما يجب أن تحققه الثوة من أهداف كبرى، إرتكب مجموعة أخطاء متفاوته الخطورة، لعل أخطرها هو عندما أسقط ‘مبارك’ وترك النظام العميق على حاله، يدير اللعبة في الدهاليز والكواليس بالتنسيق مع واشنطن والسعودية في تخريجة جديدة لمسرحية سادجة وسخيفة ها هو اليوم يعيش فصولها البئيسة.
كما أن الشعب المصري في ثورة 25 يناير، لم يرفع شعار تحرير فلسطين وإلغاء إتفاقية العار وطرد السفير، كل المعطيات كانت تؤكد حينها أن للثورة بعد إجتماعي وإقتصادي داخلي حصري، وأن المطالب كانت تعبر عن حقوق مقهورين وجائعين ومستضعفين ومظلومين، لا عن حلم أمة ترغب بلعب دور إقليمي لسياسة عربية موحدة. وهو الوهم الذي لم يتحقق حتى للإتحاد الأوروبي برغم نجاح الوحدة الإقتصادية أيّما نجاح، لكن السعودية تريد فرض الوحدة بالمال والقهر، ولا يهمها الشعوب، بل فقط لتضمن تبعية الأنظمة الديكتاتورية لها كحال النظام المصري اليوم، لتورط جيش وشعب المحروسة في صراعات ضد إخوان لهم في القومية والدين لصالح أمريكا وإسرائيل.
أما في إنقلاب 30 يونيو، فبقدرة قادر تغيرت الشعارات التي تدين الإستبداد والفساد، وتحمل النظام مسؤولية تدهور الاوضاع الاقتصادية وغلاء الاسعار وارتفاع نسبة البطالة، وحلت محلها شعارات قومية من قبيل إلغاء إتفاقية العار مع “إسرائيل”، وطرد السفير الصهيوني من القاهرة، والوقوف في وجه الهيمنة الأمريكية والإستكبار العالمي.. فقرأ البسطاء من الناس في ذلك قرب عودة الزعيم ‘جمال عبد الناصر’ رحمه الله من قبره على أنغام الأغاني الحماسية القديمة، ليُخلّص مصر والأمة العربية من “إسرائيل” ويحقق لها حلم الوحدة الذي طال إنتظاره.. وبذلك تجاوز تأثير الإعلام المصري على عقل المواطن مفعول هلوسة الحشيش.
من الواضح أن المعزوفة أُعدّت بإتقان للّعب على الوثر الحساس لدى المصريين والعرب عموما، لأن الحاجة كانت تفرض عودة ديكتاتورية العسكر التي حكمت بعد أزيد من 6 عقود من الفشل وإنتاج الأزمات..، لكن هذه المرة بحلة قومية زائفة. وبالفعل، نجحت الحيلة في البداية، فقلنا أن ذاكرة الشعب مثقوبة، وأنه لا شك أن المحروسة أكلت الطعم وسقطت في الفخ الأمريكي والصهيو- وهابي الذي نصب لها لسرقة ثورة شعبها إلى الأبد، لإستحالة أن يواجه الشعب ديكتاتورية العسكر والحكم الأبوي السلطوي الذي إعتاد عيله فقراء مصر منذ عصر الفراعنة القديم.
المنطقـــة علــى شفــا الفـــوضى المدمـــرة
أيها السادة، لقد بدأت طبول الحروب تقرع في المنطقة، وبمجرد دخول مصر في الصراع الليبي من الباطن، اشتعلت الجبهات في اليمن بين الحوثيين وخصومهم السلفيين، في رسالة مفتوحة للرياض مؤداها، أن من يحرق بيوت الجيران ستحرق النار بيته ولو بعد حين.
المعادلة كما تبدو اليوم هي كالتالي: مصالح قطر وتركيا تتقاطع مع مصالح إيران في مصر واليمن وليبيا وتونس، لكنها تفترق في العراق وسورية ولبنان، وفي المحصلة، تركيا وقطر تسعيان لتقويض نفوذ السعودية في المنطقة، فيما إيران تمد اليد لإنقاذ الرياض من الإنهيار والدخول في وحدة إسلامية لإحياء أمجاد الأمة التي كانت خير أمة أخرجت للناس وتحولت بفضل السعودية إلى أخطر أمة تهدد الحياة والجمال والحضارة والحجر والشجر والبشر، وتجد مع ذلك كتاب الخراب الذين يدافعون عن مشورعها ويحاولون إقناع الشعوب بأن لا حل لها للنجاة من الإرهاب إلا بإعادة إنتاج “ديموقراطية العسكر” في مصر وبقية البلدان العربية، باستثناء الممالك الشريفة في المغرب والأردن ومشيخات الخليج، لتتحول جيوشها وشعوبها إلى وقود لنار الحرب القادمة مع إيران وحلفائها في المنطقة.
لكن الشعوب التي خبرت التورات، بدأت تدرك اليوم أبعاد المؤامرة، وقد لا يطول الوقت كثيرا لنراها تُحوّل بإرادتها الوطن العربي إلى بركان تحت أقدام الحكام، ينفجر فيهم ليحرق عروشهم في ساعة آتية لا ريب فيها.
اما في مصر وفي ضل حكم العسكر الذي بدأ بجمال عبد الناصر مارا بالسادات ثم حسني مبارك
واخذ انعطافة صغيرة حيث اعطى القدر الحكم لاخوان الشياطين ليعيثوا في الارض فسادا
ذهب كبيرهم مرسي اللعين الى تركيا واعطى البيعة لاردوغان ومسح يده مبايعا له خليفة للمسلمين مع الحثالة الفلسطيني خالد مشعل
وجمع كل اخوان الشياطين في ملعب كرة القدم المصري واعلنوا التطوع للقتال في سوريا وخطب بهم شيوخ الفتنة لحثهم على التطوع ومن بينهم الشيخ العريفي الذي خطب فيهم وزبد ورعد وخرج مسرعا ليركب الطائرة الى لندن ليقض اجازة الصيف وتم طرد السفير السوري من القاهرة استعدادا للهجوم على سوريا العربية
لاي سبب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لان سوريا الاسد حليف لحزب الله لبنان وحليف لايران
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
وان خليت قلبت
استهتر الاخوان وطفح كيلهم
وفي مثل هذه الايام من العام الماضي قتلوا رجلا من رجال الله وهو الشهيد السعيد حسن شحاتة
وكل ذنبه انه يحتفل في بيته مع عائلته بيوم النص من شعبان
ميلاد المهدي عليه السلام
اجتمعوا عليه وكسروا بابه الموصد وسحلوه في الشارع وقتلوه شر قتله
ولم تمر سوا عدة ايام قليلة حتى سلط الله عليهم رجلا مسلم هجم عليهم هجمة واحدة وبضربة واحده زال كل اصنامهم وجعلهم طرائق قددا
السيسي رجل عسكري فاز بالانتخابات
حيث تنافس مع الشيوعي حمدين صباحي
فاز ب 23 مليون صوت
والى حد هذه الساعة التي اكتب بها لم يؤدي اليمين الدستوري ولم يمسك الحكم
ولم يظهر من الرجل أي سؤ بأتجاه شعبه او الشعوب الاخرى
لذا من غير المناسب اظهار هذا الكم الهائل من الحقد على الرجل وتلفيق التهم عليه واولها المؤامرة
نحن نعرف ان السيسي فضح الوهابية حين وضع قرودهم في قفص العداله
السيسي فضح الشيوعية حين خسر حمدين صباحي امامه ولم تقبل المحكمة طعونه وردت عليه
تهنئة حارة ل سي سي بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية
اما في مصر وفي ضل حكم العسكر الذي بدأ بجمال عبد الناصر مارا بالسادات ثم حسني مبارك
واخذ انعطافة صغيرة حيث اعطى القدر الحكم لاخوان الشياطين ليعيثوا في الارض فسادا
ذهب كبيرهم مرسي اللعين الى تركيا واعطى البيعة لاردوغان ومسح يده مبايعا له خليفة للمسلمين مع الحثالة الفلسطيني خالد مشعل
وجمع كل اخوان الشياطين في ملعب كرة القدم المصري واعلنوا التطوع للقتال في سوريا وخطب بهم شيوخ الفتنة لحثهم على التطوع ومن بينهم الشيخ العريفي الذي خطب فيهم وزبد ورعد وخرج مسرعا ليركب الطائرة الى لندن ليقض اجازة الصيف وتم طرد السفير السوري من القاهرة استعدادا للهجوم على سوريا العربية
لاي سبب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لان سوريا الاسد حليف لحزب الله لبنان وحليف لايران
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
وان خليت قلبت
استهتر الاخوان وطفح كيلهم
وفي مثل هذه الايام من العام الماضي قتلوا رجلا من رجال الله وهو الشهيد السعيد حسن شحاتة
وكل ذنبه انه يحتفل في بيته مع عائلته بيوم النص من شعبان
ميلاد المهدي عليه السلام
اجتمعوا عليه وكسروا بابه الموصد وسحلوه في الشارع وقتلوه شر قتله
ولم تمر سوا عدة ايام قليلة حتى سلط الله عليهم رجلا مسلم هجم عليهم هجمة واحدة وبضربة واحده زال كل اصنامهم وجعلهم طرائق قددا
السيسي رجل عسكري فاز بالانتخابات
حيث تنافس مع الشيوعي حمدين صباحي
فاز ب 23 مليون صوت
والى حد هذه الساعة التي اكتب بها لم يؤدي اليمين الدستوري ولم يمسك الحكم
ولم يظهر من الرجل أي سؤ بأتجاه شعبه او الشعوب الاخرى
لذا من غير المناسب اظهار هذا الكم الهائل من الحقد على الرجل وتلفيق التهم عليه واولها المؤامرة
نحن نعرف ان السيسي فضح الوهابية حين وضع قرودهم في قفص العداله
السيسي فضح الشيوعية حين خسر حمدين صباحي امامه ولم تقبل المحكمة طعونه وردت عليه
تهنئة حارة ل سي سي بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية
نتمنى ان نرى في السيسي ماذكرتم,ولكن نحن نتعلم من التجارب,والمنطقة اليوم فيها مافيهاوفليس من السهل صعود رجل شريف مع وجود هذا الكم الهائل من الحكام الخونة المتامرين!!! العبرة في سياسته القادمة,ونتمنى ان يكون حــــــرا