بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ثم الصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه
رُوي عن جعفر الصادق أنه سُئل:
( أيهما مات: هارون مات قبل أم موسى صلوات الله عليهما؟
قال: هارون مات قبل موسى)
(بحار الأنوار12/11)
المهم
تشبيه المنزلة بالمنزلة لا يلزم منها مساوتها بها في كل شيء
وإنما يكون بحسب ما دل عليه السياق ولا تقتضي المساواة في كل شيء
تقول القاعدة الاصولية ان عموم اللفظ في خصوص السبب
هو عموم في الحادثة وليس عموما في كل شيئ
لان لفظ الرسول معلق بموضوع الحادثة
او السؤال فيكون الحكم معلقا بذلك الموضوع ولا يتعداه الى غيره
وحسب هذه القاعدة يتبين من الحديث
بنصه الكامل ان المنزلة خاصة بالحادثة نفسها ولا تتعدى لغيرها
وتبقى محصورة في نفس المسألة
وللحديث روايات منها الضعيف ومنها الحسن وسنتطرق لها لاحقاً
إن كان في العمر بقية إن شاء الله تعالى
وقوله فداه نفسي ومالي صلى الله عليه واله وسلم
(بمنزلة هارون من موسى )
إما أن يكون المقصود منه الاستخلاف في حياة النبي فقط
وإما الأخوة
وإما الإمامة بعد موت النبي صلى الله عليه واله وسلم
فإن كان المقصود هو الاستخلاف في حال الحياة فقط
فهذا صحيح ومقبول
لكن هذا لم يكن خاصا بعلي فقد استخلف النبي
عددا من الصحابة غير علي على المدينة
عندما كان يخرج غازياً أو حاجاً أو معتمرا
فقد استخلف في غزوة بدر
عبد الله ابن أم مكتوم
واستعمل على المدينة في غزوة بني المصطلق
أبا ذر الغفاري
وفي غزوة الحديبية
نميلة بن عبد الله الليثي
كما استعمله أيضاً في غزوة خيبر
وفي عمرة القضاء استعمل
عويف بن الأضبط الديلي
وفي فتح مكة كلثوم بن حصين بن عتبة الغفاري
وفي حجة الوداع
أبا دجانة الساعدي رضي الله عنهم أجمعين
وإن كان المقصود من ذلك الإمامة بعد النبي
فقد نسبت الجهل إلى النبي صلى الله عليه واله وسلم
بأنه خفى عليه أن هارون مات قبل موسى
وأن الخليفة بعد موسى هو يوشع بن نون
وأيضا لو كان مراد النبي من ذلك هو الإمامة
من بعده لقال لعلي
(أنت مني بمنزلة يوشع من موسى)
ولم يقل له
(أنت مني بمنزلة هارون من موسى)
مما يدل على أن المنزلة المقصودة في الحديث هي منزلة الأخوة
بين موسى وهارون عليها السلام
أو منزلة الاستخلاف أثناء الحياة
وليس الإمامة من بعده إذ أن هارون مات قبل موسى
وكان الخليفة بعد موسى يوشع بن نون
فهل خفي على النبي بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه
أن يوشع كان هو الخليفة بعد موسى وليس هارون؟
أما إذا كان الحديث دالاً على منزلة الأخوة
فلا يكون أن يكون علي أخا للنبي وحده
من دون باقي إخوانه الصحابة الآخرين
ألستم تحتجون بهذه القاعدة
(إثبات الشيء لا ينفي ما عداه)؟
وبناء على هذه القاعدة
أقول إثبات أخوة علي للنبي لا تنفي أخوة الصحابة الآخرين للنبي
وإذا كان هذا النص صريحا في الإمارة بعد النبي مباشرة
فهذا يعني أن النبي يتنبأ بما هو على خلاف الحق
وهو طعن في نبوته
لأن عليا لم يكن هو الخليفة من بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم
بل بايع ابا بكر وعمر وامتدحهما كما
ورد في نهج البلاغة 1/181-182
من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى من بلغه كتابي هذا من المسلمين
(ثم إن المسلمين من بعده "أي الرسول" استخلفوا امرأين منهم صالحين
عملا بالكتاب وأحسنا السيرة ولم يتعديا السنة ثم توفاهما الله فرحمهما الله )
هذا تناقض عجيب !!!
بإنتظار ردك
وأتمنى أن يكون الموضوع بيني وبينك فقط
وسأتجاهل ردود الأعضاء الآخرين
وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه والتابعين
والعاقبة للمتقين ..