ارجو ان تقرؤا الموضوع بأمعان
و لعل الظروف السياسية و ان اختلفت في الظاهر الا انها متشابهة من حيث الموضوع
بالنسبة الى الإمام الصادق صلوات الله و سلامه عليه و السيد السيستاني ادامه الله.
و الأسباب التي تدعو السيد الى عدم التدخل او ابداء الراي في كثير من الأمور حتى يتم سؤاله
كثيرة، منها داخلي و منها خارجي
فالداخلي من هذه الأسباب
1- ان السيد حفظه الله بالرغم من كونه المرجع الأعلى فانه لا يريد ان يفرض رأيا واحدا في العراق، فكما نعلم جميعا ان هناك الكثير من المراجع و الفقهاء و الذين لهم اتباع، فالسيد يريد لهؤلاء ايضا ان يبدوا ارائهم بحيث
ان مقلديهم يلتزمون بها
2- ان الدولة لا تقوم على اساس ديني .... أي ان المرجعية القانونية او الشرعية للفقيه
بل المرجعية هي للشعب، فلذلك فعندما يسأل السيد حفظه الله يجيب، و الا فعلى الشعب ان يقرر بنفسه
3- ان هناك عدد آخر من الطوائف و المذاهب التي لا تتفق مع أراء السيد، و لو فرض السيد رأيا
لرأيت المخالفات بحكم عدم الإنتماء و المخالفة في العقيدة و هلم جرى، مما يجر الى تشتت الدولة
و العوامل الخارجية منها كثيرة و لعل اهمها و اكثرها حساسية هي ان لو فرض السيد رأيا لرأيت
البلاد الأخرى قامت بالضغط على المواطنين الشيعة عليها و لربما جر ذلك الى سفك الدماء،
فالسيد كما كان الإمام الصادق صلوات الله و سلامه عليه ينظر الى عواقب الأمور و ما سيترتب
على ذلك من امور ليست في مصلحة الشيعة عامة و ان كانت في مصلحة الشيعة في العراق فقط.
و اما عن المظلومية، فباعتقادي ان كل المراجع و الفقهاء مظلومون
حيث انهم يُحملون الوزر بعد ان يتم العمل، و كما انني من مقلدي السيد السيستاني حفظه الله و رعاه
الا ان باقي المراجع ايضا يشتركون مع السيد في هذا الجانب.
و هناك امر شخصي لدى كل منا
و هو هل نحن نلتزم بكل ما يصدر من الفقيه بدون ان ننقاشه او نرفضه بعض الأحيان
فخذي عندك مسألة حلق اللحية، و لو رجعتي اختي الفاضلة الى موقع السيد و رأيت الكم الكثير من الأسئلة بهذا
الخصوص لأخذك العجب ، فلماذا كل هذا السؤال مع وجود الجواب، الا اننا اختي الفاضلة بسبب
طبيعتنا البشرية نود ان يعطينا الفقيه او المرجع القول و الرأي الذي نحن نهواه. و هذا لا يحصل
و هذا ايضا من الظلامات التي نفعلها نحن لمراجعنا و فقهاؤنا.
و لكن في كل الأحوال و الظروف و الأزمان
ففقهاؤنا هم ساداتنا و تاج رؤوسنا، فكل مرجع و كل فقيه هو درة في تاج الولاية
و نحن مدينون لهم جميعا لثباتنا على خط الولاية فلولاهم لما كنا ثابتين، فالف الف
تحية الى كل مرجع و فقيه فالتحية و الإكبار الى السيد السيستاني و السيد الحكيم و الشيخ فياض
و السيد الشيرازي و السيد المدرسي و السيد الصدر و السيد الصدر و السيد الخامنئي و السادة و المشايخ
الفقهاء جميعا.
و صدقوني فان اختلافهم في الحكم الشرعي هو رحمة لنا. ( طبعا اختلافهم لا يعني تحليل الحرام او تحريم الحلال ) ........... و جميعهم مسؤولين امام صاحب العصر و الزمان ... فكيف بذلك من كان الذي يقييم اعماله الإمام المعصوم ..... الا ان يكون في قمة التقوى !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
بارك الله بكم اخي المتميز دوماً بما تطرحونه وتكتبونه في كل اقسام المنتدى..........
الله يحفظ السيد السيستاني فأنه هو خيمت العراقيين جميعا رغم اختلاف توجهاتهم وان عمل السيد استمرار لعمل الائمه الطهار فلابدا ان يكون هناك تشابه في كثير من الامور فتحيه والف تحيه الى الرجل الذي لولاه لكان العراق اليوم في حرب اهليه داميه يصعب ايقافها ونحمد الله على ابقاء السيد الامام ضخر لنا في وجه التحديات............
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلام صحيح حيث دائما اسمع بعض الشيعة يعتبون على المرجعية بقولهم لماذا لايتدخل لماذا السكوت كلامك رد رائع على مثل هذا الكلام الله يحفظ جميع المرجعيات خيمة على روؤسنا وبارك الله فيك اخي على الطرح الرائع وتقبل الله اعمالكم
الفرق بين المرجعية الدينية و بين الاحزاب السياسية ان الاحزاب لا تريد من الناس ان تختارو لا ان تفكر
فتراها (الاحزاب) لها تصريح في كل موقف . اي انها تفكر بدلا عن الجماهير . لتبقى الجماهير مدجنة
اما المرجعية الدينية فانها تتدخل فقط في المنعطفات وتترك بقية التفاصيل لاختبار الجماهير لكي تنموا قدراتها و لكي ينموا العقل العام
تماما كما يفعل الاب مع ابنائه . لايتدخل الا عند الضرورة لكي يعطيهم فرصة الاختيار و تذوق طعم الصحيح منه
دامت مرجعيتنا ذخرا لنا