: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول:
أنا مدينة العلم وعليّ بابها، ولن تُدخل المدينة إلّا من بابها. ثمّ قال:
ياعليّ، إنّك سترعى ذمّتي، وتقاتل على سنّتي، وتخالفك اُمّتي.
وأمّا الثانية والعشرون
:فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول:
إنّ اللَّه تبارك وتعالى خلق ابنيَّ الحسن والحسين من نور ألقاه إليك وإلى
فاطمة، وهما يهتزّان كما يهتزّ القرطان إذا كانا في الاُذنين، ونورهما
متضاعف علىنور الشهداء سبعين ألف ضعف.
يا عليّ، إنّ اللَّه عزّوجلّ قد وعدني أن يكرمهما كرامةلا يكرم بها أحداً ما
خلا النبيّين والمرسلين.
وأمّا الثالثة والعشرون
: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أعطانيخاتمه-في حياته-
ودرعه ومنطقته وقلّدني سيفه وأصحابه كلّهم حضور، وعمّي العبّاس
حاضر، فخصّني اللَّه عزّوجلّ منه بذلك دونهم.
وأمّا الرابعة والعشرون:
فإنّ اللَّه عزّوجلّ أنزل على رسوله:
( يَأَيُّهَاالَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً )،
فكان لي دينار، فبعته عشرة دراهم، فكنت إذا ناجيت
رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أصّدّق قبل ذلك بدرهم، وواللَّه ما فعل
هذاأحدٌ من أصحابه قبلي ولا بعدي؛ فأنزل اللَّه عزّوجلّ:
( ءَأَشْفَقْتُمْ أَنتُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ
، فهل تكون التوبة إلّا من ذنب كان!!
وأمّا الخامسة والعشرون
: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول:
الجنّة محرّمة على الأنبياء حتى أدخلها أنا، وهي محرّمة على الأوصياء
حتى تدخلها أنت.
يا عليّ، إنّ اللَّه تبارك وتعالى بشّرني فيك ببشرى لم يبشّر بهانبيّاً قبلي؛
بشّرني بأنّك سيّد الأوصياء، وأنّ ابنيك الحسن والحسين سيّدا شباب أهل
الجنّة يوم القيامة.
وأمّا السادسة والعشرون
: فإنّ جعفراً أخي الطيّارُ في الجنّة مع الملائكة،المزيّن بالجناحين من درّ
وياقوت وزبرجد.
وأمّا السابعة والعشرون
: فعمّي حمزة سيّد الشهداء في الجنّة.
وأمّا الثامنة والعشرون
: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال
: إنّ اللَّه تبارك وتعالى وعدني فيك وعداً لن يخلفه، جعلني نبيّاً وجعلك
وصيّاً،وستلقى من اُمّتي من بعدي ما لقي موسى من فرعون، فاصبر
واحتسب حتى تلقاني، فاُوالي من والاك، واُعادي من عاداك.
وأمّا التاسعة والعشرون
: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول:
يا عليّ، أنت صاحب الحوض، لا يملكه غيرك. وسيأتيك قوم فيستسقونك،
فتقول: لا ،ولا مثل ذرّة، فينصرفون مسودّة وجوههم. وسترد عليك شيعتي
وشيعتك، فتقول: رووا رواءًمرويّين، فيروون مبيضّة وجوههم.
وأمّا الثلاثون
: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول:
يُحشر اُمّتي يوم القيامة على خمس رايات؛ فأوّل راية ترد عليَّ راية فرعون
هذهالاُمّة، وهو معاوية.
والثانية مع سامريّ هذه الاُمّة، وهو عمرو بن العاص.
والثالثةمع جاثليق هذه الاُمّة، وهو أبوموسى الأشعري.
والرابعة مع أبيالأعور السلمي.
وأمّاالخامسة فمعك يا عليّ، تحتها المؤمنون، وأنت إمامهم.
ثمّ يقول اللَّه تبارك وتعالى للأربعة ارْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَالْتَمِسُواْ نُورًا فَضُرِبَ
بَيْنَهُم بِسُورٍلَّهُ بَابُ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ) ،
وهم شيعتي ومن والاني، وقاتل معي الفئة الباغية والناكبة عن الصراط،
وباب الرحمة وهم شيعتي، فينادي هؤلاء أَلَمْنَكُن مَّعَكُمْ قَالُواْ بَلَى وَلَاكِنَّكُمْ
فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِىُّ حَتَّى جَآءَ أَمْرُاللَّهِ وَغَرَّكُم
بِاللَّهِ الْغَرُورُ* فَالْيَوْمَ لَايُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِىَ
مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ).
ثمّ ترد اُمّتي وشيعتي فيروون من حوض محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم)
، وبيدي عصا عوسج أطرد بها أعدائي طرد غريبة الإبل.
وأمّا الحادية والثلاثون
: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم(يقول:
لولا أن يقول فيك الغالون من اُمّتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم،
لقلت فيك قولاً لا تمرّ بملأ من الناس إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك؛
يستشفون به.
وأمّا الثانية والثلاثون
: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم(يقول:
إنّ اللَّه تبارك وتعالى نصرني بالرعب، فسألته أن ينصرك بمثله، فجعل لك
منذلك مثل الذي جعل لي.
وأمّا الثالثة والثلاثون
: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) التقم اُذني وعلّمني ما كان وما
يكون إلى يوم القيامة، فساق اللَّه عزّوجلّ ذلك إليّ
على لسان نبيّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم(
وأمّا الرابعة والثلاثون
: فإنّ النصارى ادّعوا أمراً، فأنزل اللَّه عزّوجلّ فيه
فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ
مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ
وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )،
فكانت نفسي نفس رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ؛
والنساءفاطمة(عليها السلام) ؛
والأبناء الحسن والحسين.
ثمّ ندم القوم، فسألوارسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) الإعفاء،
فأعفاهم.
والذي أنزل التوراة علىموسى
والفرقان على محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم)
لو باهلونا لمُسخوا قردةوخنازير.
وأمّا الخامسة والثلاثون:
فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (وجّهني يوم بدر فقال:
ائتني بكفّ حصيات مجموعة في مكان واحد، فأخذتها ثمّ شممتها،فإذا هي
طيبة تفوح منها رائحة المسك، فأتيته بها، فرمى بها وجوه المشركين،
وتلك الحصيات أربع منها كنّ من الفردوس، وحصاة من المشرق، وحصاة
من المغرب، وحصاة من تحت العرش، مع كلّ حصاة مائة ألف ملك مدداً
لنا، لم يكرم اللَّه عزّوجلّ بهذه الفضيلةأحداً قبل ولا بعد.