سمعنا بعض الدعوات عقب التدهور الامني المطالبة بتنحي المالكي عن منصب القائد العام للقوات المسلحة من قبل سياسيين للأسف كان بعضهم من كتل منضوية تحت التحالف الوطني , كيف يسمح التحالف الوطني لنواب من داخله يصرحون بمثل هذه التصريحات حتى لو لم تكن هناك ازمة ؟! فالمفروض ان رئيس الوزراء هو مرشح التحالف الوطني ويفترض بكتلته ان تقف خلفه لأنها هي من رشحته , اما اذا كان لها رأي في اداء رئيس الوزراء سواء في الملف الامني او أي ملف فعليها ان تبدي هذا الرأي في اجتماعات الهيئة السياسية للتحالف ! و إلا ما هو معنى التحالف اذا كانت مثل هكذا دعوات تصدر من نوابه على شاشات التلفاز ؟!
لا شك ان هناك تدهور امني وهناك ضعف في اداء الاجهزة الامنية و انا اعزوه لأسباب عدة منها :
ان هناك هجمة شرسة من قبل القوى الارهابية خصوصا بعد اتحاد قاعدة العراق مع جبهة النصرة السورية التي يقف خلفها الخليج بكامل قوته المالية فخطوة الاتحاد كانت لإنعاش قاعدة العراق اكثر من جبهة النصرة .
ومنها حملة التحريض المتزايد من قبل عمائم مأجورة وشيوخ عشائر مدعومين من قوى سياسية .
ومنها حالة التشرذم السياسي والانشقاقات والانسحابات والمقاطعات والانتقادات اللاذعة لعمل الاجهزة الامنية ( التي من المؤكد انها تضعف الحكومة )
فضعف الحكومة نتيجة الازمات السياسية المفتعلة جعلها تفقد القرار الحازم في التصدي للمحرضين وحتى الارهابيين , لأنه أي عمل تقوم به الحكومة اصبح موضوع انتقاد ( وانتقاد لاذع ) وأصبح عنوان لانسحاب مجموعة من الوزراء او مقاطعة كتلة من الكتل .
كما لا يمكن انكار الدور الخارجي لبعض الدول ( الشقيقة ! والجارة ! ) من اجل اشغال العراق بأزماته الداخلية وملفه الامني عن قضاياه السيادية او عما يدور بالمنطقة ( وقد يكون هناك ارتباط بين هذه الهجمات الارهابية وملف حزب العمال الكردستاني من اجل صرف نظر الحكومة عنه وانشغالها بلملمة اوراق ملفها الامني المبعثرة بين مهاترات البرلمان وانتقادات الكتل السياسية )
في ضل كل هذا المشهد المتلاطم بالأمواج الارهابية والتحريضية و التصعيدية و الأزماتية لمصلحة من يتنحى المالكي ؟!
انا شخصيا ( رغم رأيي القائل بضعف الاداء الامني وغياب الحزم ) اقول هذا مطلب المحرضين بل اقول هو هدف للمنفذين لان المنفذين وان كانوا يحملون اجندات مختلفة ولكنهم جميعا يلتقون في ازاحة المالكي ( كرئيس حكومة ) عن طريقهم .
ولذا تنحية المالكي ( او اضعافه ) هو مكسب مشترك لمنفذي العمليات الارهابية وللمحرضين وكذلك للانتهازيين من السياسيين الذين يتصيدون بالماء العكر !!
ثم ماذا لو تنحى المالكي ؟
هل يستطيع البرلمان خلال هذه الفترة تشكيل حكومة قوية تواجه كل تلك التحديات والهجمات الشرسة ؟! بالتأكيد لا , لأنه لم يوفق على مدار اكثر من عامين في التصويت على منصب وزير الدفاع و وزير الداخلية !!
وربما ( اقول ربما وليس تبريرا ) لو لا هذه الانتقادات الانشقاقات و الازمات الكثيرة التي احدثها ويحدثها البعض لكان موقف المالكي والحكومة اكثر حزم ( لأننا خبرنا الرجل وبالتجربة حازم وصاحب قرارات قوية وجريئة )
وخير مثال ما حدث في الحويجة فللأسف رغم ان الجيش تعامل بمنتهى ضبط النفس كانت الهجمات والانسحابات والتشرذم في موقف الكتل وللأسف بعض كتل التحالف الوطني شنت هجمات هي الاقسى مما جعل القوات الامنية في موضع دفاع دائم وافقدها المبادرة بالتصدي لمثل هكذا هجمات والتصدي لمن يقف خلفها !!!
والمؤسف جدا في مثل هكذا تصريحات (مرتبطة بحوادث امنية ارهابية يقع ضحيتها المئات من الابرياء ) نجدها خالية من أي ادانة للإرهابيين من منفذي تلك الاعمال او المحرضين عليها !! بالكاد نسمع فقط اصوات التهجم على القادة الامنيين وتحميلهم المسؤولية كما لو كانوا هم منفذي تلك الهجمات .
فأصبحنا كمن يكافئ منفذي تلك الهجمات والمحرضين عليها بتقديم الطعنات في ظهر المتصدي لها من قوى امنية وقادة لتلك القوى !!لحساب