|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 64414
|
الإنتساب : Feb 2011
|
المشاركات : 248
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عاشق ابو فاضل
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 20-02-2011 الساعة : 08:59 AM
سترة» تضمد جراحها بعد فقدانها 3 من شهدائها في الخميس الدامي
أعلنت الحداد ولبست السواد واستعدت لتضميد جراحها والوقوف من جديد والمضي قدماً في هذه الحياة، جزيرة سترة تلك التي فقدت 3 من شهدائها دفعة واحدة يوم الخميس الدامي وهم محمود أحمد مكي (21 عاماً)، علي خضير (58 عاماً) وعلي أحمد عبدالله المؤمن (22عاماً)، التف أهاليها رجال ونساء وشباب وأطفال في مآتم عزاء ضحاياهم برباطة جأش ليسندوا جزيرتهم الفقيرة، الآيلة للسقوط المكتظة بالسكان، والمثقلة بالهموم منذ سنوات طويلة ليساعدوها على أن تقف مجدداً على رجليها وتداوي جراحها الطرية النازفة، وتفتح أرضها وقلبها لسطور «الوسط» ليروي أهالي الضحايا لحظات ضحاياهم الأخيرة في قصص تسرد الألم الممزوج بالفخر وتسقط دموعاً لا تصرخ حزناً بل وجعاً للفراق.
أبناء الشهيد خضير: دفن والدنا وحقه لن يدفن معه
نظرات أحمد البريئة تتساءل عن أسباب رحيل والده
عبر طريق ضيق في جزيرة سترة وتحديداً في واديان وصلنا إلى منزل الشهيد الأول علي منصور خضير (58عاماً)، الذي التف أبناؤه الأربعة (3 أولاد وبنت) حول بعضهم برفقة والدتهم في منزلهم الآيل للسقوط وتحديداً في غرفته، أَطلقتُ سؤالاً عفوياً على أصغر أبناء الشهيد «أحمد» (9 سنوات)، هل تعرف صحيفة «الوسط» ليرد عليّ بكل براءة «أي أي جريدة»، فسألته ماذا تود أن أكتب عن والدك فيها؟ لم أتوقع حينها رده المؤلم، إذ قال: «أبي أبوي يرجع، أخواني يقولون يبون دمه أنا بعد أبي دمه»، ولم تكن ردة فعل ابنته الوحيدة (18 عاماً) أقل ألماً والتي لم تنطق سوى بجملة واحدة أمام مراسلين عرب وأجانب جاءوا لنقل الحدث إذ قالت: «أنا ابنته الوحيدة، آه قتلوه».
حمل حسن (21 سنة) أكبر أبناء الشهيد المسئولية مبكراً ليكون المسئول عن إعالة عائلته بعد رحيل والدهم، وقال: «والدي كان بحاراً نعيش على قوت يومي من ما يصطاده، واليوم أمسيت أنا مسئولاً عن أخوتي، أنا عاطل عن العمل ونعيش في شقة إيجار بعد أن تركنا منزلنا الآيل للسقوط منذ 4 سنوات على أمل ترميمه ولم نعود له حتى اليوم وإن عدنا فلن يعود والدنا معنا».
أما جعفر (14 سنة) هو الابن الثاني للفقيد والذي كان بصحبته في دوار اللؤلؤ وشهد لحظاته الأخيرة، وبنبرة حزينة وهادئة قال: «كنا نياماً وحينما هجمت قوات الأمن علينا كنت أهم بالرحيل بيد أن والدي طلب مني الصمود والبقاء وعدم الخوف وسمع والدي صوت النساء والأطفال وهرع لهم»، يأخذ نفساً عميقا ويكمل: «لحظات فقط تلك التي تحدث فيها أبي لقوات الأمن مطالباً بابتعادهم عن الأطفال والنساء ليطلقوا عليه «الشوزن» في صدره ويقع على الأرض ولم أره بعد ذلك وسط مسيلات الدموع».
تلقت زوجته الخبر من التلفاز قبل وصول ابنها جعفر وقالت: «حياتنا كانت جحيماً بسبب الفقر والبطالة وزادت بؤساً بوفاة عائلنا الوحيد»، أما أخته فقد أشارت بيدها لتلك الغرفة الشاهدة على أحداث التسعينيات والتي تعرضت لطلق مسيلات الدموع ووجهت سؤالاً للحكومة: «أين الوعود بحياة كريمة، أين وعود ميثاق العمل الوطني، مرت سنون ونحن على الحال نفسه».
وازدادت نبرة أصواتهم حزناً مطالبين بالقصاص مِن مَن قتل فقيدهم وطالبوا بالعدل، موجهين دعوات من القلب لرب السماء وقالوا جميعاً: «والدنا لن يعود ولكن الحق سيعود ولن يدفن معه».
|
|
|
|
|