|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 20643
|
الإنتساب : Jul 2008
|
المشاركات : 88
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
حقيقة النفس و الروح وأحوالهما
بتاريخ : 11-08-2008 الساعة : 05:53 PM
- قال أمير المؤمنين (ع) : إنّ للجسم ستة أحوال :
الصحة ، والمرض ، والموت والحياة ، والنوم ، واليقظة .. كذلك الروح :
فحياتها علمها ، وموتها جهلها ، ومرضها شكّها ، وصحتها يقينها ، ونومها غفلتها ، ويقظتها حفظها .
- قال الصادق (ع) : مثل روح المؤمن وبدنه كجوهرةٍ في صندوقٍ ، إذا أُخرجت الجوهرة منه ، طُرح الصندوق ولم يعبأ به .
وقال : إنّ الأرواح لا تمازج البدن ولا تواكله ، وإنما هي كلل للبدن محيطة به .
- قال أبو الحسن (ع) : إنّ المرء إذا نام فإنّ روح الحيوان باقيةٌ في البدن ، والذي يخرج منه روح العقل .. فقال عبد الغفار الأسلمي : يقول الله عزّ وجلّ :
{ الله يتوفى الأنفس حين موتها } - إلى قوله - { إلى أجل مسمى } ، أفليس ترى الأرواح كلها تصير إليه عند منامها ، فيمسك ما يشاء ويرسل ما يشاء ؟.. فقال له أبو الحسن (ع) :
إنما يصير إليه أرواح العقول فأما أرواح الحياة فإنها في الأبدان ، لا يخرج إلا بالموت ، ولكنه إذا قضى على نفسٍ الموت قبض الروح الذي فيه العقل ، ولو كانت روح الحياة خارجةً ، لكان بدناً ملقىً لا يتحرك ، ولقد ضرب الله لهذا مثلاً في كتابه في أصحاب الكهف حيث قال :
{ ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال } ، أفلا ترى أنّ أرواحهم فيهم بالحركات ؟..
- قال الصادق (ع) : إنّ الله خلقنا من نور عظمته ، ثم صوّر خلقنا من طينةٍ مخزونةٍ مكنونةٍ ، فأسكن ذلك النور فيه ، فكنا نحن خلقاً وبشراً نورانيين ، لم يجعل لأحدٍ في مثل الذي خلقنا نصيباً ، وخلق أرواح شيعتنا من طينتنا ، وأبدانهم من طينةٍ مخزونةٍ مكنونةٍ أسفل من ذلك الطينة ، ولم يجعل الله لأحدٍ في مثل الذي خلقهم منه نصيباً إلا للأنبياء ، فلذلك صرنا نحن وهم الناس ، وسائر الناس همجٌ ، للنار وإلى النار .
- قلت للصادق (ع) : جعلت فداك يا بن رسول الله !.. هل يُكره المؤمن على قبض روحه ؟.. قال : لا والله ، إنه إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه جزع عند ذلك ، فيقول له ملك الموت :
يا ولي الله !.. لا تجزع ، فو الذي بعث محمداً ، لأنا أبرّ بك وأشفق عليك من والدٍ رحيمٍ لو حضرك ، افتح عينيك فانظر !.. قال :
يتمثّل له رسول الله (ص) ، وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم (ع) ، فيقال له :
هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة (ع) رفقاؤك ، قال : فيفتح عينيه فينظر ، فينادي روحه منادٍ من قبل ربّ العزة فيقول :
{ يا أيتها النفس المطمئنة } إلى محمد وأهل بيته ، { ارجعي إلى ربك راضية } بالولاية ، { مرضية } بالثواب ، { فادخلي في عبادي } يعني محمدا وأهل بيته ، { وادخلي جنتي } فما شيءٌ أحب إليه من استلال روحه ، واللحوق بالمنادي .
- قال الصادق (ع) : إذا حيل بينه وبين الكلام ، أتاه رسول الله (ص) ومن شاء الله ، فجلس رسول الله عن يمينه والآخر عن يساره ، فيقول رسول الله :
أما ماكنت ترجو فهو ذا أمامك ، وأما ما كنت تخاف فقد أمنت منه ، ثم يفتح له باب إلى الجنة ، فيقول : هذا منزلك من الجنة ، فإن شئت رددناك إلى الدنيا ولك فيها ذهبٌ وفضةٌ ، فيقول :
لا حاجة لي في الدنيا - وساق إلى قوله - فإذا خرجت النفس من الجسد ، فيعرض عليها كما عرض عليه وهي في الجسد ، فيختار الآخرة ، فيغسله فيمن يغسله ويقلبه فيمن يقلبه ، فإذا أُدرج في أكفانه ووُضع على سريره ، خرجت روحه تمشي بين أيدي القوم قدماً ، وتلقاه أرواح المؤمنين يسلّمون عليه ، ويبشّرونه بما أعدّ الله له - جل ثناؤه - من النعيم .
فإذا وضِع في قبره رُدّ إليه الروح إلى وركيه ، ثم يُسأل عما يعلم ، فإذا جاء بما يعلم فُتح له ذلك الباب الذي أراه رسول الله (ص) ، فيدخل عليه من نورها وبردها وطيب ريحها .
- قال الباقر (ع) : إنّ آية المؤمن إذا حضره الموت ، ببياض وجهه أشدّ من بياض لونه ، ويرشح جبينه ، ويسيل من عينيه كهيئة الدموع ، فيكون ذلك خروج نفسه ، وإنّ الكافر تخرج نفسه سيلاً من شدقه كزبد البعير ، أو كما تخرج نفس البعير .
- قال الصادق (ع) : إذا قُبضت الروح فهي مظلّةٌ فوق الجسد - روح المؤمن وغيره - ينظر إلى كل شيءٍ يُصنع به ، فإذا كُفّن ووُضِع على السرير ، وحُمل على أعناق الرجال ، عادت الروح إليه فدخلت فيه ، فيُمدّ له في بصره ، فينظر إلى موضعه من الجنة أو من النار ، فينادي بأعلى صوته - إن كان من أهل الجنة - : عجلوني !.. عجلوني !.. وإن كان من أهل النار : ردّوني !.. ردّوني !.. وهو يعلم كل شيءٍ يُصنع به ، ويسمع الكلام .
- خرجت مع أمير المؤمنين (ع) إلى الظهر ، فوقف بوادي السلام كأنه مخاطبٌ لأقوامٍ ، فقمتُ بقيامه حتى أعييتُ ، ثم جلستُ حتى مللتُ ، ثم قمتُ حتى نالني مثل ما نالني أولاً ، ثم جلستُ حتى مللتُ ، ثم قمتُ وجمعتُ ردائي ، فقلت :
يا أمير المؤمنين !.. إني قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة ثم طرحت الرداء ليجلس عليه ، فقال لي :
يا حبة !.. إنْ هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسته .. قلت :
يا أمير المؤمنين !.. وإنهم لكذلك ؟.. قال : نعم ، ولو كُشف لك لرأيتهم حلقاً حلقاً محتبين يتحادثون .. فقلت : أجسامٌ أم أرواحٌ ؟.. فقال :
أرواحٌ ، وما من مؤمنٍ يموت في بقعةٍ من بقاع الأرض إلا قيل لروحه :
الحقي بوادي السلام ، وإنها لبقعةٌ من جنة عدن .
- قال الصادق (ع) : إنّ المؤمن ليزور أهله ، فيرى ما يحب ، ويُستر عنه ما يكره ، وإنّ الكافر ليزور أهله ، فيرى ما يكره ، ويُستر عنه ما يحب ، قال : وفيهم من يزور كلّ جمعة ، ومنهم من يزور على قدر عمله .
- سألت الكاظم (ع) عن الميت يزور أهله ؟.. قال : نعم ، فقلت : في كم يزور ؟.. قال : في الجمعة ، وفي الشهر ، وفي السنة على قدر منزلته فقلت : في أي صورةٍ يأتيهم ؟.. قال :
في صورة طائرٍ لطيفٍ يسقط على جدرهم ويشرف عليهم ، فإن رآهم بخير فرح ، وإن رآهم بشرٍّ وحاجةٍ حزن واغتمّ .
- روي أنّ في العرش تمثالاً لكلّ عبدٍ ، فإذا اشتغل العبد بالعبادة ، رأت الملائكة تمثاله ، وإذا اشتغل بالمعصية أمر الله بعض الملائكة حتى يحجبوه بأجنحتهم ، لئلا تراه الملائكة ، فذلك معنى قوله (ص) :
" يا من أظهر الجميل ، وستر القبيح " .
- قال الباقر (ع) : والله ما من عبدٍ من شيعتنا ينام ، إلا أصعد الله روحه إلى السماء ، فيبارك عليها ، فإن كان قد أتى عليها أجلها ، جعلها في كنوز رحمته ، وفي رياض جنته ، وفي ظلّ عرشه .. وإن كان أجلها متأخراً ، بعث بها مع أمنته من الملائكة ، ليردّها إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه .
- قال أمير المؤمنين (ع) : قال لي رسول الله (ص) - وساق الحديث إلى أن قال - : يا علي !.. إنّ أرواح شيعتك لتصعد إلى السماء في رقادهم ووفاتهم ، فتنظر الملائكة إليها ، كما ينظر الناس إلى الهلال شوقاً إليهم ، ولما يرون منزلتهم عند الله عزّ وجلّ .
- قال الباقر (ع) في قول الله عزّ وجلّ { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } فقال : لعلك ترى أنّ القوم لم يكونوا ينامون ؟.. فقلت :
الله ورسوله أعلم .. فقال : لا بدّ لهذا البدن أن تريحه حتى تخرج نفسه ، فإذا خرج النفس استراح البدن ، ورجعت الروح فيه ، وفيه قوةٌ على العمل .
- قال النبي (ص) : الأرواح جنودٌ مجنّدةٌ فتشامّ كما تشامّ الخيل ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف .. فلو أنّ مؤمناً جاء إلى مجلسٍ فيه مائة منافقٍ ، ليس فيهم إلا مؤمنٌ واحدٌ ، لجاء حتى يجلس إليه .
- قال الصدوق - رضي الله عنه - في رسالة العقائد : اعتقادنا في النفوس أنها الأرواح التي بها الحياة ، وأنها الخلق الأول لقول النبي (ص) :
" أول ما أبدع الله سبحانه وتعالى ، هي النفوس المقدّسة المطهّرة فأنطقها بتوحيده ثم خلق بعد ذلك سائر خلقه " ، واعتقادنا فيها أنها خلقت للبقاء ولم تخلق للفناء لقول النبي (ص) :
" ما خلقتم للفناء بل خلقتم للبقاء ، وإنما تنقلون من دارٍ إلى دارٍ " ، وأنها في الأرض غريبةٌ وفي الأبدان مسجونةٌ .
واعتقادنا فيها أنها إذا فارقت الأبدان فهي باقيةٌ ، منها منعّمةٌ ومنها معذّبةٌ إلى أن يردّها الله عزّ وجلّ بقدرته إلى أبدانها .
وصلي اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين
|
التعديل الأخير تم بواسطة عامر الموسوي ; 11-08-2008 الساعة 05:57 PM.
|
|
|
|
|