|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 21828
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 87
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
اصحا ب الحسين قبل ان يو لد و ا
بتاريخ : 16-11-2008 الساعة : 01:46 PM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
حين عزم الحسين عليه السلام وقرر المسير، قام خطيباً في الناس فقال: ((الحمد لله، وما شاء الله، ولا قوة إلاّ بالله. خُط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة. وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخِير لي مصرع أنا لاقيه: كأني بأوصالي تتقطعها عُسلان الفلوات بين النواويس وكربلا، فيملأن مني أكراشاً جُوَّفاً واجربةً سغباً. لا محيص عن يومٍ خُطَّ بالقلم، رضى الله رضانا أهل البيت. نصبر على بلائه، ويوفينا أجور الصابرين. لن تشذ عن رسول الله صلى الله عليه وآله لحمته، بل هي مجموعة له في حظيرة القدس. تَقرُّ بهم عينه، ويُنْجِز لهم وعده. ألا ومن كان فينا باذلاً مهجته، موطِّنا على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا فإني راحل مصبحاً إن شاء الله)).
اعلم أن الله تعالى جعل لكل واحد من أهل البيت عليهم السلام تكليفاً خاصاً، بيَّنه لهم في صحيفة مختومة بأثني عشر خاتماً من ذهب لم تمسه النار، جاء بها جبرئيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله قبل وفاته. وقال: يا محمد هذه وصيتك إلى النخبة من أهل بيتك.
قال: وما النخبة؟
قال: علي بن أبي طالب وولده.
فدفعه النبي إلى سيد الوصيين عليه السلام، وأمره أن يفكّ خاتماً منه ويعمل بما فيه، ثم دفعه إلى ابنه الحسن عليه السلام ففك خاتما فعمل بما فيه، ثم دفعه إلى أخيه الحسين ففكّ خاتماً فوجد فيه: أن أُخرج بقومٍ للشهادة، فلا شهادة لهم إلا معك، واشرِ نفسك لله. ثم دفعها إلى علي بن الحسين عليه السلام ففك خاتماً فوجد فيه: أطرِقْ، وأصمُتْ، والزمْ منزلك، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين …)) الحديث.
لقد كان الحسين عليه السلام منذ أن عقد عزمه على مقارعة الأعداء، تقرباً إلى الله تعالى وامتثالاً لأمره بلا امتراء، موّطناً نفسه الشريفة على تحمل أشد أنواع البلاء، موقناً بتفاصيل ما يجري عليه في الابتداء والانتهاء.
ولهذا شاء أن يعلن عن حقيقة عزمه ومآل أمره فقام عليه السلام خطيباً في قومه، فاستحث عزائم المخلصين من أهل بيته وصحبه، وكشف النقاب عن مضمون أمر الله الصادر في حقه: (اشرِ نفسك لله) وفي حق خُلّص محبيه: (اخرج بقوم للشهادة). ومن ناحية أخرى أركس من لم يكن خالص الوداد، إذْ أنّ من نهض معه في أول الأمر عصبة كثيرة، فمنهم من كان يأمل جاهاً ومنصباً: حيث ظنّ أن الحسين قاصدٌ لطلب الملك وأنه بالغه، ومنهم من دفعته حمية القرابة والنسب، فبعد أن أعذر الحسين عليه السلام بما أنذر، واحتج عليهم بما نهج، أُسْقِط في أيديهم، إلاّ من سبقت له من الله الحسنى، وهم صفوة أصحابه المعروفين عنده بأسمائهم وانتمائهم قبل أن يولدوا.
فقد روي عن محمد بن الحنفية أنه قال: ((وإن أصحابه عندنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم)). وعُنِّف ابن عباس على تركه الحسين عليه السلام فقال: ((إنّ أصحاب الحسين لم ينقصوا رجلاً ولم يزيدوا رجلاً، نعرفهم بأسمائهم من قبل شهودهم)).
ولا تحسبن أن من بايعه على بذل المهج من خالص أهل الإخلاص إنّما فعل ذلك استجابة لدعوة الإمام كما بيَّنها الحسين عليه السلام في تلك الخطبة، هذا هو ظاهر الأمر الذي يفيد منه أهل الأخبار ومن يبتغي سرد تتابع الوقائع (كما يرويها المؤرخون)، غير أن الحق الذي لا مرية فيه ولاشك يعتريه هو أن أمر البيعة قد أُبرم من قبل، وذلك بشهادة الله وملائكته وفي حرمه. فقد روي عن ابن عباس أنه قال: ((رأيتُ الحسين عليه السلام قبل أن يتوجه إلى العراق على باب الكعبة، وكفُّ جبرئيل في كفه. وجبرئيل ينادي هلموا إلى بيعة الله عز وجل)).
وفي الجانب المقابل: فأن الحسين عليه السلام كان يعلم بأشخاص من يتجرأ على قتله ويسعى في سبيل إهلاك أولاده وأصحابه، فقد روي عن حذيفة بن اليمان، قال: سمعت الحسين بن علي عليه السلام يقول: ((والله ليجتمعن على قتلي طغاة بني أمية، ويقدمهم عمر بن سعد. فقلت له: أنبأك بهذا رسول الله؟ فقال: لا. فقال (حذيفة): أتيت النبي فأخبرته فقال صلى الله عليه وآله: علمي علمه وعلمه علمي، لأنا نعلم بالكائن قبل كينونته)). كان الحسين يومها طفلاً صغيراً، لأن ما قاله لحذيفة كان في عهد النبي صلى الله عليه وآله، كما هو ظاهر في هذا الخبر.
مع تحياتي لكم
|
|
|
|
|