ملف خاص بذكرى استشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام
قرآن كريم
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِالْرَّحِيم
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَالْكَوْثَرَ*
فَصَلِّ لِرَبِّكَوَانْحَرْ*
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَالْأَبْتَرُ*
الحديث الشريف
قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): (إذا كانَ يَوْمُ القيامَةِ نادى مُنادٍ: يا أَهْلَ الجَمْعِ غُضُّوا أَبْصارَكُمْ حَتى تَمُرَّ فاطِمَة
قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): (أُنْزِلَتْ آيَةُ التطْهِيرِ فِيْ خَمْسَةٍ فِيَّ، وَفِيْ عَليٍّ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَفاطِمَة
قال رســـول اللّه (صلى الله عليه وآله): إنّ اللّهَ عَزَّوَجَلَّ فَطـــَمَ ابْنَتِي فاطِمَـــة وَوُلدَهـــا وَمَنْ أَحَبًّهُمْ مِنَ النّارِ فَلِذلِكَ سُمّيَتْ فاطِمَة
حزن البتول
الشيخ صالح الكواز
الواثبــيـــن لظـلــم آل مـحمّد * و مـحـمّـــد ملقـى بــلاتكـفـيـنِ
من الكرامات التي وهبها الله سبحانه وتعالى
للزهراء البتول صلوات الله وسلامه عليها
أحد الملائكة يدير الرحى وآخر يهز مهد الحسين :
عن أم أيمن أنها قالت : مضيت ذات يوم إلى منزل مولاتي ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام لأزورها في منزلها وكان يوماً حاراً من أيام الصيف فأتيت إلى باب دارها وإذا بالباب مغلق فنظرت من شقوق الباب فإذا بفاطمة الزهراء عليها السلام نائمة عند الرحى ورأيت الرحى تطحن البر وهي تدور من غير يد تديرها والمهد أيضاً إلى جانبها والحسين عليه السلام نائم فيه والمهد يهتز ولم أر من يهزه ورأيت كفاً يسبح الله تعالى قريباً من كف ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام ......... فتعجبت من ذلك فتركتها ومضيت إلى سيدي رسول الله وسلمت عليه وقلت له : يا رسول الله إني رأيت عجباً ما رأيت مثله أبداً فقال لي ما رأيت يا أم أيمن ؟؟ فقلت : إني قصدت منزل سيدتي
( فاطمة الزهراء ) عليها السلام فلقيت الباب مغلقاً وإذا أنا بالرحى تطحن البر وهي تدور من غير يد تديرها ورأيت مهد الحسين يهتز من غير يد تهزه ورأيت كفاً يسبح الله تعالى قريباً من كف ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام
ولم أر شخصاً فتعجبت من ذلك يا سيدي فقال : يا أم أيمن .... أعلمي أن ( فاطمة الزهراء ) صائمة وهي متعبة جائعة والزمان قيظ فألقى الله تعالى عليها النعاس فنامت فسبحان من لا ينام فوكل الله ملكاً يطحن عنها قوت عيالا وأرسل الله ملكاً آخر يهز مهد ولدها ( الحسين ) لئلا يزعجها من نومها ووكل الله ملكاً آخر يسبح الله عز وجل قريباً من كف ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام يكون ثواب تسبيحه لها لأن ( فاطمة ) لم تفتر عن ذكر الله فإذا نامت جعل الله ثواب تسبيح ذلك الملك ( لفاطمة ) عليها السلام.
فقلت يا رسول الله أخبرني من يكون الطحان؟ ومن الذي يهز مهد ( الحسين ) ويناغيه ؟ ومن المسبح.
فتبسم النبي ضاحكاً وقال : أما الطحان : فجبرائيل وأما الذي يهز مهد ( الحسين ) فهو ميكائيل وأما الملك المسبح فهو إسرافيل.
منظومة :
وقالت أم أيمن : جئت يوماً ......... إلى الزهراء في وقت الهجير
فلما أن دنوت سمعت صوتاً ........ وطحناً في الرحاء بلا مدير
فجئت الباب أقرعه نغوراً .......... فما من سامع لي في نغوري
فجئت المصطفى وقصصت شأني ... وما أبصرت من أمر ذعور
فقال المصطفى شكراً لربي ...... بإتمام الحباء لها جدير
رآها الله متعبة فألقى ............ عليها النوم ذو المن الكثير
ووكل بالرحا ملكاً ديراً .............. فعدت وفد ملئت من السرور.
التعديل الأخير تم بواسطة صبر الحوراء ; 19-04-2011 الساعة 12:42 PM.
روى أبو الصلت عبد السلام بن صالح، عن علي بن موسى الرضاعليهما السلام أنه قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده [عن أبيه، عن علي] عليهمالسلام قال: لما زوجني النبي صلى الله عليه وآله بفاطمة، قال لي: أبشر يا علي،فان الله قد كفاني ما أهمني من أمر تزويجك.
قال: قلت: وماذاك ؟ قال: أتاني جبرئيل بسنبلة من سنبلالجنة، وقرنفلة من قرنفلها، فأخذتهما وشممتهما [وقلت يا جبرئيل ما شأنهما]
فقال: إن اللهعزوجل أمر ملائكة الجنة وسكانها أن بزينوا الجنة بأشجارها وأنهارها وقصورها ودورهاوبيوتها ومنازلها وغرفها، وأمر الحور العين أن يقرآ: حم عسق، ويس، وفي رواية: طهويس.
ثم نادى مناد: إشهدوا أجمعين [أن] الله يقول: إني قد زوجت فاطمة بنت محمد من علي بن أبيطالب.
ثم بعث اللهتعالى عليهم السحابة، فأمطرت عليهم الدر والياقوت واللؤلؤوالجوهر.
ونثرتالملائكة السنبل والقرنفل، فهذا مما نثرت الملائكة.
ليلة الزفاف
حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: [حدثنا] أبو العباس أحمد ابن محمد بن [أحمد بن] سعيد الهمداني، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن [أحمد ابن] الحسن، عن موسى بنإبراهيم المروزي، قال: حدثنا موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، عن جابربن عبد الله الانصاري، قال: لما زوج رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة من عليعليهما السلام، أتاه ناس من قريش، فقالوا: إنك زوجت عليا بمهر قليل ! فقال رسولالله صلى الله عليه وآله: ما أنا زوجت عليا ولكن الله تعالى زوجه ليلة اسري بي إلىالسماء [قصرت] عند سدرة المنتهى، أوحى الله تعالى إلى السدرة أن انثري ما عليك،فنثرت الدر والمرجان، فابتدر الحور العين فالتقطن، فهن يتهادينه ويتفاخرن بهويقلن: هذا من نثار فاطمة عليها السلام بنت محمد صلى الله عليهوآله.
فلما كانت ليلةالزفاف اتي النبي صلى الله عليه وآله ببغلته الشهباء، وثنى عليها قطيفة، وقاللفاطمة: اركبي، وأمر سلمانا أن يقودها والنبي صلى الله عليه وآلهيسوقها.
فبينما هم فيبعض الطريق إذ سمع النبي صلى الله عليه وآله جلبة، فإذا هو جبرئيل في سبعين ألفا [من الملائكة] وميكائيل في سبعين ألفا.
فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما أهبطكم إلى الارض ؟ قالوا: جئنا نزففاطمة إلى زوجها علي بن أبي طالب عليه السلام.
فكبر جبرئيل وميكائيل، وكبرت الملائكة وكبر محمد صلىالله عليه وآله.
فوقعالتكبير على العرائس من تلك الليلة سنة.
قال علي عليه السلام: ثم دخل إلى منزلي فدخلتإليه فدنوت منه، فوضع كف [فاطمة] الطيبة في كفي، وقال: ادخلا المنزل ولا تحدثاأمرا حتى آتيكما.
قالعلي عليه السلام: فدخلت أنا وهي المنزل، فما كان إلا أن دخل رسول الله صلى اللهعليه وآله وبيده مصباح، فوضعه في ناحية المنزل، ثم قال: يا علي، خذ في ذلك القعبماء من تلك الشكوة.
قال: ففعلت، ثم أتيته به، فتفل فيه تفلات، ثم ناولني القعب فقال: اشرب.
فشربت، ثم رددتهإلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فناوله فاطمة عليهاالسلام.
ثم قال لها: اشربي حبيبتي، فجرعت منه ثلاث جرعات، ثم ردته على أبيها، وأخذ ما بقي من الماءفنضحه على صدري وصدرها.
ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)
ثم رفع يده فقال: يا رب إنك لم تبعث نبيا إلا وقد جعلت له عترة، اللهم فاجعل العترة الهادية من عليوفاطمة، ثم خرج.
قالعلي عليه السلام: فبت بليلة لم يبت أحد من العرب بمثلها، فلما أن كان في آخر السحرأحسست برسول الله صلى الله عليه وآله معنا فذهبت لانهض، فقال لي: مكانك يا عليأتيتك في فراشك رحمك الله.
فأدخل النبي صلى الله عليه وآله رجليه معنا في الدثار، ثم أخذ مدرعةكانت تحت رأس فاطمة، فاستيقظت فاطمة، فبكى وبكت، وبكيت لبكائهما
فقال لي: ما يبكيك يا علي.
فقلت: فداك أبي وامي، بكيت وبكت فاطمة، فبكيتلبكائكما
قال: نعمأتاني جبرئيل عليه السلام، فبشرني بفرخين كريمين يكونان لك، ثم عزيت بأحدهما وعرفتأنه يقنل غريبا عطشانا، فبكت فاطمة حتى علا بكاؤها.
ثم قالت: يا أبت لم يقتلوه وأنت جده، وعلي أبوه، وأناامه ؟ ! قال: يا بنية، طلب الملك، أما إنه ليعلن عليهم سيف لا يغمد إلا على يديالمهدي من ولدك.
ياعلي، من أحبك وأحب ذريتك فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحبه الله ومن أبغضك وأبغض ذريتكلقد أبغضني. ومن أبغضني فقد أبغضه الله وأدخلهالنار
الطيب :
روىجابر الجعفي عن جعفر بن محمد عليهما السلام عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهمالسلام عن محمد بن عمار بن ياسر، قال: سمعت أبي عمار بن ياسر، يقول: سمعت رسول اللهصلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام يوم زوجه فاطمة عليها السلام: ياعلي، ارفع رأسك إلى السماء فانظر ما ترى ؟
قال: رفعت رأسي ورأيت جوار مزينات معهنهدايا.
قال: فاولئكخدمك وخدم فاطمة في الجنة، فانطلق إلى منزلك، ولاتحدث شيئا حتىآتيك.
[قال عمار] : فما كان إلا أن مضى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى منزله، وأمرني أن أهدي لهماطيبا.
قال عمار: فلماكان من الغد جئت إلى منزل فاطمة عليها السلام ومعيالطيب.
فقالت: يا أبااليقظان، ماهذا الطيب ؟ قلت: طيب، أمرني به أبوك أن اهديهلك.
قالت: والله لقدأتاني من السماء طيب مع جوار من الحور العين، وإن فيهن جارية حسناء كأنها القمرليلة البدر.
فقلت: منبعث بهذا الطيب ؟ فقالت: دفعه لي رضوان خازن الجنة، وأمر هؤلاء الجواري أن ينحدرنمعي ومع كل واحدة منهن ثمرة من ثمار الجنة في اليد اليمنى، وفي اليد اليسرى طاقةمن رياحين الجنة، فنظرت الجواري وإلى حسنهن.
فقلت: لمن أنتن ؟ فقلن: نحن لك ولاهل بيتك ولشيعتك منالمؤمنين.
فقلت: أفيكنمنأزواج ابن عمي أحد ؟ قلن: أنت زوجته في الدنيا والاخرة، ونحن خدمك وخدمذريتك.
[قال ]: وحملتبالحسن، فلما رزقته بعد أربعين يوما حملت بالحسين، ثم رزقت زينب وام كلثوم، وحملتبمحسن.
فلما قبض رسولالله صلى الله عليه وآله وجرى ما جرى يوم دخول القوم عليها [دارها]
وإخراج ابن عمها أمير المؤمنين عليه السلام ضربوا الباب على بطنهاحتى أسقطت به ولدا تماما، وكان أصل مرضها ذلك ووفاتها عليهاالسلام
منزلفاطمة عليها السلام في الجنة:
روى عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: كنافي غزاة تبوك ونحن نسير معه، فقال: يابن مسعود، إن الله عزوجل أمرني أن ازوج فاطمةمن علي. ففعلت.
وقاللي جبرئيل: إن الله عزوجل قد بنى جنة من قصب اللؤلؤ، بين كل قصة إلى قصبة لؤلؤة منياقوتة مشذرة بالذهب، وجعل سقوفها زبرجدا أخضرا، فيها طاقات من اللؤلؤ مكللةبالياقوت، وجعل عليها غرفا، لبنة من ذهب، ولبنة من فضة ولبنة من در، ولبنة منياقوت، ولبنة من زبرجد، وقبابا من در قد شعبت بسلاسل الذهب، وحفت بأنواع الشجر،وبنى في كل قصر قبة، وجعل في كل قبة أريكة من درة بيضاء، فرشها السندس والاستبرق،وفرش أرضها بالزعفران والمسك والعنبر، وجعل في كل قبة مائة باب، وفي كل باب جاريتانوشجرتان، وفي كل قبة فرش وكتاب مكتوب حول القبة آيةالكرسي.
فقلت: ياجبرئيل لمن بنى الله عزوجل هذه الجنة ؟ فقال: هذه جنة بناها الله تعالى لعلي بن أبيطالب وفاطمة ابنتك عليهما السلام تحفة
أتحفها الله بها وأقربها عينيك يامحمد
ومنها: روى جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن جابر بن عبد الله،قيل [لرسول الله صلى الله عليه وآله]: يارسول الله، إنك تقبل فاطمة وتلزمهاوتدنيها منك، وتفعل بها مالا تفعله بأحد من بناتك ؟ فقال: أتاني جبرئيل بتفاحة منتفاح الجنة، فأكلتها فتحولت في صلبي ثم واقعت خديجة، فحملت بفاطمة، فأنا أشم منهارائحة الجنة، فإذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحتها .
بعض مما قيل في فاطمة
يقول المحقق العلامة الشيخ محمد باقر صاحب ( الخصائص الفاطمية ) في كتابه :
سبحانك اللهم يا فاطر السماوات العلى وفالق الحبوالنوى ، انت الذي فطرت اسما من اسمك واشتقته من نورك ، فوهبت اسمك بنورك حتى يكونهو المظهر لظهورك ، فجعلت ذلك الاسم اصل لجملة اسمائك وذلك النور ارومة لسيدة امائك، وناديت بالملا الاعلى : أنا الفاطر وهيفاطمة، وبنورها ظهرتالاشياء من الفاتحة إلى الخاتمة ، فاسمها اسمك ونورها نورك وظهورك ظهورها ، ولا الهغيرك ، وكل كمالٍ ظلك وكل وجود ظل وجودك ، فلما فطرتها فطمتها عن الكدورات البشريةواختصصتها بالخصائص الفاطمية ، مفطومة عن الرعونات العنصرية ، ونزهتها عن جميعالنقائص ، مجموعة من الخصائل المرضية بحيث عجزت العقول عن ادراكها ، والناس فطمواعن كنه معرفتها ، فدعا الاملاك في الافلاك بالنورية السماوية وبفاطمة المنصورة ...
ام السبطين واكبر حجج الله على الخافقين ، ريحانة سدرة المنتهى وكلمة التقوىوالعروة الوثقى وستر الله المرخى والسعيدة العظمى والمريم الكبرى والصلاة الوسطىوالانسية الحوراء التي بمعرفتها دارت القرون الاولى .
وكيف احصي ثناها وانفضائلها لا تحصى وفواضلها لا تقضى ، البتول العذراء الحرة البيضاء ام ابيها وسيدةشيعتها وبنيها ، ملكة الأنبياء الصديقةفاطمةالزهراءعليها سلام الله .
عنموسى بن القاسم عن علي بن جعفر قال : سألت ابا الحسن ـ الإمام الكاظم عليه السلام ـعن قول الله عزوجل ( كمشكاة فيها مصباح ) ، قال : المشكاةفاطمةوالمصباح الحسنوالحسين . ( كانها كوكب دري ) قال : كانتفاطمةكوكباً دريا مننساء العالمين .
اريد شرح ولو مبسط حول الحديث المروي عن الامام الحسن العسكري عليه السلام في حق جدته فاطمة الزهراء سلام الله عليها والذي قال فيه : (( نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة الله علينا )) وكيف تكون الزهراء البتول حجة على الائمة عليهم السلام ؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن لفاطمة (عليها السلام) مكانة سامية ومقاماً عالياً.
ويدلنا على ذلك، أنها وصفت بالزيارة الخاصه بها بأنها الصابرة وهو مقام سام لذا قال تعالى: ((إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب))[الزمر:10]، وفي الحديث الشريف جعل الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد, كما أنها (عليها السلام) كانت فرحه بالموت مايلة اليه مستبشرة بحلوله، وهذا أمر عظيم لا تحيط الالسن بصفته ولا تهتدي القلوب الى معرفته وما ذاك إلا لأمر علمه الله من أهل البيت الكريم وسرا وجب لهم مزية التقديم.
ولقد كانت فاطمة (عليها السلام) العلة الغائية التي من أجلها خلق الله الخلق.
ففي الحديث القدسي: ( يا أحمد لولاك لما خلقت الافلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما)).
وهناك من الاحاديث الكثيرة ما يؤكد عظم مكانتها وفضلها حتى على الأنبياء:
منها، الحديث الوارد عن أهل البيت (عليهم السلام): (انه ما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الاولى).
وفي الحديث المروي عن جابر عن أبي عبد الله (عليه السلام) متحدثاً عن نور الزهراء: (هذا نور من نوري أسكنته في سمائي, خلقته من عظمتي أخرجه من صلب نبي من أنبيائي أفضله على جميع الانبياء).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: (لولا ان أمير (عليه السلام) تزوجها لما كان لها كفؤ الى يوم القيامة على وجه الارض ادم فمن دونه). وهذا الحديث يدل على أفضلية فاطمة الزهراء(عليها السلام) على الانبياء, وعلى جميع البشر ماعدا أبيها وبعلها، وكونها كفؤا لعلي يعني أن اكثر المقامات التي كانت لعلي (عليه السلام) فهي ثابتة للصديقة فاطمة (عليها السلام)، فهما بمنزلة واحدة من الايمان والتقوى، وإلا لما كان كل منهما كفؤاً للأخر.
وعلى هذا تكون فاطمة (عليها السلام) حجة على الأئمة (عليهم السلام) كما كان أمير المؤمنين حجة على الأئمة (عليهم السلام).
فافضليتها (سلام الله عليها) يجعلها أن تكون دليلاً لغيرها في تلك المقامات التي وصلت اليها وسبقت غيرها فيها.
ويشهد لهذا المعنى من كونها واسطة في ايصال بعض العلوم الى غيرها من الأئمة (عليهم السلام) أن من جملة علوم الأئمة (عليهم السلام) مصحف فاطمة (عليها السلام) وبه كانت الواسطة العلمية بين الائمة (عليهم السلام) وبين الله تعالى في العلم المحفوظ في مصحفها المتعلق بما يكون الى يوم القيامة، فهي حجة في هذا العلم الحجم على الأئمة (عليهم السلام) يأخذون به نظير حجية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في شأن القرآن الكريم الذي هو مصدر علوم الأئمة (عليهم السلام)، ولا يخفى ان وساطتها لذلك العلم ليس عبر نقش وخط ذلك المصحف اذ الوجود الكتبي وجود تنزلي لحقائق ذلك العلم الذي القي اليها ويشهد لوساطتها لعلومهم وحجيتها روايات بدء الخلقة وخلقة انوارهم واشتقاقها على الترتيب من نور النبي (صلى الله عليه وآله) ونور علي وان رتبتها بعد علي (عليه السلام) وأن بقية أنوار الائمة (عليهم السلام) اشتقت منها فهي واسطة فيض تكوينية لوجودهم وكمالاتهم وهو مقام رفيع وسر عظيم.
(للمزيد راجع الاسرار الفاطمية للمسعودي, ومقامات فاطمة الزهراء عليها السلام لسيد محمد علي الحلو).