طالب أستاذ الفيزياء بجامعة البحرين وهيب الناصر، الأهالي ''تجنب استنشاق الغبار المنتشر في الجو، بالبقاء في الأماكن المغلقة، أو لبس كمامات واقية للتنفس''، مشيراً في هذا الصدد إلى ''إجراء دراسة على عينة من غبار المملكة، كشفت وجود نسب متدنية من بعض العناصر المشعة كاليوارنيوم، البوتاسيوم، والثوريوم''.
وأوضح الناصر في تصريح لـ''الوقت'' أن ''استنشاق الجسيمات المشعة يؤدي إلى مشكلات صحية كثيرة، أشهرها الإصابة بالسرطان، كونها إحدى المواد التي تصدر أشعة ألفا''، مشيراً إلى أن ''خطورة الأشعة تزداد في حال دخولها الجسم، في الرئة مثلاً، والتي تعتبر أول جزء تذهب إليه ذرات الغبار''.
وأضاف أن ''الدراسات تشير إلى أن منشأ الغبار الذي تتعرض له المملكة هو شمال منطقة الخليج العربي، وفي حال عدم كون الغبار محملاً بالمواد المشعة، فالأضرار الصحية التي من المتوقع أن يتركها على الجسم، لا تتعدى الربو''، مكرراً دعوته إلى الأهالي ''تغطية الأنف، والبقاء داخل المنزل أثناء انتشار الغبار قدر الإمكان''.
وبشأن الجهة التي أكدت وجود نسب مشعة في عينة الغبار، لفت الناصر إلى ''التوصل إلى النتائج بداية الأمر في مختبر جامعة البحرين''، مستدركاً ''لكن بهدف إجراء مزيد من التحليل على العينة، تم إرسالها للمختبر الوحيد المرخص والمعتمد من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شبه الجزيرة العربية، وتحديداً في الأردن، فجاءت النتائج مطابقة لما تم التوصل له في مختبر الجامعة''، وفق ما قال.
وتابع ''ومع انخفاض النسبة وعدم تشكيلها خطورة مباشرة، إلا أن إجراء الدراسات في هذا الجانب بين فترة وأخرى أمر ضروري''.
وقال الناصر إن ''المملكة تتعرض في بعض الأحيان إلى غبار من العراق، وبعض المناطق المشتعلة أمنياً، مما يجعل تلوث تربتها بالمواد المشعة ممكنا''، مشيراً إلى ''أهمية التعاون الدولي في جوانب حماية البيئة، وإجراء دراسات مشتركة بين دول المنطقة، لرسم سياسات التعاطي مع الأضرار البيئية المحدقة بنا''.
وطالب الناصر إدارة الأرصاد الجوية بـ ''تعزيز كوادرها، وتمكينها من إجراء المزيد من الدراسات لتحليل التغيرات المناخية المختلفة، والموضوعات ذات الصلة''، مؤكداً أن ''التنمية العلمية والمعرفية، لا تقل أهمية عن التنمية الاقتصادية والسياسية''. وأرجع الناصر تعرض المملكة لهبات من الرياح محملة بالغبار في فترات متقاربة، إلى ''قلة الأمطار، جفاف التربة، مما يتسبب في تفككها ومن ثم بقائها عرضة للانتقال عبر الرياح من موقع إلى آخر''. وأوضح أن ''الغبار ينتج من تحرك الرياح على الأراضي الجافة جداً، ولدى بلوغ سرعتها 7 أمتار في الثانية، تكون قادرة على حمل ذرات الرمال والأتربة عن الأرض''، مشيراً إلى أن ''هطول كميات قليلة من الأمطار على شبه الجزيرة العربية (بما فيها منطقة الخليج العربي) في موسم الشتاء المنصرم، مقارنة مع الأعوام السابقة، جعل التربة جافة نسبياً ومفككة، وبالتالي سرعة انتشارها في الهواء، وانتقالها إلى أماكن بعيدة بحسب اتجاه الرياح''.
في سياق متصل، توقع مصدر مسؤول في الأرصاد الجوية ''ازدياد هبات الرياح المحملة بالغبار غداً (الأربعاء)، وأن يقل الغبار نهار اليوم (الثلثاء)، قبيل هبوب الرياح الشمالية على المملكة''، مرجعا ازدياد الغبار في الجو هذا العام إلى ''انخفاض نسبة الأمطار على المناطق الشمالية في السعودية، فقلة الأمطار من شأنها أن تؤدي إلى تفكك التربة، ومن ثم تطايرها مع الرياح''. يشار إلى أن اليورانيوم، أحد العناصر الكيميائية المشعة ومن أبرز صفاته أنه ثقيل، أبيض فضي، سام، فلزي، بينما عنصر الثوريوم مادة خصبة لإنتاج الوقود النووي، حيث إنه أكثر وفرة من اليورانيوم، كما أن بعض تصميمات المفاعلات النووية تأخذ في الاعتبار مساهمة الثوريوم في دورة وقودها النووي، ويمكن استخدامه في المفاعلات تحت الحرجة بدلا من اليورانيوم كوقود، وهذا ينتج عنه نفايات أقل ولا يمكن أن يذوب. ويزيد معدل احتمال الإصابة بسرطان الرئة، البنكرياس، والدم عند التعرض لدخان الثوريوم، كما أن تعرض الجسم من الداخل للثوريوم يؤدى لزيادة معدل الإصابة بأمراض الكبد.جواد مطر
طالب أستاذ الفيزياء بجامعة البحرين وهيب الناصر، الأهالي ''تجنب استنشاق الغبار المنتشر في الجو، بالبقاء في الأماكن المغلقة، أو لبس كمامات واقية للتنفس''، مشيراً في هذا الصدد إلى ''إجراء دراسة على عينة من غبار المملكة، كشفت وجود نسب متدنية من بعض العناصر المشعة كاليوارنيوم، البوتاسيوم، والثوريوم''.
وأوضح الناصر في تصريح لـ''الوقت'' أن ''استنشاق الجسيمات المشعة يؤدي إلى مشكلات صحية كثيرة، أشهرها الإصابة بالسرطان، كونها إحدى المواد التي تصدر أشعة ألفا''، مشيراً إلى أن ''خطورة الأشعة تزداد في حال دخولها الجسم، في الرئة مثلاً، والتي تعتبر أول جزء تذهب إليه ذرات الغبار''.
وأضاف أن ''الدراسات تشير إلى أن منشأ الغبار الذي تتعرض له المملكة هو شمال منطقة الخليج العربي، وفي حال عدم كون الغبار محملاً بالمواد المشعة، فالأضرار الصحية التي من المتوقع أن يتركها على الجسم، لا تتعدى الربو''، مكرراً دعوته إلى الأهالي ''تغطية الأنف، والبقاء داخل المنزل أثناء انتشار الغبار قدر الإمكان''.
وبشأن الجهة التي أكدت وجود نسب مشعة في عينة الغبار، لفت الناصر إلى ''التوصل إلى النتائج بداية الأمر في مختبر جامعة البحرين''، مستدركاً ''لكن بهدف إجراء مزيد من التحليل على العينة، تم إرسالها للمختبر الوحيد المرخص والمعتمد من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شبه الجزيرة العربية، وتحديداً في الأردن، فجاءت النتائج مطابقة لما تم التوصل له في مختبر الجامعة''، وفق ما قال.
وتابع ''ومع انخفاض النسبة وعدم تشكيلها خطورة مباشرة، إلا أن إجراء الدراسات في هذا الجانب بين فترة وأخرى أمر ضروري''.
وقال الناصر إن ''المملكة تتعرض في بعض الأحيان إلى غبار من العراق، وبعض المناطق المشتعلة أمنياً، مما يجعل تلوث تربتها بالمواد المشعة ممكنا''، مشيراً إلى ''أهمية التعاون الدولي في جوانب حماية البيئة، وإجراء دراسات مشتركة بين دول المنطقة، لرسم سياسات التعاطي مع الأضرار البيئية المحدقة بنا''.
وطالب الناصر إدارة الأرصاد الجوية بـ ''تعزيز كوادرها، وتمكينها من إجراء المزيد من الدراسات لتحليل التغيرات المناخية المختلفة، والموضوعات ذات الصلة''، مؤكداً أن ''التنمية العلمية والمعرفية، لا تقل أهمية عن التنمية الاقتصادية والسياسية''. وأرجع الناصر تعرض المملكة لهبات من الرياح محملة بالغبار في فترات متقاربة، إلى ''قلة الأمطار، جفاف التربة، مما يتسبب في تفككها ومن ثم بقائها عرضة للانتقال عبر الرياح من موقع إلى آخر''. وأوضح أن ''الغبار ينتج من تحرك الرياح على الأراضي الجافة جداً، ولدى بلوغ سرعتها 7 أمتار في الثانية، تكون قادرة على حمل ذرات الرمال والأتربة عن الأرض''، مشيراً إلى أن ''هطول كميات قليلة من الأمطار على شبه الجزيرة العربية (بما فيها منطقة الخليج العربي) في موسم الشتاء المنصرم، مقارنة مع الأعوام السابقة، جعل التربة جافة نسبياً ومفككة، وبالتالي سرعة انتشارها في الهواء، وانتقالها إلى أماكن بعيدة بحسب اتجاه الرياح''.
في سياق متصل، توقع مصدر مسؤول في الأرصاد الجوية ''ازدياد هبات الرياح المحملة بالغبار غداً (الأربعاء)، وأن يقل الغبار نهار اليوم (الثلثاء)، قبيل هبوب الرياح الشمالية على المملكة''، مرجعا ازدياد الغبار في الجو هذا العام إلى ''انخفاض نسبة الأمطار على المناطق الشمالية في السعودية، فقلة الأمطار من شأنها أن تؤدي إلى تفكك التربة، ومن ثم تطايرها مع الرياح''. يشار إلى أن اليورانيوم، أحد العناصر الكيميائية المشعة ومن أبرز صفاته أنه ثقيل، أبيض فضي، سام، فلزي، بينما عنصر الثوريوم مادة خصبة لإنتاج الوقود النووي، حيث إنه أكثر وفرة من اليورانيوم، كما أن بعض تصميمات المفاعلات النووية تأخذ في الاعتبار مساهمة الثوريوم في دورة وقودها النووي، ويمكن استخدامه في المفاعلات تحت الحرجة بدلا من اليورانيوم كوقود، وهذا ينتج عنه نفايات أقل ولا يمكن أن يذوب. ويزيد معدل احتمال الإصابة بسرطان الرئة، البنكرياس، والدم عند التعرض لدخان الثوريوم، كما أن تعرض الجسم من الداخل للثوريوم يؤدى لزيادة معدل الإصابة بأمراض الكبد.