قوله تعالى وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم
قوله تعالى وممن حولكم من الأعراب منافقون ابتداء وخبر . أي قوم منافقون ; يعني مزينة وجهينة وأسلم وغفارا وأشجع . ومن أهل المدينة مردوا على النفاق أي قوم مردوا على النفاق . وقيل : ( مردوا ) من نعت المنافقين ; فيكون في الكلام تقديم وتأخير ، المعنى . ومن حولكم من الأعراب منافقون مردوا على النفاق ، ومن أهل المدينة مثل ذلك . ومعنى : " مردوا " أقاموا ولم يتوبوا ; عن ابن زيد . وقال غيره : لجوا فيه وأبوا غيره ; والمعنى متقارب . وأصل الكلمة من اللين والملامسة والتجرد . فكأنهم تجردوا للنفاق . ومنه [ ص: 163 ] رملة مرداء لا نبت فيها . وغصن أمرد لا ورق عليه . وفرس أمرد لا شعر على ثنته . وغلام أمرد بين المرد ; ولا يقال : جارية مرداء . وتمريد البناء تمليسه ; ومنه قوله : صرح ممرد . وتمريد الغصن تجريده من الورق ; يقال : مرد يمرد مرودا ومرادة .
يخبر تعالى رسوله ، صلوات الله وسلامه عليه ، أن في أحياء العرب ممن حول المدينة منافقين ، وفي أهل المدينة أيضا منافقون ( مردوا على النفاق ) أي : مرنوا واستمروا عليه : ومنه يقال : شيطان مريد ومارد ، ويقال : تمرد فلان على الله ، أي : عتا وتجبر .
وقوله : ( لا تعلمهم نحن نعلمهم ) لا ينافي قوله تعالى : ( ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول ) الآية [ محمد : 30 ] ؛ لأن هذا من باب التوسم فيهم بصفات يعرفون بها ، لا أنه يعرف جميع من عنده من أهل النفاق والريب على التعيين . وقد كان يعلم أن في بعض من يخالطه من أهل المدينة نفاقا ، وإن كان يراه صباحا ومساء ،
وشاهد هذا بالصحة ما رواه الإمام أحمد في مسنده حيث قال : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن النعمان بن سالم ، عن رجل ، عن جبير بن مطعم ، رضي الله عنه ، قال : قلت : يا رسول الله ، إنهم يزعمون أنه ليس لنا أجر بمكة ، فقال : لتأتينكم أجوركم ولو كنتم في جحر ثعلب " وأصغى إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم برأسه فقال : " إن في أصحابي منافقين "
قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : ومن القوم الذين حول مدينتكم من الأعراب منافقون ، ومن أهل مدينتكم - أيضا - أمثالهم أقوام منافقون .
وقوله : ( مردوا على النفاق ) يقول : مرنوا عليه ودربوا به .
ومنه : " شيطان مارد ، ومريد " وهو الخبيث العاتي . ومنه قيل : " تمرد فلان على ربه " أي : عتا ، ومرن على معصيته واعتادها .
وقال ابن زيد في ذلك ما : -
17119 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق ) قال : أقاموا عليه ، لم يتوبوا كما تاب الآخرون .
17120 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة عن ابن إسحاق : ( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق ) أي لجوا فيه ، وأبوا غيره . ( لا تعلمهم ) يقول لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : لا تعلم يا محمد أنت هؤلاء المنافقين الذين وصفت لك صفتهم ممن حولكم من الأعراب ومن أهل المدينة [ ص: 441 ] ولكنا نحن نعلمهم
قوله تعالى : ( وممن حولكم من الأعراب منافقون ) وهم من مزينة وجهينة وأشجع وأسلم وغفار ، كانت منازلهم حول المدينة ، يقول : من هؤلاء الأعراب منافقون ، ( ومن أهل المدينة ) أي : ومن أهل المدينة من الأوس والخزرج قوم منافقون ، ( مردوا على النفاق ) أي : مرنوا على النفاق ، يقال : تمرد فلان على ربه أي : عتا ، ومرد على معصيته ، أي : مرن وثبت عليها واعتادها . ومنه : المريد والمارد . قال ابن إسحاق : لجوا فيه وأبوا غيره .
وقال ابن زيد : أقاموا عليه ولم يتوبوا .
كانت الأعراب الذين حول المدينة قد خلصوا للنبيء - صلى الله عليه وسلم - وأطاعوه وهم جهينة ، وأسلم ، وأشجع ، وغفار ، ولحيان ، وعصية ، فأعلم الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن في هؤلاء منافقين لئلا يغتر بكل من يظهر له المودة . وكانت المدينة قد خلص أهلها للنبيء - صلى الله عليه وسلم - وأطاعوه فأعلمه الله أن فيهم بقية مردوا على النفاق لأنه تأصل فيهم من وقت دخول الإسلام بينهم .
قوله : وممن حولكم من الأعراب منافقون هذا عود إلى شرح أحوال المنافقين من أهل المدينة ومن يقرب منها من الأعراب ، ( وممن حولكم ) خبر مقدم ، و ( من الأعراب ) بيان ، وهو في محل نصب على الحال ، ومنافقون هو المبتدأ ، قيل : وهؤلاء الذين هم حول المدينة من المنافقين هم : جهينة ومزينة وأشجع وغفار ، وجملة ومن أهل المدينة مردوا على النفاق معطوفة على الجملة الأولى عطف جملة على جملة .
وقيل : إن ومن أهل المدينة عطف على الخبر في الجملة الأولى ، فعلى الأول يكون المبتدأ مقدرا : أي ومن أهل المدينة قوم مردوا على النفاق ، وعلى الثاني يكون التقدير : وممن حولكم من الأعراب ومن أهل المدينة منافقون مردوا ، ولكون جملة ( مردوا على النفاق ) مستأنفة لا محل لها ، وأصل " مرد وتمرد " اللين والملاسة والتجرد ، فكأنهم تجردوا للنفاق ، ومنه غصن أمرد : لا ورق عليه ، وفرس أمرد : لا شعر فيه ، وغلام أمرد : لا شعر بوجهه ، وأرض مرداء : لا نبات فيها ، وصرح ممرد : مجرد ، فالمعنى : أنهم أقاموا على النفاق وثبتوا عليه ولم ينثنوا عنه .
قال ابن زيد : معناه لجوا فيه وأتوا غيره ، وجملة لا تعلمهم مبينة للجملة الأولى ، وهي مردوا على النفاق : أي ثبتوا عليه ثبوتا شديدا ، ومهروا فيه حتى خفي أمرهم على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فكيف سائر المؤمنين ؟ والمراد عدم علمه - صلى الله عليه وآله وسلم - بأعيانهم لا من حيث الجملة ، فإن للمنافق دلائل لا تخفى عليه - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وجملة نحن نعلمهم مقررة لما قبلها لما فيها من الدلالة على مهارتهم في النفاق ورسوخهم فيه على وجه يخفى على البشر ، ولا يظهر لغير الله سبحانه لعلمه بما يخفى ، وما تجنه الضمائر ، وتنطوي عليه السرائر
فالقول بعدالة الصحابة اجمعين من بني وهبان ، هو مع الالتفات ، تكذيب للقران الجازم بوجود منافقي الصحابة في الآية التي سردتها ..
أحسنتم كثيرا
مولانا الهاد نورتم الصفحة
وكما ترى فكل مفسريهم على الاطلاق يقولون بالمنافقين في داخل المدينة
اي سكنوا فيها وعاشوا وصاحبوا النبي الاكرم صلى الله عليه وآله اذا ما يصطلحون عليه بالصحابة شامل لهؤلاء فكيف آخذ ديني من منافقين
وعندما يأتون بادلة من القران يغضون الطرف عن الايات التي تعارض افكارهم فياخذون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض
وكما ترى فكل مفسريهم على الاطلاق يقولون بالمنافقين في داخل المدينة
اي سكنوا فيها وعاشوا وصاحبوا النبي الاكرم صلى الله عليه وآله اذا ما يصطلحون عليه بالصحابة شامل لهؤلاء فكيف آخذ ديني من منافقين
وعندما يأتون بادلة من القران يغضون الطرف عن الايات التي تعارض افكارهم فياخذون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض
والله أستاذي الفاضل ، كلامك حق ، ومنطقك الصدق ، ووالله لا أجد جواباً لسؤالك - وأنت أعلم بجوابه - إلا قول الله تعالى : (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ) ..
بوركت استاذنا كثر الله -والله- فينا مثلك ، وجعلك محاميا عن حريم القرآن والعترة ، إنّه سميع مجيب ، جازاك الله الجنّة مولاي الطاهر ..
موشي جديد ادله كثثثثثيره تبطل معتقدهم الاموي المتناقض والمتهالك
موفقين
حياك الله اخي الموالي القطيفي
انا هنا ركزت فقط على اهل المدينة
( اكثر صحابة عاشروا الرسول وصاحبوه)
وهم منهم المنافقين الذين عاشوا وماتوا على النفاق ولم يعرفهم الرسول (ص)
اللهم صلّ على محمد و آل محمد و عجّل فرجهم و العن اعداءهم
أحسنتم مولانا ... فنظرية عدالة الصحابة لا أساس لها من الصحة لا في كتاب الله الكريم و لا في أحاديث نبيّه ( صلى الله عليه و آله ) الصحيحة حتى في كتبهم ...
اللهم صلّ على محمد و آل محمد و عجّل فرجهم و العن اعداءهم
أحسنتم مولانا ... فنظرية عدالة الصحابة لا أساس لها من الصحة لا في كتاب الله الكريم و لا في أحاديث نبيّه ( صلى الله عليه و آله ) الصحيحة حتى في كتبهم ...
أحسنتم مولانا ... موفقين لكل خير
باركك الله اختنا ومشرفتنا الكريمة
وكما تفضلت فلا وجود لها حتى في ضمائرهم ليس فقط في القران والسنة
وكما ترين ففي تفسير ابن كثير يستشهد برواية الامام احمد ان في اصحابي منافقين
فهذا القران وهذه السنة التي هم انفسهم ينقلونها لا وجدو فيها لهذه العدالة المزعومة