من الجدير بالذكر سادتي الأعضاء أن نسلط الضوء على مدينة العلم وعاصمة الأسلام النجف الأشرف والكلام فيها يطول ولكن سوف أبين بأيجاز ماتقوم به النجف من خدمة للعلم والعلماء والعالم أجمع .
أولا : لقد عرفت النجف الأشرف مدينة للعلم في زمن أمير المؤمنين عليه السلام حيث توافدت إليها العلماء والمثقفين من
كل صوب وحدب وأصبحت بمرور الوقت مدرسة للفكر الامامي
أصدرت المئات من الكتب الفقهية والأصولية والتاريخية ومايخص كتب التفسير والحديث والرجال وغيرها من المؤلفات الضخمة .
ثانيا :هاجر الى النجف الكثير الكثير من طلبة العلوم ومن كافة الأقطار مثل ايران ولبنان والحجاز والبحرين والباكستان والهند طلبا للعلم والتشرف بزيارة امير المؤمنين عليه السلام وبث الفكر لشعوبهم ونشر المذهب الجعفري لهم .
ثالثا : حاولت الأنظمة الحاكمة والجائرة هدم هذه المؤسسة العريقة من قتل وتشريد للعلماء وزج الشباب المؤمن في السجون
ومحاربة طلبة العلوم بشتى أساليب التعذيب والأنتهاك وقد كان واضحا في عام 1991 ماحصل للحوزة من خسارات فادحة منها القضاء على الأسر العلمية التي كانت لها اليد الطولى في رسم معالم حوزة النجف منها أسرة آل الحكيم وأسرة آل بحر العلوم وآل الخرسان وآل الجواهري وآل شيخ راضي بين قتل وتسفير وسجون وقد خسرت الحوزة العديد من أفاضلها وأساتذتها وعلمائها منهم الشيخ الغروي والشيخ البروجردي والسيد الصدر وغيرهم .
أخيرا : بدأت النجف تستعيد عافيتها منذ سقوط الطاغية المجرم صدام حسين حيث بدأ علمائنا الأفاضل أخص منهم السيد السيستاني والسيد الحكيم والشيخ الفياض والشيخ النجفي يرممون ماغيرته أيادي البعث من تخريب وأخذوا يقودون الشارع نحو بر الامان وبعيدا عن الهمجية والفتن .
ثم بدأت الهجرة العلمية للنجف من جديد وتوسعت دائرة العلوم والثقافة فيها لذا بدأت تدرس فيه العلوم الفلسفية والكلامية وكل ماهو جديد من خلال الدراسة الحوزوية ومن خلال كلياتها ومعاهدها الاكاديمية .
فنرجول من الله أي يحفظ العراق ومدينة النجف الأشرف ويحفظ علمائها الأعاظم من كل مكروه وسوء أنه سميع مجيب .