اللهم صل على محمد وآل محمد
هذه بقايا من قصيدة ضائعة تنوف على الستين بيتاً
وهي من أوائل النظم
من مكةٍ يطوي اليَبابَ المقفرا ** سار الهدى ليَحُجَّ حجاً أكبرا
في كربلاء هناك حيث مصارعٍ ** للحقّ أجرت للكرامة كوثرا
سِيمَ الهدى خَسْفاً فهبّت أنفسٌ ** لوفائِها فِكْرُ الزمانِ تحيّرا
فتقدّموا يتنافسونَ إلى العلا ** فاذا بهمْ لذُرا المعالى همُ الذّرا
سبعونَ لم تلدِ المفاخرُ مثلَهمْ ** وهبوا الحياةَ بموتِهِم كلّ الورى
عشِقوا الخلودَ فأغمضتْ أجفانُهُمْ ** عن كلّ ما يُغري اللبيبَ المُبصرا
زَهِدوا بما في الأرض حُبَّ إمامِهِمْ ** فتقدّموهُ إلى الردى وتأخّرا
وبقى فريداً وهو سبطُ محمدٍ ** لله ما أبدى الضلالُ وأضمرا!
هذا ابنُ بنتِ نبيّهم يدعوهُمُ ** فإذا بهمْ لا يفقهونَ تجبُّرا
فهوى بوادي الطفّ وحيَ هدايةٍ ***جُرْحاً بعينِ الطهرِ أحمدَ قد جرى
ومضى فأودعَ في المَحاجِرِ عَبْرةً ** والثأرُ كم أدمى العيونَ وأسهرا!
وبكلّ نفسٍ حرقةً وتبرُّما ** وبكل قلبٍ جمرَ حزنٍ مُسعَرا
***
يا حاملاً رأسَ الحسين على القنا ** تطوي الفيافيَ ضاحكاً مُستبِشـــرا
لا ترفعِ الرأسَ المخضّـــــبَ عالياً ** أخشى عليه من النسيم إذا سرى
يا مُنزلاً جسمَ الحســــــينِ بقبرهِ ** هلا ســــــــــقيتَ فؤادَهُ المتفطِّر؟
إن شئتَ نَزْعَ السهمَ من أحشاءِهِ ** رفقاً فإن لفاطـــــــــــــمٍ عيناً ترى
رفقاً بأشـــــــــلاءٍ تناهَبَتِ الظبا ** أوْصالَها والحِقْ بهنَّ الخُنْصُـــــرا
واسقِ الثرى مني بدمـعٍ خاضِلٍ ** فعسى تبلُّ مدامعـــي ذاك الثــرى
فلقد قضـى ظـــــــامٍ بحرِّ ظهيرةٍ ** أعياه نزف الــــــدمِّ حين تكــــوّرا
من فوق سابِحِهِ ولم يَرَ ناصــــرا ** وأبوهُ مَن في الحشرِِ يسقي الكوثرا
تعساً لقومٍ لم يراعوا حُرمَـــــــةً ** لنبيهمْ في آلـــــــــهِ خيــــــرِ الورى
أجسادُهم فوق الصعيدِ عَواريــاً ** ورؤوسُهُم تعلو الوشيجَ الأســــمرا
وحريمُهُمْ من بعد قتلِ رجالهـا ** من كربلا للشـــــــام تُسبى حُسَّرا
تلكم وصيةُ أحمــدٍ في آلِــــــــهِ ** أم ثأرُ بدرٍ للضغـــــــــــــائنِ سَجّرا؟
يا صاحبَ العصرِ المدامعُ تشتكي ** سَقَماً وقلبي لا يُطيـــــــق تَصَبُّرا
عادل الكاظمي