|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 48825
|
الإنتساب : Feb 2010
|
المشاركات : 1,822
|
بمعدل : 0.34 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
قصة حياة زعيم الطائفة الشيعية أبو الحسن الأصفهاني
بتاريخ : 29-05-2010 الساعة : 09:57 AM
نشأته و دراسته
أبو الحسنمحمد بن عبد الحميد بن محمد الموسوي الأصفهاني، أحد كبار علماء الإمامية
ولـد فيقرية مديس من قرى مدينة فلاورجان التابعة لاصفهان في سنة 1277هـ , وتربى وتـرعـرعفي ظل والده السيد محمد الذي كان من العلماء الافاضل, اما جده فهو السيد عبد الحميدكان من طلاب آية اللّه الشيخ محمد حسن النجفي (صاحب الجواهر).
ينتهي نسب العائلةبواسطة اثنين وثلاثين عقبا الى الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام.
تلقىدروسه الأولى في مسقط رأسه، ثم رحل عنها وهو في أوائل العقد الثاني من عمره إلىأصفهان، فدرس على يد أبرز علمائها أمثال الشيخ محمد الكاشاني، حتى أتم مرحلةالسطوح، وبدأ بحضور البحث الخارج.
هاجر إلى النجف الأشرف سنة 1308هـ، فحضر درسالميرزا حبيب الله الرشتي في الفقه، وبقي مواظباً على درسه حتى وفاة الميرزا، ثملازم الأخوند الخراساني ، فحضر دروسه في الفقه والأصول حتى وفاته سنة 1329هـ. استقلبالتدريس بعد وفاة أستاذه الآخوند، فاشتهر، وأخذت الأنظار تتجه إليه كمجتهد كبيرومرشح بارز للمرجعية الدينية.
مرجعيته و تلامذته
بعد وفاة الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي في مدينة قمالمقدّسة ، ووفاة الشيخ محمّد حسين الغروي النائيني في مدينة النجف الأشرف ، برزتزعامة السيّد أبي الحسن في أغلب البلاد الإسلامية بلا منازع . وتخرج على يديه جملةمن الفقهاء نذكر منهم السيّد محسن الطباطبائي الحكيم . الشيخ عبد النبي الأراكي . الشيخ محمّد تقي الآملي . الشيخ محمّد تقي البروجردي . السيّد محمّد هادي الحسينيالميلاني . الشيخ محمّد تقي بهجت الفومني . الشيخ عبد الحسين الأميني .الشيخ حسينالحلّي . . السيّد محمّد حسين الطباطبائي . السيّد عبد الله الشيرازي .
ثورة العشرين
ولم تمض سنتان على انتفاضة النجف حتىانفجرت ثورة العشرين الكبرى 1339هـ، 1920م. إنّ ثورة العشرين التي انفجرت في وجهالاحتلال الإنكليزي بتوجيه المرجعية الدينية عندما حاولت السلطات البريطانية تعيينحاكم بريطاني على العراق بشكل ثابت ودائم على أن يكون مستشاروه من العراقيين، فأطلقالمرجع الديني الاعلى الشيخ محمد تقي الشيرازي فتواه (( ليس لأحد من المسلمين أنينتخب أو يختار غير المسلم للإمارة على المسلمين )) ولما تمادى الإنكليز في غيّهمونهبهم لثروات العراق أصدر سماحته فتوى ثانية أوجب فيها على كل العراقيين استعادةثرواتهم، وهذا نص فتواه: ((مطالبة الحقوق واجبة على العراقيين، ويجب عليهم ضمنمطالبتهم رعاية السلم والأمن، ويجوز لهم التوسل بالقوة الدفاعية إذا امتنع الإنكليزقبول مطالبهم )). وسار السيد الأصفهاني على خطى سلفه في شحذ العزيمة وثبات الموقفعلى القتال والجهاد في سبيل الاستقلال، فحمل السلاح في ثورة العشرين في العراق،وذهب مع المجاهدين إلى ساحة المعركة، ثم عاد إلى النجف الأشرف بإلحاح من زعماءالثوار . ومع تصاعد الثورة التي أخذت تتخطى مناطق الجنوب العراقي لجأ الاحتلالالبريطاني إلى أسلوب المناورة لتقويض الثورة وامتصاصا لغضب الشعب قاموا بتنصيبالملك فيصل ملكا على العراق وواصلت المرجعية المتمثلة بالأصفهاني والنائيني دورهاالمقاوم للانتداب، فرفضت البيعة للملك فيصل الأول، الذي عينه الإنكليز .
سيرته واخلاقه
ورث السيد ابو الحسن الاصفهانيالصفات الحميدة ومكارم الاخلاق عن اجداده الطاهرين, وفي كل مقطع من مقاطع حياتهالشريفة نجده متحليا بالاداب الاسلامية .
نقل انه في يوم من ايام الصراع معالانجليز كان السيد يؤدي صلاة الجماعة التي كان يحضرها آلاف المؤمنين, وفي اثناءالصلاة صاح احد الحاضرين بصوت عال: لقد قتل السيد حسن ابن السيد الاصفهاني, فتشتتتصفوف المصلين على أثر هذا الخبر, لكن السيد ظل مشغولا بصلاته.
وبـعد ان انتهىمن الصلاة ادار براسه الشريف نحو المصلين واذا به يرى ابنه مقتولا شهيدا على يد احدالاشرار, فلم يتكلم بشي سوى انه قال: لا اله الا اللّه ثلاث مرات . و لم تخرج منعينيه ولا دمعة واحدة . والاشـد مـن ذلـك هـوعـفـوه عن القاتل.
ونقل عن لساناحد طلبة العلوم الدينية :
فـي يوم من الايام كنت جالسا قريبا من باب تلالزينبية ـ احد ابواب الحرم المطهر للامام الحسين عليه السلام فـي مدينة كربلاءالمقدسة، وكان يقف الى جانبي رجل, فلما خرج آية اللّه الاصفهاني من تلك الـبـابمـتـجـها نحو منزله، قال هذا الرجل بصوت منخفض: ساذهب واشتم هذا السيد, و ذهببـاتجاهه واخذ يسبه ويشتمه, وبعد مدة من الزمن عاد ودموعه تجري على خديه, فقلت له: ماذا جرى ؟ لماذا تبكي؟ فقال: ذهبت لأشتم السيد وبقيت على ذلك حتى وصلت باب داره،فقال لي: قف هنا وانتظر, فدخل الى الدار ثم عاد بسرعة, وأعطاني مبلغا من المال وقاللي: اي وقت تكون فيه مـحـتـاجـا إ لى شيء تعال الى هنا وسأعطيك ما يسد حاجتك , ولاداعي لمراجعة جهات اخرى غـيـري, لعلهم لا يستطيعون مساعدتك, وانا على استعداد لسماعالسب والشتم منك, ولكن ارجو منك ان لا تشتم عرضي وشرفي . فـقـال هـذا الرجل: لقدتاثرت تاثراً كبيرا بكلام السيد واخذتني الرعشة, وسرعان ما أجهشت بالبكاء من شدةحلم هذا الرجل العظيم .
مواقفه السياسية
كانت حياة السيد ( قده ) منذ ولادته والى وفاته مشحونة بالاحداثالسياسية وكان له دور مميز في ذلك ويمكن اجمالها بما يلي :
(1) عندما ثار رشيدعالي الكيلاني رئيس وزراء العراق في العهد الملكي سنة 1941م مع مجموعة من الضباطالاحرار, دخلت القوات البريطانية الى العراق بـحجة حفظ قواعدها العسكرية, وعلى اثرذلك فشلت تلك الحركة وفرّ رشيد عالي الى ايران, وعـاد عـبـد الاله ونوري السعيد الىالعراق بعد لجوئهما الى الاردن, وذلك تحت حماية القوات البريطانية, وفي عام 1341 هـتم اجراء الانتخابات الدستوريه للملك فيصل الثاني بشكل صوري ومزيّف مما دفع بمجموعةمن علماء الدين الشيعة الى تحريم تلك الانتخابات, كان من ضمنهم آية اللّه الـسـيـدابـو الحسن الاصفهاني وآية اللّه النائيني، فقامت السلطة على اثر ذلك بـابعادهم الىايران, وقد اصدر الاصفهاني بيانا حول ابعادهما من العراق جاء فيه (من الواجباتالدينية عـلـى جـمـيـع الـمـسلمين هي الدفاع عن الاسلام والبلاد الاسلامية, وبالخصوص العراق بلد الـمـقـدسات, بلد الائمة الاطهار عليهم السلام ضد تسلط قواتالاجانب) وبعد مرور سنة على ابـعـاد تـلك المجموعة من العلماء, وبسبب ضغط الجماهيرومطالبتها, اعادت الحكومة النظر بهذا الموضوع , وتم ارجاع السيد الاصفهاني وباقيالعلماء الى العراق .
(2) تأييده لعلماء الدين في ايران الذين رفضوا أجرات نظامرضا خان, ومن ضمنهم آية اللّه حسين القمي الذي أبعده الشاه الى العراق, وعند وصولهالى كربلاء المقدسة أرسل السيد الاصفهاني ممثلا عـنه للقاء آية اللّه القمي, وابلاغه تأييد السيد الاصفهاني لمواقفه الجهادية, ضد رضا خان واجراته القمعية ضدالدين وعلمائه .
(3) بعد الاستنكارات الشديدة التي قام بها المرحوم آية اللّهنور اللّه النجفي مع ثلثمئة من علماء و طلاب حوزة اصفهان ضد النزوات الشخصية لرضاخان .
هـاجر آية اللّه نور اللّه النجفي الى قم المقدسة مع مجموعة من العلماءوذلك في عام 1346 هـ و لـغرض مواصلة الرفض والاستنكار في انحاء ايران كافه, ارسلآية اللّه النجفي رسائل بريدية ـ لعدم قدرته على ارسال البرقيات بسبب الرقابة ـ دعافيها علماء ايران للهجرة الى قم المقدسة, وتم اخبار السيد ابي الحسن بمجرياتالاحداث فقام السيد الاصفهاني بالتنسيق مع علماء الدين في ايران, حـول كـيفيةالنهوض بوجه نظام رضا خان, وارسل برقية مطولة الى العلماء تحدث فيها عن كيفيةالتصرف ازاء الاحداث, نقتطف منها: (والخلاصة : لقد تأثرت تأثرا شديدا حتى كأني أحسبان قلبي يـقطر دما على ما جرى, ولو كان لدينا حل لاصلاح بعض الامور, بحيث يؤدي هذاالحل الى رفع جـميع المفاسد, ولا يؤدي الى ايجاد الخراب والدمار والاضطراب فيالبلاد فنحن في مثل هذه الحالة على اتم الاستعداد للتضحية والفداء).
4) لقاؤه معالسفير البريطاني : فـى ايام العهد الملكي جاء نوري السعيد رئيس الوزراء العراقيآنذاك برفقة السفير البريطاني الى النجف الاشرف لزيارة السيد ابي الحسن الاصفهاني, وخلال اللقاء قام السفير البريطاني بتقديم صك للسيد بمبلغ مئة الف دينارعراقي, بعنوان نذر من الحكومة البريطانية بمناسبة انتصارهم عسكريا على جيش المانيا فيالحرب العالمية الثانية, وادعى السفير بان الحكومة تريد ان يصل هذا المبلغ الىعـلماء الدين, فاستلم السيد المبلغ واضاف له صكا آخر بمبلغ مئة الف دينار, فاصبحالمجموع مئتي الـف ديـنار, وقال للسفير: ان اكثر الضحايا في حربكم مع الالمان كانوامن المسلمين الهنود الذين استخدمتموهم في الحرب ضد المانيا, ونتيجة لهذا العمل اصبحلدينا آلاف من العوائل بدون معيل, وشـعـوراً مـنـي بـواجـبـي تجاه قضايا المسلمينفاني اضع هذا المبلغ كله لمساعدة تلك العوائل المفجوعة بفقد معيلها.
فخرجالمندوب البريطاني مع نوري السعيد من عند السيد ثم بعد فترة وجيزة عاد نوري السعيدالـى الـسيد وانحنى له اجلالا واحتراما, واخذ يقبله وقال: روحي فداك يا سيدى, لم ارعظيما مثلك .
امـا الـمـنـدوب البريطاني فقد اخذ يتحدث هنا وهناك في المناسباتعن ذكاء وفطنة هذا السيد الجليل وحنكته في ادارة الامور.
أمنيتان يتمنى تحقيقهما
يقول السيد الاصفهاني: لديامنيتان عزيزتان، وعلى الدوام فكري مشغول بهما واتمنى ان تتحققا، اولـهـما: شراءالمساكن و قطع الاراضي المحيطة بحرم الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهماالسلام في سامراء, واسكان الشيعة فيها, وثانيهما: ان اسمع ذكر الشهادة الثالثة فىالاذان من منارة المسجد الحرام .
وبـهـذه الـمناسبة جدير بنا ان نذكر دعوة الملكابن سعود له لزيارة مكة المكرمة, فقبل دعوته بـشـرط ان يـقوم بتعمير واعادة بناءقبور الائمة عليهم السلام في البقيع, فلم يستجب الملك لهذا الشرط.
وفاته
انـتقل الى رحمة الله تعالى في الكاظميةالمقدسة بتاريخ 9 / ذي الحجة / 1365 هـ , ثم نقل جثمانه الـطـاهـر الـى الـنـجـفالاشـرف وشـيـع تشييعا كبيرا, ثم تمّ دفنه في الصحن المطهر للامام امـيـرالـمؤمنينعلي بن ابي طالب عليه السلام, وقال في تابينه آية اللّه الشيخ محمد حسين كاشفالغطاء: (هنيئا لك يا ابا الحسن عشت سعيدا ومتّ حميدا, قد أنسيت الماضين وأتعبتالباقين, كانك قد ولدت مرتين.. .) .
|
|
|
|
|