|
المراقب العام
|
رقم العضوية : 51892
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 1,731
|
بمعدل : 0.33 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الشيخ الهاد
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 04-02-2015 الساعة : 03:36 AM
الأخ الأستاذ الطائي دام توفيقه ..
كلامكم فصيح ، واسترسالكم مليح لله دركم
أولاً : هذا الفرق لم تذكره الروايات ، وإنما هو وضع اللغة واستعمال أهل اللسان ؛ بداهة أنّ الاقتراب ليس القرب ..
ثانياً : قوله تعالى : ( وما يدريك لعل الساعة قريب) ناظرة إلى البداء وليست هي ترديد كما لا ينبغي أن يخفى ، نظير قوله تعالى : (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ( 7 ) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا) فهي ظاهرة في البداء ، ولا يخفى أنّ حقيقة البداء تنطوي على الترديد لكن لا في فعل الله تعالى الذي لا راد لأمره بل في فعل الإنسان بين الصلاح والطلاح ..
الزبدة فقوله تعالى : ( وما يدريك لعل الساعة قريب) مرده إلى المكلفين ، إن احسنوا سهل الله لهم الفرج وأهوال الساعة وإلا فلا .
ثالثاً : بلى مولاي فكل اقتراب يتضمن قرباً ، لكنه قرب ضمني نسبي ليس مطلقاً ، فكلما تصرم الزمان تحقق القرب النسبي = الأقرب .
رابعا : ورد قوله تعالى : (وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ..
وأشكل أن هذا ينافي الاقتراب ، وجوابه في قوله تعالى : (أوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فالمعنى هنا أن موضوع الآية ليس القرب أو الاقتراب ، بل ذم وتهديد وتقريع من لا يرعوي إلى الحق .
حاصل ما تقدم :
القرب : هو قصر المسافة بين أمرين زماناً أو مكاناً وهذا واضح أو حالاً كما أقول أحب مؤاخاة الأخ الطائي لأنه قريب إلى نفسي .
الاقتراب : تحقق ما هو آت وإن كان بعيداً مع انطوائه على القرب النسبي= الاقربية؛ قال تعالى : (وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ) كما قد قال : (اقتربت الساعة )
قال الشيخ الطبرسي في مجمع البيان وكذا الشيخ الطوسي في التبيان:
قال ( اقتربت الساعة ) أي : دنا وقت محاسبة الله إياهم ومسألتهم عن نعمه هل قابلوها بالشكر ، وعن أوامره هل امتثلوها ، وعن نواهيه هل اجتنبوها . وإنما وصف ذلك بالقرب لأنه آت ، وكل ما هو آت قريب .
|
|
|
|
|