|
المراقب العام
|
رقم العضوية : 51892
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 1,731
|
بمعدل : 0.33 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
"من مات على بغض آل محمد مات كافراً " صحيح على شرط الشيخين
بتاريخ : 30-06-2010 الساعة : 02:50 PM
هذه الرواية الشريفة من أهمّ الروايات العقائديّة ، ولم يحقق في سندها الموجود عند أهل السنّة من أحد ، ولقد وجت تحقيقها في بعض كتب علمائنا وه وكتاب الرسول والشعائر الحسينيّة للشيخ باسم الحلّي فأحببت أن أنقله لكم بالنص ، كالآتي :
أخرج الإمام المعروف ؛ الثعلبي ، في تفسيره قال : أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن حامد الأصبهاني ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن علي البلخي ، حدثنا يعقوب بن يوسف بن إسحاق ، حدثنا محمد بن أسلم ، حدثنا يعلي بن عبيد عن إسماعيل عن قيس عن جرير قا ل : قا ل رسول الله 9 : «من مات على حب آل محمد مات شهيداً ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائباً ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الإيمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ، ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنّة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنّة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه : آيس من رحمة الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة»([1]).
إليك على عجالة أهمّ ما يمكن أن يقال في سنده ؛ كالآتي .
1- عبد الله بن حامد ، أبو محمّد الأصفهاني ..
هو الشيخ الواعظ ، الفقيه الحافظ ، القاضي : عبد الله بن حامد بن محمّد بن عبد الله بن علي بن رستم بن ماهان ، أبو محمّد الأصبهاني ، وهو فقيه كبير من فقهاء الشافعيّة ، جليل القدر في أئمّتها وأساطينها ، قاض من قضاتها ، تفقّه على يد الفقيه المعروف -بمخالفته للشيعة- أبي علي بن أبي هريرة الشافعي ، وقد تقدّمت في الفصل الأوّل بعض كلماته الشنيعة في الشعائر ، كما قد تفقّه على الفقيه الكبير أبي الحسن البيهقي الشافعي وأعيان شيوخ ملّته ، وقد ولي القضاء في أنطاكيا وحلب ، وقد كان –فيما جزم السبكي في طبقاته- : عفيفاً نزيهاً ، مات سنة تسع وثمانين وثلاثمائة ، صلّى عليه الفقيه الكبير ابن فورك([2]).
وقد ترجم له الإمام الذهبي في تاريخه قائلاً : عبد الله بن حامد بن محمد ، أبو محمد النيسابوري الفقيه الواعظ ، كان أبوه من كبار تجّار أصبهان ، فسكن نيسابور ، فتفقه على أبي محمد علي بن الحسن البيهقي، وأخذ علم الكلام ، وسمع أبا حامد بن الشرفي ومكي بن عبدان ، وارتحل إلى أبي علي بن أبي هريرة . وعاش ثلاثاً وثمانين سنة ، وصلى عليه الفقيه أبو بكر بن فورك . روى: عنه الحاكم وأهل نيسابور([3]).
ولقد وقع الأصفهاني هذا في أسانيد كبار المحدّثين ، فجزموا جميعاً بصحّة حديثه ؛ منهم على سبيل المثال ، الذهبي والحاكم النيسابوري ، في كتابي المستدرك وتلخيصه ؛ فقد حكما على كلّ أحاديثه التي انفرد بها بالصحّة ؛ ومن ذلك حديث النبي 9 : «اللهم قنّعني بما رزقتني» .
2ـ عبد الله بن محمد بن علي البلخي
هو كما قال الذهبي : الإمام الكبير ، حافظ بلخ ، أبو علي... عظمه الحاكم وفخمه([4]). وقال الخطيب البغدادي في ترجمته : كان أحد أئمة أهل الحديث حفظاً وإثباتاً وثقة وإكثاراً ([5]) . وقال أحمد بن الخضر الشافعي : لما قدم عبد الله بن محمد البلخي نيسابور عجزوا عن مذاكرته([6]). وفي الجملة : لم يُذكر البلخي في كتاب من كتب أهل السنّة إلاّ ومدح بهذا النحو من المدح والتمجيد والإجلال أو أكثر من ذلك.
3-يعقوب بن يوسف بن إسحاق
هو يعقوب بن يوسف بن إسحاق بن إبراهيم ، أبو عمرو القزويني . قال الخطيب البغدادي في ترجمته : قدم بغداد وحدث بها عن... ، وكان ثقة ([7]). ويعقوب القزويني هذا وقع في أسانيد كثير من الروايات التي أخرجها الأئمّة ، وقد صححوها من جهته كلّها ؛ من قبيل ما صحّحه الإمامان الذهبي والحاكم كما في المستدرك وتلخيصه في أكثر من موضع([8]) .
4- محمد بن أسلم
قا ل الذهبي : هو محمد بن أسلم بن سالم بن يزيد ، أبو الحسن الكندي (مولاهم) الطوسي ، الإمام الحافظ الرباني ، شيخ الإسلام([9]). وقا ل الحاكم : كان من الأبدال المتتبعين للآثار([10]). وقا ل الإمام ابن خزيمة : لم تر عيناي مثله([11]). وقا ل أحمد بن نصر : محمد بن أسلم ركن من أركان الإسلام([12]). أقول : وبالجملة فشأنه عظيم للغاية عند أهل السنة .
5- يعلي بن عبيد
هو يعلي بن عبيد الإيادي أبو يوسف الطنافسي ، احتج به الجماعة ([13])؛ بمعنى أنّ روايته على أقل التقادير صحيحة على شرط الشيخين . وقا ل أحمد بن حنبل : كان صحيح الحديث ، وكان صالحاً في نفسه([14]). وقا ل يحيى بن معين برواية إسحاق بن منصور عنه : ثقة ([15]).
وقال أبو حاتم : صدوق وهو أثبت أولاد أبيه في الحديث([16]). وقد ذكره ابن حبان في كتاب الثقات([17]). وقال ابن سعد : ثقة كثير الحديث([18]). وقال أحمد بن عبد الله بن يونس : ما رأيت أحداً يريد بعلمه الله عزوجل إلاّ يعلي([19]).
6- إسماعيل الأحمسي
هو إسماعيل بن أبي خالد (وأسمه هرمز) البجلي الأحمسي مولاهم ، احتج به الجماعة ، وروايته صحيحة على شرط الشيخين من دون كلام . قا ل عبد الله بن المبارك ، حفّاظ الناس ثلاثة : إسماعيل ابن أبي خالد و...([20]) .
وقال يحيى بن معين من روايتي إسحاق بن منصور وابن أبي خيثمة : ثقة([21]). وقال العجلي في الثقات : تابعي ، ثقة ، وكان رجلاً صالحاً ، سمع خمسة من أصحاب النبي([22]). وقال النسائي : ثقة([23]). وقال يعقوب بن شيبة : كان ثقة ثبتاً ([24]). وقال أبو حاتم : ثقة ([25]). وقال الذهبي في السير : أجمعوا على إتقانه والاحتجاج به وحديثه من أعلى ما يكون في صحيح البخاري([26]).
7- قيس
هو قيس بن أبي حازم ؛ وهو ممّن قد عاصر الرسالة ، لكن ليست له صحبة ؛ فلقد هاجر إلى النبي 9 ولم يره ؛ فلقد التحق النبي 9 بربّه سبحانه ، وهو بعد في الطريق إليه .
وقيس هذا احتج به قاطبة الجماعة ، وروايته في ضوء ذلك صحيحة على شرط الشيخين ، وأكثر من ذلك إجماع أهل السنّة على الاحتجاج به ؛ وقد حكى الإجماع الإمام الذهبي قال : ثقة حجة كاد أن يكون صحابياً ، أجمعوا على الاحتجاج به . وقال ابن معين : هو أوثق من الزهري. بل هناك من أهل السنّة من جعل أسانيده أصحّ الأسانيد([27]).
ونشير إلى أنّ قيس بن أبي حازم كان عثمانياً ؛ أي يفضل عثمان ويقع في أمير المؤمنين عليّ وفي بعض الصحابة ؛ وهذا يجعلنا نعض على رواية الآل بالنواجذ ؛ لأنّ روايته لها بالخصوص وبعد الفراغ عن كونه ثقة كما يقول أهل السنة ، لدليلٌ واضحٌ على أنّ تراثه العثماني لم يؤثر أدنى تأثير على خصوص هذه الرواية حتى مع كونها تتقاطع مع تراثه ، وعلى حدّ تعبير أهل الصنعة : لا يوجد فيها أيّ من دواعي الكذب ، وهذا كافٍ لنا في خصوص ما نحن فيه .
8- جرير
هو ابن عبد الله البجلي ، وهو أحد الصحابة بالإجماع ؛ وقد أجمع أهل السنّة على أنّ الصحابي فوق التعديل ، وأرقى من المدح ، وأجلّ من التوثيق..؛ هكذا قالوا!!.
فتحصّل أنّ الرواية صحيحة على شرط الشيخين .
منقول عن كتاب : الرسول والشعائر الحسينيّة ص : 202
لفضيلة الشيخ باسم الحلّي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
([1]) تفسير الثعلبي 8 : 314 . دار إحياء التراث العربي /بيروت/ الطبعة الأولى سنة 2002م / تحقيق : أبي محمّد بن عاشور ، وتدقيق : نظير الساعدي .
([2]) طبقات الشافعيّة الكبرى (السبكي) 2 : 229 ، الأنساب (السمعاني) 5 : 182 ، اللباب في تهذيب الأنساب 3 : 157 ، تاريخ نيسابور (الحاكم النيسابوري) ترجمة عبد الله بن حامد.
([3]) تاريخ الإسلام (الذهبي) : وفيات سنة 389 .
([4]) سير أعلام النبلاء (الذهبي) 3 : 529 ، وراجع ترجمته في شذرات الذهب (الحنبلي) 2 : 219 ، والمنتظم (ابن الجوزي) 6 : 79 ، وتذكرة الحفاظ (الذهبي) 2 : 690.
([5]) تاريخ بغداد 10 : 93.
([6]) سير أعلام النبلاء 13 : 529.
([7]) تاريخ بغداد 14 : 195.
([8]) مستدرك الحاكم 1 : 510 ، وتلخيص المستدرك 1 : 510 .
([9]) سير أعلام النبلاء 12 : 195.
([10]) سير أعلام النبلاء 12 : 195.
([11]) شذرات الذهب 2 : 101.
([12]) حلية الأولياء 9 : 240.
([13]) المقصود بالجماعة (درائياً) : الأئمة الستة أصحاب الكتب الستّة ؛ وهم : البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجة.
([14]) تهذيب التهذيب 11 : 403.
([15]) تهذيب التهذيب 11 : 403.
([16]) الجرح والتعديل 9 : ترجمة 1312.
([17]) ثقات ابن حبان 7 : 653.
([18]) طبقات ابن سعد 6 : 397.
([19]) تهذيب الكما ل 32 : 392 ترجمة 7710.
([20]) تهذيب التهذيب 1 : 291.
([21]) تهذيب التهذيب 1 : 291 ، وسير أعلام النبلاء 6 : 176.
([22]) هامش تهذيب الكما ل 32 : 392.
([23]) تهذيب التهذيب 1 : 291.
([24]) سير أعلام النبلاء 6 : 177.
([25]) تهذيب التهذيب 1 : 291.
([26]) سير أعلام النبلاء 6 : 177.
([27]) ميزان الاعتدال 3 : 392 .
|
التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ الهاد ; 30-06-2010 الساعة 02:57 PM.
|
|
|
|
|