قال ابن عباس : نزل قوله تعالى : ويوم يعظ الظالم في عقبة بن أبي معيط ، وأبي بن خلف
وكانا متخالين ، وذلك أن عقبة كان لا يقدم من سفر إلا صنع طعاما فدعا إليه أشراف قومه
وكان يكثر مجالسة الرسول .
فقدم من سفره ذات يوم فصنع طعاما ودعا الناس ، فدعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
إلى طعامه ، فلما قربوا الطعام قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله
فقال عقبة : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله .
وبلغ ذلك أبي بن خلف فقال : صبئت يا عقبة ؟
قال : لا والله ما صبأت ، ولكن دخل علي رجل فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له فاستحييت أن يخرج من بيتي ولم يطعم ، فشهدت له فطعم
فقال أبي : ما كنت براض عنك أبدا حتى تأتي فتبزق في وجهه
ففعل ذلك عقبة وارتد ، وأخذ رحم دابة فألقاها بين كتفيه
فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا ألقاك خارجا من مكة إلا علوت رأسك بالسيف
فضرب عنقه يوم بدر صبرا ، وأما أبي بن خلف فقتله النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم أحد بيده في المبارزة " .
وقال الضحاك لما بزق عقبة في وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عاد بزاقه في وجهه ، فأحرق خديه ، وكان أثر ذلك فيه حتى مات .
راجع : الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج11 صفحة رقم 239