الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطاهرين ،:*
فإنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً، الحسين سبط من الأسباط
اقول ،،،
1- حسينا مني ، وهذا مصداق لقوله تعالى : فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي .
وهنا الاتباع الحقيقي عن إيمان وعمل ، بإخلاص وعلم ، يوجب تحقق الارتباط بأعلى معانيه*
وكذالك فنحن نعتقد أن الإمام الحسين ع هو أحد أهم مصاديق الاتباع والإيمان بالرسول وهو من أخلص واعلم الناس .
وكذالك حق وتحقق القول فيه " حسينا مني "
وكلما زاد اتباع المؤمن وإخلاصه ، نسب إلى جهته ، ولذلك قال الرسول في سلمان المحمدي ، سلمان منا ال البيت ، وهذا من أشرف الفضل والمقامات التي قيلت بمن هو دون المعصوم المنصوص ، فتأمل*
2- وانا من حسين .
هذه يرجع أصل فهمها والله أعلم إلى قوله تعالى : وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ
كان الله قد ابتلى / اختبر عبده ورسوله إبراهيم ع ، وواحدة منها هو أن يذبح ابنه إسماعيل ع كما في القصة القرآنية المعروفة في تفاصيلها وتفسيرها ،
ونعلم أن الرسول محمد ص هو من نسل إسماعيل ع لا إسحاق ع*
وعليه لو كان إسماعيل ع قد ذبح ، لمكان قد خرج النسل الطاهر المطهر منه وهو الرسول محمد ص .
ولكن الله افتدى الدين الإسلامي ( بعد أن نجح إبراهيم وابنه في الامتحان ) ، بالحسين ع ليكون به فداء الدين الإسلامي المحمدي الخاتم .
فمقابل هذا الفداء لإبقاء إسماعيل الذي منه خرج الرسول محمد ص بسبب افتداء ابنه الحسين ع ( وهو حقا كبش الله الأعظم الذي افتدى به الدين ) .
أي هنا الإمام الحسين ع كان فداء لاسماعيل ولولاه ما كان الرسول محمد ص ليخرج من نسله سببيا ، وفداء ولولاه ما بقي الإسلام حيا بعد أن كاد أن يموت في قلوب الناس .
أي لولا فداء / استشهاد الإمام الحسين ع لاكان محمد ص ، ولا كان من بعد بقاء لدينه .*
لذالك حق قول الرسول فيه : وانا من حسين*
فهو بحق ذو الفدائين العظيمين ، فسلام على الحسين يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .
وأخيرا نترككم مع هذه الرواية لتتميم الفهم وربطه بعد التأمل :
روى الصدوق بسند معتبر عن الفضل بن شاذان ، قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : لما أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام أنْ يذبح مكان إبنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه ، تمنَّى إبراهيم عليه السلام أنْ يكون قد ذبح إبنه إسماعيل عليه السلام بيده ، وأنه لم يُؤمر بذبح الكبش مكانه ، ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعزَّ ولده بيده ، فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب .
فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليه : يا إبراهيم ، مَنْ أحبُّ خلقي إليك ؟ فقال: يا رب ، ما خلقتَ خلقاً أحبُّ إلي من حبيبك محمد . فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليه : يا إبراهيم فهو أحبُّ إليك أو نفسك ؟ فقال : بل هو أحبُّ إلي من نفسي . فقال : فولده أحب إليك أو ولدك ؟ قال : بل ولده . قال : فَذبْحُ ولده ظلماً على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي ؟ قال : يا رب ، بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي . قال : يا إبراهيم ، إنَّ طائفة تزعم أنها من أمة محمد ستقتل الحسين إبنه من بعده ظلماً وعدواناً كما يُذبح الكبش ، فيستوجبون بذلك غضبي . فجزع إبراهيم عليه السلام لذلك ، وتوجَّع قلبه وأقبل يبكي ، فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليه : يا إبراهيم قد فديتُ جزعك على إبنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين وقتله ، وأوجبتُ لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب ، فذلك قول الله عزَّ وجلَّ " وفديناه بذبح عظيم " .[263]