سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
أهديك السلام من السلام يا رجل السلام..
البشر في دول العالم الثالث وخصوصاً المسلمين مضطهدين من قبل حكوماتهم حيث أن الساسة لا يعيرون للإنسان أي اهتمام لحقوقه المشروعة كحق العيش الكريم وحق المواطنة والحرية والمساواة والعدالة وإشراكه في الرأي.. الخ.
الملاحظ في هذا الأمر أن سياسيي العالم الثالث وخصوصاً المسلمون لديهم سلّم- درجات- يعملون عليه، مثلاً أعلى السلّم منصبه ومكتسباته وثاني السلّم أقربائه وبعدهم حزبه وزبانيته ومن ثم منشآته الإستراتيجية وخصوصاً قواته الأمنية فالأمثل فالأمثل وهكذا، ويأتي بعد كل هذه الفقرات الإنسان- المواطن- أي في ذيل القائمة من حيث الأهمية ففضلّوا عليه كل شيء حتى الآلات بل أصبحت السمة اللازمة لتثبيت العروش لا تتم إلا بهذا الأمر.
شيخنا المفدى:- ما هي العلّة الحقيقية لهذا الامتهان والاحتقار والدفع القاسي له وخصوصاً أنها أصبحت علّة متوارثة؟
طاب كلامكم للسامع وهديتم لب القول للطامع
خادمكم محمد العسكري
بشكل مختصر.. انطلاقاً من قول الإمام السجاد عليه السلام ((انما يحتاج الى الظلم الضعيف)) فقد حصر الظلم بمن هو ضعيف وهؤلاء الحكام ضعفاء، من جهة أن طريق تسلمهم للسلطة غير حقاني، بل بالغلبة والقهر المدعومة في الأعم الأغلب من الجهات الغربية.
ومن جهة أنهم لا يملكون رصيداً اجتماعياً يشكل ظهيراً قوياً لهم في إدارة السلطة ولذا فهم ضعفاء أمام الأجانب، وقساة على شعوبهم، ولو اعتمدوا على طريق الشعب ورصيده الجماهيري الكبير لما ضعفوا أمام الآخرين، ولما احتاجوا الى القسوة على شعوبهم.
ومن جهة انه يخاف المعارضة خوفاً من افتضاح أمره والاطلاع على قلّة رصيده أو وعيه وفكره ولهذا فهم على الدوام يتعمدون إبقاء الأمة جاهلة أو تجهيلها بكل إمكانية تتاح لهم، إذ مع افتضاح أمرهم سقوطهم من الاعتبار والسيادة، مما يفتح طريق المعارضة والاعتراض عليهم.
ومن الناحية النفسية أن الجهل يقود الإنسان الى طريق مسدود لا يهتدي الى خيراً أبداً، ويكون مقلداً وتابعاً وهو ما يريده الحكام.
وأما تشبثهم بالأقارب فللشعور الداخلي عندهم بأن ولاء الجماهير ليس لهم محضاً ومن هنا يبحثون عن ولاءات أخرى أضيق من الولاء الوطني كالولاء العشائري أو القبلي أو غيرهما مما هو أضيق أفقاً من الولاء الوطني، يحتمون به ويدافعون عن مواقعهم من خلالهم إيحاءً منه الى أقربائه بأنهم شركاء معه في الحكم، أو المكاسب، وغالباً ما يتفق أن من يقع عليه النظر يتصف بأمرين أثبتت وقائع الأحداث صدقهما، وهما الكذب والجبن المستبطن للبخل، وبهما يتحقق الفساد المالي والانهزام العسكري والسياسي.