كما يملك كوكب الأرض مخلوقات خاصة به (تميزه عن أي حياه فضائية محتملة) يملك أيضا جراثيم وميكروبات يصعب ظهورها على أي كوكب آخر.. ورغم خطورة الكثير من هذه الميكروبات إلا أنها تعلمت - عبر ملايين السنين - التعايش مع بيئتها المحيطة بسلام وتناغم واستقرار (وبالتالي تظل آمنة وهاجعة معظم الوقت).
- السؤال هو ماذا يحدث حين يختل التوازن الجرثومي في منطقة ما !؟.. ماذا يحدث حين يدخل ميكروب غريب (من الفضاء الخارجي مثلا) الى بيئة الأرض!؟.
في كلتا الحالتين يرتفع احتمال خروج "الجرثومة" عن السيطرة وظهور آثار سلبية لها (في حال لم نملك مناعة ضدها).. فرغم ان افلام الخيال العلمي تصور دائما هلاك الارض على أيد مخلوقات فضائية ذكية - تحمل بيديها أسلحة متقدمة - ولكن احتمال الخطر الأكبر يأتي في الحقيقة من ميكروبات فضائية لاترى بالعين المجردة.
وهذا الاحتمال بالذات تأخذه وكالات الفضاء على محمل الجد فتعمد بعد كل رحلة الى حجز الرواد في كبسولات خاصة حتى يتم تعقيمهم - وتعقم المركبة بأكملها - مما علق بها من ميكروبات وجراثيم محتملة. وفي المقابل يتم تعقيم المركبات الأرضية المنطلقة للفضاء خوفا من انتشار الميكروبات الأرضية في الفضاء الخارجي (وهذا سر الملابس البيضاء المعقمة التي يرتديها المهندسون والعاملون في المختبرات الفضائية).
وأذكر بهذا الخصوص أنني تحدثت (أيام الهوس العالمي بمرض سارس) عن الاحتمالات الغريبة لظهور هذا المرض بشكل مفاجئ؛ ففي حين افترض بعض العلماء انتقاله من القطط الى بني الإنسان؛ افترض البعض الآخر أنه فيروس غريب دخل الأرض من الفضاء الخارجي. ورغم أن فرضية أصله الفضائي (التي ظهرت لأول مرة في مجلة لانسيت الطبية) لم تتأكد في وقت لاحق إلا أن الاحتمال ذاته يظل صالحا وقائما في أي وقت؛ إذ يمكن لأي ميكروب أو فيروس خطير دخول الأرض (من خلال نيزك فضائي مثلا) فيسبب أمراضا فتاكة لا يملك البشر مناعة ضدها ...
وفي الحقيقة ثبت فعلا وجود بعض الميكروبات والفطريات في بعض الصخور النيزكية الأمر الذي يدعونا للتساؤل إن كانت الأرض قد تعرضت خلال تاريخها الطويل لمثل هذه الكارثة بدون أن تثير شكوك أحد (!؟).. بمعنى؛ هل انتشار الطاعون الأسود خلال القرن الرابع عشر وإبادته لثلث سكان الأرض سببه جراثيم غريبة قدمت من الفضاء!؟.. أو هل تسبب تقاطع مدار الأرض مع المذنب هالي عام 1910في تنشيط فيروس "الأنفلونزا الأسبانية" التي قتلت ثلاثين مليون إنسان في ذلك الوقت !؟.
.. الأغرب من هذا هو احتمال نزول بذرة الحياة نفسها - بما في ذلك الانسان - من الفضاء الخارجي على ظهر نيزك مسافر.. ورغم أن هذا الاحتمال يبدو لأول وهلة غريبا (وربما شديد الندرة) إلا أن سقوط 20ألف نيزك كل ليلة - طوال الأربعمائة مليون عام الماضية - يجعله ليس مرجحا فقط بل و "غريب أن لا يحدث"!!.