سيد شيرازي للأبد ..
ما تفضلتم به لهو كلام رائع كم نحن كشيعة في العراق بحاجة اليه ليتعرف الكثير من الشيعة كيف هو منطق اعداء الحكومة الاسلامية في ايران وما هو حجم الفراغ الفكري الذي يعيشونه .. و اسمح لي اخي الحبيب ان احاورك فيما تفضلتم به لعلنا نستفيد من فيض علمك النير المنير ,, ولسوف ابدأ معك من هذا المقطع الرائع الذي تفضلتم به ,,
حيث قلت جنابكم الكريم
(( لقد أنتهى ذلك الزمان الذي كان فيه إعلام السلطة الإيرانية هو الذي ينطق باسم التشيّع وجاء زمان الحوزات العلمية الشريفة وعلماء الدين الشرفاء الأتقياء المخلصين الولائيين الذين يكشفون حقيقة التشيّع للعالم ويخرجون للعالم ولاية أهل البيت على منهاجها الحقيقي بعيداً عن الخداع والتضليل والمصالح السياسية على حساب الدين، فتأتي محاولة النظام الإيراني باطلاق قناة الوحدة للنجاة بنفسه من المد الشيعي المتحرر من الانخداع بالخطاب الحكومي الإيراني الرسمي المهادن والمخادع الذي لا تبقى رايته أمام راية آل محمد عليهم السلام))
اجل ايها الاخ الحبيب شيرازي للأبد
انتهى ذلك الزمان وجاء زمان ..اي زمان عذراً ... ؟؟؟ لست ادري لربما هنالك ضبابية في الرؤية لدي هل لك ان تدلني اي زمان قد انتهى ,, اهو الزمان الذي جعلت فيه الثورة الاسلامية المباركة الانسان الشيعي ينتقل من واقع الضحية المستباح الدم والمال والعرض الى واقع البناء والاعمار والحياة المدنية ومن واقع النكرة المتعفن في سرادقات الخوف والانهزام الى واقع التأثير في مجريات العالم .. هل انتهى الزمان الذي يقود فيه عالم شيعي من اولاد رسول الله معسكر الامام الحسين عليه السلام ,, معسكر التحدي والمقاومة والصمود وفرض الارادات في هذا العالم ضد كل قوى الشر والاستكبار العالمي حيث اجتمعت امم النفاق كلها برغم تناقضاتها على هدف واحد هو هدم هذا الصرح المحمدي العلوي ,, هل انتهى ذلك الزمن الذي اصبح للشيعة حرم آمن يأمن فيه كل شيعي على دمه وماله وعرضه ,, بعدما كانت اعراض الشيعة ودمائهم تهتك في مديريات الامن ودوائر الاستخبارات المعادية لله ولرسوله ,, هل انتهى ذلك الزمن الذي عاد كتاب الله وسنة المعصوم واجتهاد اهل العلم ليكون حاكما بعدما امضت شريعة الله اربعة عشر قرناً من زمان محكومة مذ دخل معاوية الطليق اللصيق الى الكوفة .. حقا اقول لمن شاء لهذا كله ان ينته ,, لقد اعتدتم ان تضرب رقابكم بأكف الطواغيت وتلهب ظهوركم بسياط ارجاس البعث وتستباح حرماتكم على ايدي اعداء الدين ,,
ثم يال البشرى قد بدأ زمن العلماء الاتقياء الشرفاء ,, ترى اين هم ؟؟ .. اهم في دولة حق اقاموها بعلمهم وشرفهم وتقواهم وفكرهم وجهادهم المزعوم .. اهم رأس حكومة يكون فيها الدين حاكماً لا محكوماً و قاضياً لا مقضياً عليه ومتصرفاً لا متصرف فيه ؟؟ .. اهم يأمرون فيطاعون ام هم مأمورون مقيدون ,, ايردون عن الامة الضيم وقد تكالب اعداء الله من اميركان و صهاينة واعراب وغربيين لتدمير الاسلام المحمدي الاصيل واجتثاثه من على الارض واستبداله بأسلام طقسي كهنوتي خاضع خانع ضعيف يستأسد عليه الاراذل وتقود زمامه الكفار ,, قل لي بربك اين هؤلاء العلماء الذين جاء زمانهم ,, في اي ارض يسكنون اهم في بلد يحكمه البعثيون الصداميون ؟؟.. ام تراهم هجروا منه وشردوا ,, واذا كان ذلك حقاً فأين لجأوا بل ومتى لجأوا ,,
دلني على هؤلاء الذين جاء زمانهم هل في ايديهم خبز للفقراء وصواريخ لتحمي الضعفاء ودفاتر واقلام للطلاب ومناهج علوم للجامعات واقماراً اصطناعية تغزو الفضاء ,,
هل فيهم روح الله الخميني الذي غير مجرى التأريخ وعدل توازنات القوى في هذا العالم لصالح اتباع آل محمد صلى الله عليه وآله ,, هل فيهم مثل الشهيد مطهري والشهيد رجائي والشهيد مصطفى جمران ,, هل فيهم قائد مثل السيد الخامنائي يقود الاسلام بوجه ملل الكفر كلها التي دارت حوله ((كسوار على المعصم )) دلني على هؤلاء الذين قد جاء زمانهم هل فيهم مثل السيد حسن نصر الله الذي حقق نبوءة القرآن الكريم فأساء به الله وجوه بني صهيون ,,
دلني على هؤلاء الذين قد جاء زمانهم لكن ارجوك لا تقل لي انهم مجرد شخوص روحانية مقدسة لا تحسن سوى ان تجلس في مجالس التبرك تحيط بها الاف الكتب وليس غير الكتب وتعطر ايديها بماء الورد استعداداً لعرضها على افواه المريدين ليقبلوها ,,
فهؤلاء لهم كل تقدير واحترام ولينثروا اطناناً من البركات وليفتحوا ما شاؤا من ابواب الجنة وليغلقوا ما يريدون من ابواب الجحيم لكن زمانهم لم يتغير ابدا يوما ,, هؤلاء يا صديقي موجودون في كل زمن ,, موجودون عندما سقط شاه ايران لكن لم يظهر لهم في ذاكرة الجهاد ضد الطاغوت رسم ,, لا بل لم يخطف لهم ولو مجرد خيال ,, انهم موجودون عندما انتصر حزب الله في حرب تموز لكن احداً لم يرَ لهم صورة تطبع على بوستر النصر بل لم يكن لهم ولو مجرد بصمة على رصاصة تطلق بأتجاه العدو ,, موجودون اليوم لكن اين ؟؟ .. اتراهم ينعمون في ظل الدولة الايرانية التي يقودها الولي الفقيه ؟؟.. عجباً .. كيف يسوغ للعلماء الاتقياء الشرفاء على حد وصفك ان يعيشوا في كنف الظالمين الم يقرأوا قوله تعالى (( الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها )) فهل هم مستضعفون في تلك الارض ام تراهم يعدون العدة للأنقضاض على الحكومة الاسلامية فيقدموا معروفاً لكل امم الكفر والاستكبار لن تنساه لهم اليهود الى يوم القيامة .
وفي الختام اسمح لي اخي الحبيب شيرازي للأبد ان ابين لك امراً غاب عن ذهنك ..
هنالك فارق كبير بين ان يكون الخطاب صادراً من دولة مؤسسات تمتلك ثقلا دوليا واقليميا غاية في الاهمية والخطورة ولها اطر استراتيجية بعيدة المدى وخطط مستقبلية مبنية على حقائق واستقراءات غاية في الدقة و تحت حكمها شعب متعدد الميول والاهواء والاعراق والاديان ويحيط بها عالم متناقض ومتعدد ينافسها احيانا ويصارعها احيانا اخرى وتفرض عليها الوقائع من قبول المحضورات ما تأتي به الضرورات ويبيح لها الشرع السمح المقدس ما يحفظ به كيانها ووجودها ولن يضير اسلامها ان احترمت مشاعر الغير ما دامت تحتفظ بروحها وعقيدتها فأي خطأ احياناً ولو كان بسيطاً قد يفضي الى دمار كبير في اوساط شعبها وكيانها ,,
وبين ان يكون الخطاب صادراً من زمرة من الملائية والريزخونية و مراهقي الفكر وسكان السراديب المظلمة و المسترزقين على النواح فوق المنابر ومتخصصي نثر البركات ومدمني اضغاث الاحلام والمنامات فهؤلاء لو تبركوا بالسب واللعن على من شاؤا بكرة وعشياً فأن سبابهم لن يغير في معادلات الواقع شيئاً..
وهذا ما نجده واضحاً في سياسة النبي الاكرم خلال فترة حكومته صلى الله عليه وآله وسلم فلم يعرف عنه انه اشهر سب صنمي قريش ابي بكر وعمر وهو اعرف الناس بنفاقهما و جرم ابنتيهما ذلك لأن الوضع السياسي والظرف الحكومي كان يتطلب منه السكوت عنهم ,, وهذا جيش امير المؤمنين فيه المؤمن والمنافق بل حتى ورد انه قد ولى زياد ابن ابيه امارة بلاد مسلمة وهو اعرف الناس به وبما في ذريته الى يوم القيامة حيث ان الوضع السياسي كان يتطلب مداراة امراض الناس على ان لا يقدح الامر بجوهر العقيدة ,, وقد ورد عن امير المؤمين قوله لما سلبت منه الخلافة ( لأسالمن ما سلمت امور المسلمين ) وما يدفع قادة الجمهورية الاسلامية اليوم بل وباقي العلماء في الحوزاة العلمية وعلى رأسها حوزة النجف الاشرف الى مداراة مشاعر الاخرين وعدم التعريض العلني والسب الفاحش الفاضح برموزهم على ضلالتها لهو ان تبقى امور المسلمين سالمة كما ارادها الامام امير المؤمنين في قوله انف الذكر ..اما ما ذكرته من استدلال بأقوال تنسب الى المعصوم تحرض على بعض الخصوم فهو مرتبط قطعاً بعامل الزمان والمكان ومقترن بالظرف المحيط بهم وهم من ورد عنهم في ظروف كثيرة قولهم ( التقية ديني ودين ابائي )
وياليت العلماء الاتقياء الشرفاء الذين تقود حملة تبشيرية بقدوم زمانهم يأتون الامة بما يزيد من قوتها وتقدمها و يكسبها ارقاماً على ارض الواقع وليس مجرد نظريات و اوراق تزين المكتبات او يتراكم عليها الغبار فهذا الزمن هو زمن العمل والبناء المدني والحضاري وليس زمن اجترار الكلام النظري والديكوري الذي لايسمن ولا يغني من جوع ,,وقبل ان يأتي زمانهم ( لاقدر الله ) فليبحثوا عن بلد يقيمون فيه حكم الله ويفرضون به اجندة الاسلام ويتسلمون فيه زمام الشعب بدلا من يبقوا يعتاشون من بركات الجمهورية الاسلامية و حكومتها التي يكنون لها العداء والتهم ثم ليصدروا افكارهم التغييرية الى العالم من موقع قوة
اما اذا كنت مصراً فهنيئاً لك بهم فليأتوك بفتوى تقول ان جميع المخالفين ليسوا بمسلمين فقهاً ويجوز قتلهم جملة شرعاً بأعتبارهم يعبدون رباً غير الله ويتبعون نبياً غير محمد صلى الله عليه وآله وسلم ثم تفضل هذه ارض العراق مليئة بهم فأقتل منهم من تشاء وادخل الجنة.
تحياتي لكم