اركض لمغتسلِ الولاية في الغديرْ
وامسح همومك والشجونْ
واسبح بماء الورد في ذكر الأميرْ
اخلع إذا قاربْتَ تربة ذكرهِ
خِلَعَ التَّكبُّر والتجبُّرِ والرياءْ
واطرد وساوسَك التي
طفحَتْ ولوّثتِ الفضاءْ
واطرق بقلبٍ والهٍ
واقسم ليفتحَ بابَهُ
بوليدهِ المسموم شُبّرَ ذي النُهى
وبإبنهِ المرمي على الرمضا شبيرْ
أطلق عنان الروح تعرفَ ربّها
فهُنا على ربوات خمٍّ
يستمدُ الطيبون عروجَهمْ
ومن الوصي المرتضى بدأ المسيرْ
بدأَ اكتمال الدينِ تمَّ نصابهُ
من يوم أنْ رفع النبيُّ يمينهُ
بيسار خير الأوصياء إلى السما
فبيَمنةٍ وبيَسْرةٍ رُفع اللوا
فتماوجتْ في بهجةٍ
وتراقصتْ أطيافُ ذرّات الأثيرْ
بيديهما ارتفعَ اللواءُ ولم يزلْ
والكونُ يخفقُ فوقهُ متهلّلاً
فرِحاً تمنّى لو يذوقُ فرحتهُ الملا
فيغادرون مضيق نكبتهم إلى
سوحِ البشارة والتأَكُسجِ بالعبيرْ
في ذلك الوادي
تهابطتِ الملائكُ والأشعةُ والحجيجْ
كتَبَتْ أشعةُ ذلك اليوم المهيبُ رسالةً
ما بعدها إلاّ جحيمٌ أو جنانْ
عبَرَ الحجيجُ صراطهم من هاهنا
طوبي لمن عبَرَ الصراط وقلبهُ
في طاعة المولى أسيرْ
دربُ الولاية قد تلوّنَ
من دماء الضاحكين من العذابْ
الشاربين يقينهم من كفِّ سيدهمْ
أمير المؤمنينْ
وطعامهم حبُّ الوصيْ
وغيرهمْ ما همُّهم إلاّ التمتّعُ بالشعيرْ
اقرأ كتاب الله فكراً باحثاً
فكتاب ربي من أرادَ حقيقةً
وجدَ الحقيقةَ شعلةً حرّاقةً
للغافلين الحائرين عن الولاية والنذيرْ
اليومَ هذا اليوم ليس بغيرهِ
اليوم هذا اليوم دينُ محمدٍ
لا يُبتغى إلاّ بإمرةِ حيدرٍ
اليومَ هذا اليوم يكتملُ الهدى
اليوم هذا اليوم تمّتْ نعمةٌ
و لُتسْألنّ عن النعيمْ
بيوم حشْر العالمينْ
ما قلتُهُ من نسْجِ تخيالي
ولكن قاله الله الخبيرْ
اليوم ما أدراك ما الشمس التي
شهَدَتْ على ما بايعوهْ
قد ذكّرَتْهم بالجحيم الأخروي
إذا أرادوا عهدهم أنْ ينقضوهْ
فتعامَدَتْ فوق الرؤوس بحرقةٍ
ولعلها تلك الرؤوس وَعَتْ
إلى أينَ الذي برسولهِ لا يستنيرْ
اليوم بخبختِ الجموعُ وبايعتْ
يا ليتها قد قاوَمتْ أهواءها
يا ليتها قد حارَبَتْ شيطانها
لو بايعتْ واللهُ في حسبانها
لو سلّمتْ ماذا أرادَ اللهُ ما عُرِفَ الشقا
ما كان بين المسلمين البائسونْ
وما تضوَّرَ من فقيرْ
اليوم منطقُنا اجترارُ عداوةٍ
اليوم نقتلُ والتقاتلُ متعةٌ
اليوم نملأُ خندق الإسلام سيل دمائنا
قُمْ يا سليمانُ امتلأْ غيظاً فقدْ
عابوكَ من بعد الولاية فارسي
أوَلَسْتَ أنت محمدي
اليوم يومُ تعاسةٍ
من بعد يوم النورِ
يوم المستجيرْ
مهما يمدُّ الغيُّ قرنَ ضلالهِ
لا بدَّ للوعد المُصانِ بأن يطلَّ على الحياةْ
وتعودُ أنسجةُ الحقيقةِ
للصباح ضحوكةً
وتعودُ أرضُ الله نسْجاً من حريرْ
وسماؤهُ سمْكاً وسبْكاً من غديرْ