بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
كان هناك أمرأة أرملة، لم يكن لها معين إلا الله وحده ثم نفسها، لتعيل أطفالها
كانت تقدم لهم الحب والعطف والأمان، وكانت صابرة مؤمنة مما جعلها تصبح قوية. عندما حل الليل وبينما هم نيام، اشتدت الرياح وزادت الأمطار وكان بيتهم ضعيف الأساس ومن كثرة قلق ألام على أطفالها بقيت مستيقظة تحضن أطفالها بقربها ليحصلوا جميعاً على أكبر قدر ممكن من الدفئ.
وللحظة قامت ألام وأحضرت ورقة صغيرة وكتبت فيها بضع كلمات، ومن ثم وضعتها في شق الحائط، وأخفتها عن ناظر أطفالها.
في تلك الأثناء لم تكن تعلم ألام بأنّ أحد أطفالها كان يراها وهي تضع شيء ما بالحائط!
مرت الأيام تعقبها السنوات، تغير الحال فكبر الأطفال وأصبحوا رجال، فقد كانوا متعلمين مثقفين، مما جعلهم يتركون بيتهم الصغير ليسكنوا بيتاً في المدينة.
ما إن لبثت أمهم سنة واحدة بينهم، حتى توفاها الله وبعد انتهاء ثلاثة أيام للعزاء.
اجتمع أبنائها وفي لحظة ذهب كلّ منهم بذكرياته عن أمه وفجأة تذكر أخاهم الأكبر أنّ أمه قد وضعت شيئاً ما في حائط منزلهم القديم!.
فاخبر أخوته فهرعوا مسرعين إلى ذلك البيت وعندما وصلوا نظر الابن إلى الحائط والتقط الحجر الذي يغلق فتحة الشق وعندها وجد ورقة بالداخل فسحبها.
وإذا بالبيت يهتز بقوة، فخاف أبناء المرأة من أن يسقط البيت عليهم فابتعدوا بسرعة إلى جهة أخرى، فوقع البيت.
وعندها حل الصمت بين الأخوة للحظات.
وعلى وجههم الاستغراب والذهول، كيف بذلك يحدث؟!
قال أحد الأبناء هل الورقة معك يا أخي؟
أجابه: نعم. قالوا له بصوت مرتفع افتحها افتحها..!!
وعندما فتحها، إليكم ما كتبته المرأة في داخلها، فلم تكن تحتوي إلا بضع كلمات.. وهي (أصمد بإذن رَبك)
آه.. ما أعظم تلك العبارة وما أروع تلك المرأة وما أصدق إيمانها، عندها ترحم الأبناء على أمهم وعرفوا آخر درس قد علمتهم إياه بعد وفاتها، وهو أن يثقوا بالله حقّ ثقة وأن يكون لديهم ثقة كبيرة بأنّ الله تعالى يسير أمورهم لما فيه خير لهم.