السلام عليكم
اللهم صلٍ على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف .......
قال تعالى : وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلَّهم يرجعون
الف ـ الرجعة في اللغة: بالفتح هى المرة فى الرجوع و معناه العود الى الدنيا بعد الموت.
ب ـ الرجعة في الاصطلاح: و هى عندنا بمعني رجوع الحجج الالهية و رجوع الائمة الطاهرين و رجوع ثلة من المؤمنين و غيرهم الى الدنيا بعد قيام دولة المهدي.
و قد ورد عن ائمة اهل البيت: أيام الله ثلاثة: يوم الظهور و يوم الكرة و يوم القيامة.
و فى بعضها: أيام الله ثلاثة يوم الموت و يوم الكرة و يوم القيامة
**البحث الأوّل : الامكان والوقوع... قبل الخوض فى الادلة واثبات هذه الفكرة، لدينا سؤال يطرح نفسه و هو هل انّ الرجعة امر ممكن ذاتاً ام ممتنع و محال.
هل الرجعة امر واقع؟
**لدينا شواهد قرآنية و احاديث شريفة و نصوص تاريخية،
*من رجع الى الدنيا من الأمم السالفة:
1ـ سبعون رجلا من قوم موسى(عليه السلام):
*{وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ...}(الأعراف/155).
*{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ}(البقرة/55). {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(البقرة/56). قال الصدوق: فأحياهم الله له. فرجعوا الى الدنيا فأكلوا وشربوا ونكحوا النساء و ولد لهم الاولاد ثم ماتوا باجالهم»(1)
2- إحياء الالوف بعد موتهم:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ}(البقرة/243).
تفصيل القصة: انّ هولاء كانوا سبعين الف بيت و كان يقع فيهم الطاعون كل سنة
3- احياه الله بعد مائة عام:
{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(البقرة/259).
**البحث الثاني: الآيات الدالة على الرجعة :
1- {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ}(الأنبياء/95). و هى من اعظم الدلائل القرآنية فى الرجعة، لان احداً من اهل الاسلام لاينكر ان الناس كلهم يرجعون الى القيامة: من هلك منهم و من لم يهلك....هذه الاية الشريفة اكبر برهان على صحة القول بالرجعة ضرورة أنه فى الرجعة الكبرى جميع الخلق يحشرون فتخصيصه تبارك و تعالى بمن أهلكه بالعذاب اقوى دليل عليه.
2- (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ)(النمل/83)
هناك حديث عن الإمام الصادق عليه السلام نقله صاحب تفسير نور الثقلين نصه:
" حدثنى ابى عن ابن ابيعمير عن حماد عن ابى عبدالله عليه السلام قال : ما يقول الناس في هذه الايه " ويوم نحشر من كل امه فوجا " قلت : يقولون انها في القيمة ، قال :ليس كما يقولون انها في الرجعه ، يحشر الله في القيمة من كل امه ويدع الباقين ، انما ايه القيمه : " {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا}(الكهف/47).
أقول: أيضاً.. الشاهد على قول الإمام ع وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمْ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ}(الأنعام/22) وفي آية أخرى قال: ( وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا }(يونس/28)
3- عن زرارة قال : كرهت ان اسأل ابا جعفر عليه السلام عن الرجعة واستخفيت ذلك . قلت : لاسألن مسألة لطيفة ابلغ فيها حاجتى ، فقلت : اخبرنى عمن قتل امات ؟ قال : لا الموت موت والقتل قتل ، قلت ما احد يقتل الا وقد مات ؟ فقال قول الله اصدق من قولك فرق بينهما في القرآن فقال ( افان مات او قتل ) وقال لئن متم او قتلتم لالى الله تحشرون ليس كما قلت يازرارة ، الموت موت والقتل قتل قلت فان الله يقول ( كل نفس ذائقة الموت ) قال من قتل لم يذق الموت ، ثم قال لابد من ان يرجع حتى يذوق الموت .
* عن عبدالله بن المغيرة عن أبى جعفر عليه السلام قال : سئل عن قول الله : ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم : قال اتدرى يا جابر ما سبيل الله ؟ فقلت لاوالله الا ان اسمعه منك ، قال سبيل الله على وذريته ، فمن قتل في ولايته قتل في سبيل الله ، ومن مات في ولايته مات في سبيل الله ، ليس من يؤمن من هذه الامة الاوله قتلة وميتة ، قال : انه من قتل ينشر حتى يموت ، ومن مات ينشر حتى يقتل .
4-{قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ}(غافر/11).
**البحث الثالث:من يرجع؟
1-الأنبياء جميعاً : انتظروا إني معكم من المنتظرين:
2-النبي والأئمة عليهم السلام :على بن الحسين صلوات الله عليهما في قوله عزوجل : ( ان الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) قال : يرجع اليكم نبيكم صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم حدثنى أبى عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر قال : ذكر عند أبيجعفر عليه السلام جابر فقال : رحم الله جابرا لقد بلغ من علمه انه كان يعرف تأويل هذه الاية ( ان الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) يعنى الرجعة .
3-فيرجعون ومحضوا الايمان محضا وغيرهم ممن لم يهكلوا بالعذاب ومحضوا الكفر محضا يرجعون .
**البحث الرابع : الهدف من الرجعة:
*أولا: لدينا كثير من الامور فى عالم التكوين والتشريع. لم يتضح لنا الغرض والهدف منها
*ثانياً، قد يقال ان ذلك لاجل تشفّي المؤمنين حينما يرون عذاب الظالمين والانتقام منهم فى الدنيا و ذلك لان عذاب الظالمين
*ثالثاً: ترغيب و تشجيع للسير نحو الكمال والالتزام بتعاليم الدين الحنيف كى يوفق بلقاء المعصوم فى الدنيا.
كما انه تحذير للمنافقين والظالمين ليرتدعوا عن غيِّهم وضلالهم قبل أن يبتلوا بعذاب الدنيا قبل الاخرة
*البحث الخامس : صفات الدولة:
1-{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ}(غافر/51). قال : ذلك والله في الرجعه ، اما علمت ان انبياء كثيره لم ينصروا في الدنيا وقتلوا ، وائمه من بعدهم قتلوا ولم ينصروا ،
2 -عن معاوية بن عمار قال : قلت لابى عبدالله عليه السلام : قول الله : ان له معيشة ضنكا قال : هى والله للنصاب ، قال : قلت : جعلت فداك قد تراهم دهرهم الاطول في كفاية حتى ماتوا ؟ قال : ذاك والله في الرجعة يأكلون العذرة .
3- عن الحسين بن علي عليهما السلام حديث طويل في الرجعة وفيه : ولتنزلن البركة من السماء والارض حتى ان الشجرة لتصيف بما يريد الله فيها من الثمرة وليؤكل ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء و ذلك قوله تعالى " ولو ان اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الارض ولكن كذبوا 4*قال الصادق عليه السلام : كل قرية اهلك الله اهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة ، فاما إلى القيامة فيرجعون ومحضوا الايمان محضا وغيرهم ممن لم يهكلوا بالعذاب ومحضوا الكفر محضا يرجعون .
5*{وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}(السجدة/21). قوله عزوجل : ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر الاية قال : العذاب الادنى عذاب الرجعة بالسيف معنى قوله لعلهم يرجعون يعنى فانهم يرجعون في الرجعة حتى يعذبوا .