[احمد14]

( راح تسعه بأسود )

محمد الذهبي
13/10/2010

ومنشأ هذا المثل ان البابليين كانوا قد خربوا هيكل سليمان بن داوود لاول مرة ، عندما استولوا على فلسطين واخذوا اليهود سبايا الى العراق .
واثناء حكم الرومان لفلسطين شبت ثورة ضد الحكم الروماني ، فجرى خراب الهيكل للمرة الثانية يوم 9 آب عام 70 ميلادية ، وذكر الدكتور احمد سوسة خراب الهيكل ، بحسب ماجاء بكتاب جمهرة الامثال البغدادية لعبد الرحمن التكريتي ان القيادة في فلسطين اعطيت الى ( تيطوس ) ابن الامبراطور ( فسبسيان ) فسيطر على الموقف وتمكن من القضاء على الثورة ودخل القدس سنة 70 م ، فاوقع مذبحة مريعة باليهود وخرب المدينة ، واحرق هيكلها وذبح كهنته وازيل الهيكل من الوجود بحيث لم يعد يهتدي الناس الى موضعه ، وقد سيق الاحياء الباقون عبيدا ، وقد ذكر المسعودي ان عدد القتلى من اليهود والمسيحيين بلغ ثلاثة ملايين ، وبعدها اصبح يوم 9 آب يوم حزن شديد عند اليهود ، فاذا غضب يهودي على آخر دعا عليه قائلا : ( تشعه باب عليك ) اي يوم 9 آب عليك ، واذا اخذ شخص لجريمة عقابها الاعدام ، قالوا عنه : ( راح تسعه آب الاسود ) ، ولكثرة استعمالهم لهذا القول حذفوا آب واستعاضوا عنه بحرف الباء التي الحقوها باول كلمة اسود ، فاصبحوا يقولون : ( راح تسعه باسود ) .
من المؤكد ان افرازات المرحلة المقبلة ستكون مختلفة عن المرحلة السابقة ، وستتبلور الكثير من الحقائق التي طمست لغايات عديدة ، حيث رسم ابطال المرحلة السابقة من قيادات الاحزاب والكتل سياسات كتلهم وسياقات عملها على اساس الاثارة واستجابة الناس لها ، مايعني انها لم ترسم منهجا ثابتا لسنوات مقبلة ، بقدر ما كانت تكثف جهودها لجمع الاتباع والمريدين .
اصطحبني صديق لي في مشوار بسيط ، وحين اشار له احدهم بالتوقف فهو سائق تكسي ، تحسر كثيرا ، وقال : ( هاي سبع تالاف مشموره بالطريق ) ، وضحكت حين حاول زميل لي اصطحابي للالتقاء بقادة احد الاحزاب ، فسألني لماذا اضحك ولماذا رفضت الذهاب ، فتلوت عليه قصة ذهابي مع صديقي سائق التكسي وقلت له : ( انت الان تقول لقد ضاع صوت كان مركونا على قارعة الطريق ) ، مايعني ان الانسان في العراق اصبح عبارة عن صوت ، وحين يهبط الصوت الى الصندوق يكون كل شيء قد انتهى . ولانريد ان نقول انه يعطي صوته ( ويروح الصوت تسعه باسود ) ، ولكن الصوت في الانتخابات المقبلة سيكون اكثر تأثيرا ، لانه سيكون صوتا واثقا غير مشوش ، اكتشف كثيرا من الاخطاء ولايريد ان يعيد التجارب السابقة ، وهرولته باتجاه الاناشيد ومؤثرات الضغط والترغيب التي مورست بشكل مفضوح قبيل الانتخابات ، وما لبثت ان تلاشت من على القنوات الفضائية ، فلا مساعدات للفقراء ولاغيرها لان الحملة الانتخابية انتهت ، والمرة المقبلة لن تذهب الاصوات ( تسعه باسود ) ، وانما ستذهب الكثير من الكتل والاحزاب ( تسعه باسود ) ، وقد يضرب ببيض النعام المثل في الضياع ، لان النعامة تترك بيضها وتحضن بيض غيرها وذلك حينما تخرج طلبا للطعام ، فان وجدت بيض نعامة اخرى حضنته ونسيت بيضها ، ولهذا وصفت بالحمق فقالوا : ( اموق من نعامة ) وقال ابن هرمة :
كتاركة بيضها بالعراء وملبسة بيض اخرى جناها
ويمكن ان يكون الرقم 9 هو من جرجر حياة العراقيين وتركها تباع بالصوت وتقيم على اساس الولاء .
المصدر