الكلمة الطيبة صدقة" حديثشريف
في البدء كانت الكلمة..
لقد خلق الله الكون بكلمة (كن).. فكان..
وبالكلمة تنال رضاه سبحانه وتعالى..
وبكلمةمضادة يحل عليك سخطه.
وهناك كلمة تفتح في وجهكالأبواب المغلقة..
وأخرى تسد عليك كلالسبل..!.
ولا يتم الزواج إلا بكلمة قبول تنطقهاالعروس أو وليها..
والطلاق الذي يفرق بين الرجلوامرأته يقع بكلمة واحدة.
وكذلك الصفقات الكبرى،وحتى أصغر عمليات البيع والشراء، فالإتفاق عليها يعقدبكلمة..
وكلام تقوله في وقته، ومكانه يرفعك إلىالقمة..!
وكلمات تنطقها في غير مناسبتها، تحط بك إلىأسفل السافلين..
وهناك كلام يتأخر في الخروج، عندالإحتياج إليه.. ويظل حبيس صدرك، فتضيع عليك الفرصة تلو الفرصة، وتبقى مكانك، أوتنكمش، وربّما تتلاشى.
وهذه كلمة قد لا تلقي لهابالاً، فتجلسك على أرائك الجنة..! وأخرى تنطقها بلا إهتمام فتلقي بك في النار سبعينخريفاً!!
عزيزي القارئ ليكن كلامك مؤثراً، فكلامكطريقك إلى القمة.
- ومن العوامل التي تساعد علىذلك:
1- استعن بالله:
إنّ الإستعانة بالله هي عمود الأساس الذي لا غنى عنه، وقد تكون الإستعانةبالنية أو الدعاء أو بالأكثار من الصدقة أو بكل هذا مجتمعاً، وكلما ظهرت قوةاستعانتك بالله زادت أسباب نجاحك في التعامل بمفتاح الحياة.
2- ثق بنفسك:
فمن غير الثقة سوف تذهب كلماتكأدراج الريح، فالناس لا تنجذب للإنسان الفاقد للثقة بنفسه، فلا تفكر بعيوبك كثيراًقبل الكلام بل عليك أن تركز فيما تقول أو ستقول، واعلم أنّه من الصعب أن تجدإنساناً يثق ثقة كاملة بنفسه، ولكن الفارق بين الإنسان الذي يبدو واثقاً وبين نقيضهأنّ الأوّل يقف بفكره طويلا عند نقائصه، فافعل مثله، واختر في البداية أناساً ترىأنّهم يحترمونك للحديث معهم ثمّ تدرج لإكتساب مزيد من الثقة، وإذا لم تشعر بعدمالثقة الكافية فتظاهر بأنّك واثق من نفسك، والآخرون لن يعرفوا ذلك، ولكن لا تبالغفي التظاهر.
3- اهتم بمظهرك:
كم شخصاً يتعامل معك يوميّاً؟
مهلا.. مهلا.. أعرف أنّ العدد كبير، لذلك سوف أحدد سؤالي أكثر وأقول:
كم منهم يتاح له الإقتراب منك لدرجة تكون فكرة عن أفكاركومبادئك؟
أظنك تقول: إنّهم قلةقليلة.
نعم أيّها الصديق فأغلب الناس الذين نتعاملمعهم لا يمتلكون فرصة للحكم علينا إلا من مظهرنا، ومن هنا تأتي أهمية الإهتمامبالمظهر.
وهناك أوليات في هذا السياق، منها: أن تكونملابسك نظيفة وحبذا لو تم كيها بانتظام، وأن ألوانها متناسقة غير منفرة فضلاً عنبعدها عن التقاليد والموضة غير المتوافقة مع سنك أو تربيتك.
ولا تنس أن تلمع حذاءك باستمرار فكونه متسخاً سيقلل كثيراً من رصيدك لدىالآخرين.
4- اختيار موضعالكلام:
يجب أن تختار موضوعاً تحب الحديث فيه ويحبهمستمعك، فكما يقول كارنيجي: إنّنا عندما نصطاد السمك نضع له الدود كطعم؛ لأنّه يحبهبينما لو وضعنا له أفخر أنواع المأكولات لانصرف عنها.
وبعد أن تختار الموضوع عليك أن تستعد للحديث عنه بجمع أكبر قدر من المعلوماتثمّ ترتيبها في رأسك أو على ورقة إن كان الموضوع متشعباً، وسوف تلقيه على مسامعأشخاص يهمك أمرهم.
5- ابتسم:
إنّ الإبتسام هو الطريق السريع إلى قلب الشخص الآخر وقد حثنا عليه الرسول (ص) بقوله:
"تبسّمك في وجه أخيكصدقة".
وقد قال الصينيون: "مَنْ لا يعرف الإبتسام لاينبغي أن يفتح متجراً".
6- حركجسمك:
إنّ إيماءاتك وتعبيرات جسدك هي أسلحة قويةجدّاً لإعطاء مصداقية لكلامك، فكما تعرف فإن تأثيرك على من حولك يكون 55% منهبصرياً، أي أنّه يأتي مما يراه الشخص الآخر من حركاتك، فلا تخجل من إستخدام يديكبشكل يتناسب مع ما تقول، وكذلك حركة رأسك، أو الميل بجسدك نحو المستمعين، ولا تلتفتلمن يسخر من حركتنا الجسدية المتكررة – وخصوصاً بالأيدي – كعرب أثناء الكلام،فالغرب الآن أنشأ مدارس خاصة لتعليم لغة الجسد..!
7- انظر في عينيه:
للعين أهمية كبرى في عملية الإتِّصالفقد قال عنها الشاعر العربي:
العين تبدي الذي في قلبصاحبها **** من الشناءة أو حب إذا كان
إنّ البغيض لهعين يصدقها **** لا يستطيع لما في القلب كتمان
فالعين تنطق والأفواه صامتة **** حتى ترى من صميم القلبتبيان
يقول رالف إيمرسون: "العين يمكن أن تهدد كماتهدد بندقية معبأة ومصوبة، أو يمكن أن تهين كالركل والرفس. أمّا إذا كانت نظرتهاحانية ولطيفة فإنّه يمكنها بشعاع رقتها وعطفها أن تجعل القلب يرقص بكلبهجة".
فلغة العيون لها قوانينها الخاصة، فهي تستطيعأن تنقل مئات الرسائل التي يعجز اللسان عن النطق بها.
وللإستفادة منها عليك بالنظر تجاه الشخص الذي تتحدث إليه لمدة عشرين ثانيةفي بداية كلامك، وإذا كنت تحادث مجموعة فيجب أن تنقل بصرك بينهم في شيء من العدل،تركز نظراتك على من تنظر إليه مدة تتراوح من خمس إلى عشر ثوانٍ قبل أن تنقل بصركعنه، ولا تركز بصرك على شخص واحد فقط، أو تحدق في اللاشيء، فهذا يعطي إنطباعاًبفقدان الثقة بالنفس.
8- صافحبحرارة:
من الخصال الحميدة التي نقلت لنا عن الرسول (ص) أنّه كان لا ينزع يده من يد مصافحه حتى ينزعه الأخير، ونقل لنا أيضاً أن كفهكانت لينة، وهذا يعني أنّه كان رفيقاً ليناً حتى في المصافحة، وليس كما يفهم البعضالآن – خطأ – أنّ المصافحة بحرارة تعني اعتصار يد من يصافحك، إنّ هذا الفعل إنماينبئ أنك شخص ضعيف تحاول التظاهر بالقوة..!
فأنفثالحرارة في مصافحتك للآخرين، دون أن تكسر عظامهم.
9- أنتم إلى جهة ما:
إنّ أغلب الناس اليوم – للأسفالشديد – فقدوا القدرة على التمييز بين الكلام الصالح والطالح وأنصب تركيزهم علىماهية الشخص نفسه، فإذا وثقوا بالشخص استمعوا له وأنصتوا، وإذا لم يقدروه انصرفواعن كلامه ولو كان يلقي درراً.
فلو كنت تمتلك ناصيةالكلام وتجد عندك ما يستحق أن تسمعه للآخرين، فدعمه بمكانة إجتماعية مرموقة أو علىالأقل محترمة ليبدأ الناس في سماعك بعقل قابل للأخذ منك، ومن أشكال هذهالمكانة:
الحصول على لقب علمي (صاحب دكتوراه.. طبيب.. محامٍ..).
أو العمل في مؤسسة تعليمية أوإدارية يشير إليها بالبنان.
أو البزوغ في مهنة لهاشأنها (كاتب.. صحفي.. مذيع.. مؤرخ).
أو الإنتماء إلىحزب سياسي أو حتى جمعية خيرية.
10- اختر الزمانوالمكان المناسبين:
تكلم عندما يكون مستمعوك جاهزينلسماعك، وليس عندما تشعر أنّك تريد أن تكلمهم، اختر مكاناً مناسباً يساعد على تعزيزالمعنى الذي تريد توصيله، فليس من اللائق أن تذهب لشخص في مكان عمله لتحدثه في أمورشخصية.
11- حدد الأشخاص الذين تود أن تفتح معهم جسرالكلام:
فكِّر في الناس الذين تود أن تمد جسورالعلاقات معهم، لتستفيد من كلامهم، أو تفيدهم بكلامك، وحاول كتابة قائمة بتلكالأسماء على أن تراعي فيها التنوع في اختيار هؤلاء الأشخاص من حيث مكان تواجدهم،ونوعية أعمالهم والأفضل أن تضم تلك القائمة: (بعض الجيران، زملاءك أو رؤساء فيالعمل، دعاة أو علماء دين، أصحاب خبرات سياسية أو صحيفة، رجال أعمال، أصحاب الخبرةمن كبار السن، شباباً واعداً طموحاً..).
12- لاتنتظر ال:
يقول وليم جيمس عالم النفس الأشهر: "إذا انتظرت تقدير الآخرين لواجهتإحباطاً كبيراً"؛ لذلك عليك أن تتقن أصول الحديث وفنونه تمارسها بشكل دوري حتى تصبحجزءاً من شخصيتك، دون أن تنتظر نتائج فورية لكل ما تقول، فالناس بطبعها الحاليباتوا يتمتعون بشيء – أو بالكثير – من البخل عند تعاملهم مع المبتدئين في أي مجال،فاعرض كلامك ولا تنتظر المن المستمعين، وتذكرأنّ الرسول (ص) كان أفصح منك لساناً وأقرب منك بياناً، ومع ذلك قوبل كثيراً باللوموالإنتقاد والسخرية، فلا تبتئس إذا أخذت بالأسباب التي تفتح لك بوابة الحياة ثمّتأخرت النتائج قليلاً، وكن على يقين أنّ الله لا يضيع أجر من أحسنعملا.