|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 14437
|
الإنتساب : Dec 2007
|
المشاركات : 12
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
اعذريني على ما فعله القانون
بتاريخ : 01-02-2009 الساعة : 07:42 PM
منذ ان دخل الصباح في مدينتا الروح .. تهيئنا للذهاب إلى قبره الشريف .. فلقد سرقتنا العلة،.. والغبن.. ولم ننتبه للأجساد المتصلبة والمقززة بجوار جسده الطاهر .. كم كنا صامتين تحت زخة الغضب الذي أثقل علينا .. وبين الحين والأخر ، نتقلب على بعضنا البعض .. كرجل يتقلب على سريره لكي ينام.. وفي محاولة جادة منا للثابت، نتقلب بصمت على أكتافنا ثم على الجدار الممتد، لكن أنهاراً من الخوف والاضطهاد بدأ يتسرب من أجسادنا مما جعلنا نقفز من موضعنا قفزة هائلة لنتجه بعدها إلى الروضة الشريفة حيث وضع كل منا المسبحة والشماغ أمامه في اتجاه القبلة مهيئين بشكل سريع وحاسم .. للصلاة والزيارة والدعاء .... بينما أرهقني صوتهم المشابه لطنين البعوض.. جرعةُ الالتزام والاحترام للحرم النبوي ليست كافيةً لردع البعوض ،هكذا أنصحُ صديقي القادم من بلاد الشام.. أتراهم يستريحون حين الوقوف بين يدي الله وتبعات الضعفاء والجائعين و المظلومين في رقابهم ، الكادحين المهمّشين المرضى و العجزة ، الذين استضعفوا في الأرض ، المأكولة حقوقهم ، ألبسوا سرابيل الباطل زورا وقهرا " كان ينظر في هذه الأجساد الملتصقة والمقززة ، تمثلها زوارق في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب و ظلمات ظلم واقع يحياه مع الآخرين، من يحدد اتجاه هذه الزوارق في هذه التيارات الجارفة ؟ هل تجري بالأرواح التي تسكنها حقا ؟
وفجأة نظرت إلى صديقي وهو يذرف الدمع.. ويقول : ترى من يعرف الرسول محمد وأهل بيته الأطهار حقا ؟ نحن المواليين ام هناك أناس آخرين... رفعت جبيني عاليا للسماء .. لتلك الزرقة ، أفكر في تساؤلاته ، شعرت بثبات روحه الطاهرة وطمأنينة المستقرة في أعماقه ، كان علينا كل منا يفكر في هذا أن يصرف وقته وجهده في تبليغ الآخرين وينشأ بعث رسالة من جديد ، رسالة الله للإنسان ، أن تبلغ الناس جميعنا بقدوة أهل بيت النبوة ، ليعيش الإنسان عقلاني ..متفهم بنهج الأطهار ، لقد كرم الله الأئمة الأطهار حيثما حلّو ... تذكرت زوجتي ونحن في ناقش حول الإعلام الذي دفنا حق محمد وآل محمد ..كيف وصل إلى هذا الحد وطمس الرؤية الصحيحة .. والذي جعلنا يلعق التفكير عقلانا ، أنة في شفتي ، يغتم كلما ركب السؤال ، يصير لون وجهه أصفر كأوراق الخريف ، كريات دمي ملّت دمها ، لبست ثوب الحزن، تعبت هي كذلك من الحزن ، دمي كذلك تعب من مجراته في وضع حقيقة الإعلام المزيف ، نمر عليه كالراكضين، يتقدمونه ، المتعجلون لا يلقون عليه التحية ،بينما هو يرد عليهم السلام ، دون التعجل.. أدرت ظهري ناحية البقع (( الغرقد )) في مواجهة الحرم .. وصديقي الشامي بجانبي.. قلت له:
- ألا تسمع شيئا ً ، أو تلمح تحركات غوغائية ً، هنا أو هناك ، من عندك يا صديقي.؟
- لا أستطيع رؤية أي شيء .
- كان من المفروض ان نكون قريبين الآن .
- نعم ولكنلا يمكنني سماع شيء.
- تطلع جيدا ً ، يا صديقي .
كان الظل الداكنالطويل للقانون كأنه رجل قبيح الوجه ، يبين صاعدا ً نازلا ً ، وهو يتسلق الزائرين والمصلين ، ينكمش .. ومن ثم يمشي إلى جهة المخلفين له..
ويعلو الصراخ ، كلماتقدمنا عبر ساحة الحرم النبوي الشريف ، كان ظلا ً مترنحا ً لأشخاص بعباءات قصيرة ولحية مبعثرة كأنها شعاب في قاع البحر . صنعها التاريخ المزيف .. واجبره على تدوين القانون الكاذب المنبعث منعقل أولئك الرعاة الذين تركوا مهنتهم التي لا يجدون منها رزق وفير .. كي يتلبسوا الدين على خط ابن هند " آكلة الأكباد وابن مرجانه " من آجل المال والسلطة .
أتذكرك حينما جاءوا إلى هنا ، اتخذوا لهم نفس نهج ذلك الاعوجاج ،ما أن يستيقظوا جائعين ، ونطعمهم، حتى يعودواثانية إلى الجوع مرة أخرى، كانت الغوغائية تسقيهم الماء وتطعهم لا كنهم لا يشبعون ، يقومون بالصراخ كالمجانين طول الوقت ،لم نكن نصدق أن الجنون قد دنا من رؤؤسهممنذ ذلك الحين ، لكنه حصل ، والقانون الآن يرقد بسلام ، يريد لك أن تنشأ له رؤية جديدة وتاريخ حقيقي .. ،
فجأة توقف صديقي بجانب سور بقيع " الغرقد " وجلس بركبتيه .. حيث بدأت أقدامه
ترتجف ،وقد تهيأ لموقفه المعلق.. فقد اختص في مكانه ، مطلقا ً شهقة ، فأحسبتساقط قطرات من سائل لزج ثقيل فوق شعره ،ولم ينطق بكلمة واحدة .. نظرت إليه وعيونه تذرف الدمع..همست في آذنه :
- أتبكي يا صديقي ؟ القانون الكاذب والتاريخ المزيف جعلك تبكي ،أليس كذلك ؟
تصور له ان الراهب و الإمام و الحبر يسيرون في مسار واحد ..يبعثون رسائل مدونة بحبر ملطخ بالدماء مزيف وقانون جائر ونشره في مواكب الجنائز و المقابر وفوق المنابر ، هؤلاء الرعاة جعلوا سبل سلام الإنسان رهين في تحجر البغيضة ، المنشقين على تحويل العبادة سلوكا بشريا بلا روح ، هؤلاء من يخنقون الإنسان بما يصنعون له من مآسي و شقاء " أتعبه صديقي هذا التفكير الذي كاد أن يكلفه حياته في إحدى أيام الصيف ، مضى متثاقلا الى مسكنه ... وهو في حاله يرثا عليها.. فيما الزائرين .. لم يبالوا بكلامهم الغريب لكنما الأمر جاء مؤاتياًلفعلت القانون الكاذب والمسيطر .
قلت في نفسي: ألا يتوقف الأمر ؟ .. متى ينقطع هذا التناسل الشيطاني !
|
|
|
|
|