مناظرة الامام الباقر علية السلام مع الحروري
وأما ما ذكر أنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله في الغار فذلك رذيلة لا فضيلة من وجوه
الاول أنا لا نجد له في الاية مدحا
أكثر من خروجه معه وصحبته له وقد أخبر الله في كتابه أن الصحبة قد يكون للكافر مع المؤمن حيث يقول: (قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت) وقوله: (أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة)
الثاني قوله تعالى: (لا تحزن إن الله معنا )
وذلك يدل على قلقه وضرعه و قلة صبره وخوفه على نفسه وعدم وثوقه بما وعده الله ورسوله من السلامة والظفر ولم يرض بمساواته للنبي صلى الله عليه وآله حتى نهاه عن حاله. ثم إني أسألك عن حزنه هل كان رضا لله تعالى أو سخطا له ؟ فان قلت: إنه رضا لله تعالى خصمت لان النبي صلى الله عليه وآله لا ينهى عن شئ لله فيه رضا، وإن قلت: إنه سخط فما فضل من نهاه رسول الله صلى الله عليه وآله عن سخط الله ؟
الثالث قوله تعالى: (إن الله معنا)
تعريف لجاهل لم يعرف حقيقة ما يهم فيه [5]، ولو لم يعرف النبي صلى الله عليه وآله فساد اعتقاده لم يحسن منه القول: (إن الله معنا)
الرابع قوله تعالى: (فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها)
لو كان شريكا فيها لقال تعالى: (عليهما) فلما قال: (عليه) دل على اختصاصها بالنبي صلى الله عليه وآله لما خصه بالتأييد بالملائكة، لان التأييد بالملائكة لا يكون لغير النبي صلى الله عليه وآله بالاجماع