عمير بن عامر الهمداني (المعلم) هو أحد أهل الكوفة وكان يُعلََم القرآن وذات يوم بعد أن شرب الماء لعن يزيد فسمعه أحد الصبيان وهو ابن رجلٍ يُسمى سنان بن أنس النخعي فأنكر عليه لعن الخليفة يزيد وعبيد الله بن زياد فنهره عمير فسكت وبعد خروج الصبي توجه إلى خربة وقام بشج رأسه بحجر حتى سالت منه الدماء وذهب مهرولا إلى أمه وأخبرها بما قال عمير ولما أنكر عليه لعن الخليفة قام عمير بضرب الصبي وحينها أخذت ابنها وتوجهت إلى ابن زياد وأخبرته بما فعل المعلم وكان والد الصبي أحد المقربين من ابن زياد وغضب حينها ابن زياد وأمر بسجن عمير المعلم مكتوف اليدين، وصدفة تم سجنه في نفس الطامورة التي يوجد فيها المختار(قائد ثورة المختار الشهيرة) وبعد أن تعرف عليه قال له المختار إنك ستخرج قريبا وبشره بالفرج من السجن، وفي ذلك الوقت كان لعمير المعلم قريبة تعمل في قصر ابن زياد (ابنة أخيه) وبعد أن علمت بسجنه عملت لإطلاق سراحه حتى أفرج عنه، وقبل خروجه طلب منه المختار أن يسرب له (ورق، وحبر، وقلم) ليكتب رسالة إلى زوج أخته في المدينة المنورة (عبدالله بن عمر بن الخطاب) وبعد خروج عمير من السجن قام برشوة السجان فأوصل الأغراض للمختار ثم قام السجان بأخذ الرسالة من المختار وسلمها إلى عمير الذي تسلمها وانطلق بها إلى المدينة وسلم الرسالة لصاحبها الذي قام بكتابة رسالة أخرى إلى يزيد يترجاه و يطلب منه العفو عن المختار وسلمها إلى عمير الذي سافر إلى الشام وأعطاها يزيد الذي قبلها وعفا عن المختار وأمر ابن زياد أن يطلق سراح المختار وبعد خروج المختار من السجن قام بالثورة مطالبا بالانتقام من قتلة أهل البيت وكان عمير المعلم أحد أبرز رجالاتها فانتقموا من الكثير منهم وخلال عام ونصف تم قتل أكثر من ثمانية عشر ألفا ممن شاركوا في قتال الحسين وأهل بيته، وبعد أن انتشر الهلع والخوف في قلوب الذين ظلموا أهل البيت هرب الكثير منهم من الكوفة إلى البصرة خوفا من المختار وتجمعوا هناك حتى وصل عددهم ثلاثة عشر ألفا وبقوا هناك إلى أن جاء مصعب بن الزبير للبصرة وكان يطلب الحكم فالتحقوا به لقتال المختار وحينها علم عمير المعلم بخيانة وغدر أهل الكوفة للمختار وبعد أن وصله خبر مقتل المختار فر متنكرا يبحث عن ملجأ وحينها لم يجد ملجأ أفضل إليه من البحرين التي توالي أهل البيت، وبعد أن جاء للبحرين انتقل منها إلى جزيرة أوال وكانت أوال ملجأ للمعارضة ضد الأمويين وبعد مجيئه لجزيرة أوال بقى متنكرا بين أهلها حتى اطمأن لهم فعرفهم بنفسه، وحينها نال احترامهم وتوقيرهم وبقى عمير بينهم يُعلم أهل جزيرة سترة علوم الدين والقرآن إلى أن توفى ودُفن في موقعه الحالي وبقى قبره مزارًا للمؤمنين في البحرين وخارجها.
منقول