عضو برونزي
|
رقم العضوية : 71464
|
الإنتساب : Mar 2012
|
المشاركات : 470
|
بمعدل : 0.10 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
اغلى ما املك .. قصة بقلمي ..
بتاريخ : 10-05-2012 الساعة : 01:19 PM
هذه قصة كتبتها قبل فترة
ونشرتها في عدة منتديات
اردت مشاركتكم بها ... تحياتي للجميع
................
في اليوم الاول من السنه الاولى لساره في الجامعه ,, دخلت وكأنها غريبه لا تعرف اين تتجه ؟؟
اين هي قاعة المحاضرات ؟؟ اين هو جدول المحاضرات ؟؟ الكل مشغول .. بعضهم ببحوثه ,, واخر بكتبه واوراقه .. واخرون مشغولون بامور اخرى ,,
دخلت ساره .. وكانت فتاة صغيره في مقتبل العمر في الثامنه عشر ,
وذات شعر بُني وعيون بُنيه.. خجولة الطباع ,,
عندما أقتربت .. سألت ساره احدهم
- عفواً .. اين أجد جدول المحاضرات للمرحله الاولى
دلها على الجدول ,, كان الطلاب مجتمعين, وذلك لمعرفة مواعيد المحاضرات
اقتربت ساره من التجمع ,,
- ابتعدي من هنا .. ( صاحت احدى الفتيات )
-ما بك الا ترين انك تضايقينا ( صاحت اخرى )
- انها جديده هنا .
ثم دفعت ساره واذا بها تسقط على الارض ,
فأثارهذا المنظر ضحك الفتيات ,,
فجأه ,, ظهر صوت
- هل انتِ بخير
كان صوتاً ناعماً , خاطب ساره ,
واذا بها فتاة مدت يدها لمساعدة ساره على النهوض
- هل انتِ بخير ؟؟ هؤلاء الفتيات ليس لديهن اي نوع من حسن التصرف والمعامله مع الاخرين
لكن لا بأس ..لقد كتبت الجدول يمكنك ان تحصلي عليه
اسمي إيدا .. ما اسمكِ ؟؟
كانت إيدا ..ذات وجه ابيض مدور ,, وشعر اسود وعينان صفراوتان
وكانت طويله ورشيقه.. وذات هندام متأنق .. وشخصيه قويه
اعُجبت ساره بإيدا من اول نظره لها
واجابت والسرور يغمرها .. بخجل
-اسمي ساره
-اهلاً بكِ ساره اسعدني لقائك
ومنذ تلك اللحظه ,, اصبحت الاثنتان صديقتان حميمتان ,,لا تفترقان
وكانت ساره تحب إيدا حباً كبيراً وتقلدها في افعالها وملابسها واغراضها وغير ذلك
وغالباً عندما كانت الفتيات يضايقن ساره .. كانت إيدا تدافع عنها .. فقد كانت ذات شخصيه قويه
وحنونه بنفس الوقت .. وكانت إيدا تساعد ساره في دروسها لانها كانت ذكيه ومجده في تحضير
دراستها وهكذا استمرت الامور,,
وبعد مرور حوالي ثلاثة أشهر
وكالمعتاد ..فبعد وصول ساره للجامعه ,, التقت بصديقتها العزيزه إيدا
وبعد سلام حميم
- نسيتُ ان اخبرك بأن بعد غد يصادف عيد ميلادي وسوف اقيم حفله في بيتنا
وطبعاً يا عزيزتي ساره انتِ اول المدعوين فأنتِ صديقتي المقربه
فرحت ساره كثيراً وردت بسرعه
- يا للروعه كم انا سعيده ,,كل عام وانتِ بخير ياعزيزتي إيدا ..يا الهي كم انا سعيده
فرحت ساره كثيراً .. وبعد رجوعها البيت ,,كانت تحضر للحفله ماذا سوف تهدي صديقتها الغاليه ؟؟ ماذا سوف تلبس ؟؟
فكرت كثيراً .. ثم تذكرت.. انها في احد الايام كانت ترتدي قلاده اهدتها
اليها جدتها .. وقد أًعُجبت إيدا بهذه القلاده كثيراً
واخبرتها ساره بانها من جدتها وانها تحبها كثيرا وهي اغلى شيء لديها
أخيراً ..عزمت ساره على اعطاء هذه القلاده لصديقتها كهدية بعيد ميلادها
اما ماذا سوف تلبس ؟؟ فقد احتارت ساره ,, اخيراً اتصلت بصديقتها إيدا
لتأخذ برأيها ,,وبعد اتصالها ,,قررت ان تلبس ملابس مشابهه لما سوف تلبسه
صديقتها إيدا
كان يوم الميلاد ,, استيقظت ساره بنشاط والسعاده تغمرها ..
والحفله تبدأ الساعه الرابعه عصراً
بدأت ساره تحضر نفسها ..واخيراً حان وقت الذهاب .
وصلت ساره لبيت إيدا .. كان بيت إيدا ضخماً لان عائلة إيدا عائله ثريه
وبعد دخول ساره .. استقبلها الخدم كالمعتاد عند زيارتها لصديقتها
كان الحضور جمهور غفير من صديقات إيدا واقاربها
تقدمت ساره لتهنيء إيدا.. عندما توجهت ,, كانت انظار جميع الحضور لساره
لانها كانت ترتدي ملابس تشابه ملابس إيدا,, شعرت ساره بالاحراج
اخيراً..وصلت ساره لإيدا.. التي كانت تتحدث مع فتيات مجتمعات حولها
افترقن عندما اقتربت ساره
واذا بإيدا تنظر الى ساره ,,
- مرحبا صديقتي العزيزه إيدا ..كل عام وانتِ بخير
اتمنى لكِ الحياة السعيده والعمر الطويل ,,وهذه هديتي لك
اتمنى ان تعجبك
مدت إيدا يدها لتأخذ الهديه ,, وكانت تنظر لساره بنظرة غرور وتكبر
وردت عليها ببرود
- وانتِ بخير ,, شكراً
لكن الا تعتقدين إنكِ بالغتي بأرتدائكِ ملابس تشابه ملابسي ؟؟
ولكن لا بأس فان ملابسك ِ من المتاجر الرخيصه ,, وليست كملابسي
الفاخره هههه (ضحكت إيدا بأستهزاء)
عندها ضحك جميع الحضور
في هذه اللحظه تفاجئت ساره برد صديقتها الجارح ؟؟
لم يسبق وان رأت إيدا تتكلم معها بهذا الاسلوب.. ماذا حصل ؟؟
لم َ هذا التصرف ؟؟ !! وهل هذه إيدا ؟؟!! أعزُ واقرب صديقه !!
تألمت ساره كثيراً لما رأته من رد صديقتها عليها
انتهت الحفله ورجع الجميع وصار يوم ثاني
والتقت الاثنان يوم ثاني وكالمعتاد .. جاءت ساره وسلمت على صديقتها
وكأنَ شيء لم يحدث,, لكن إيدا ردت عليها بجفاء
ساره المسكينه تجاهلت الموقف وبادرت قائله
- انا اسفه اعتذر اليك عن ما حصل البارحه
هيا لنذهب سوية الى المحاضره
ردت إيدا عليها بدون مبالاة
- لا بأس لا تهتمي ,, لاني حتى لا اكاد اتذكر .. ثم تستطيعين الذهاب بدوني .. سوف اتي فيما بعد
ثم تجاهلت ساره وذهبت ,, تألمت ساره كثيراً
لمَ؟؟ ماذا فعلتُ أنا ؟؟ (تسائلت ساره )
واستمرت هذه الامور هكذا .. كانت ساره في كل مره تعتذر لإيدا وتحاول التقرب منها
لكن إيدا تردها ببرود ,,وتتجاهلها ,,وكانت كل مره تحرجها امام الاخرين
تتالم ساره كثيراً .. وفي يوم من الايام
وكالمعتاد بعد الموقف المتكرر ,, لم تتمالك ساره نفسها
صرخت بصوت مرتفع ,, والدموع تغمر عيونها
- لماذا ؟؟ ماذا فعلتُ لكِ ؟؟ لماذا تكرهينني ؟؟ ماهذا الاسلوب ؟؟
سكتت إيدا ولم ترد وانما كانت منذهله من تصرف ساره الجريء,, ثم تركت ساره المكان وذهبت.
مرت الايام ,, وفي نهاية الفصل,, كان هناك بحوث يجب تسليمها لأستاذ احد المواد الدراسيه
وقد قام بتوزيع المواضيع فكان لكل طالب وطالبه موضوع معين ,, وصادف ان موضوع ساره موضوعاً صعباً ,,
طلبت ساره من الاستاذ ان يغير لها الموضوع ,, لعدم مقدرتها على فهمه وتدبر امورها ,,
لكنه رفض ,وقال انه ليس باستطاعته ذلك ,, الا إذا قام احد الطلاب باستبدال موضوعه معها ,,
استسلمت ساره للامر الواقع
وفي اليوم الثاني ,,
ذهبت ساره للاستاذ لكي تستلم منه الماده لتبدأ بأنشاء بحثها ,,
لكن وجدت امرأً لم تكن تتوقعه
لقد اخبرها الاستاذ بأن موضوعها قد تغير ,,قائلاً
- لقد قامت الطالبه إيدا باستبدال موضوعك بموضوعها
في هذه اللحظه ,,تفاجأت ساره ,, وتورد وجهها فرحاً
ابتهجت ,, عندها ذهبت الى قاعة المحاضرات لتبحث عن صديقتها العزيزه لشكرها
وايضاً للاعتذار لها لما بدر منها في ذلك اليوم ,, وبعد بحث مستمر بقاعات الكليه
عرفت ساره ان إيدا اليوم لم تحضر للكليه ,, قررت ساره ان تزورها في بيتها
وبعد وصولها البيت ,, توجهت مسرعه والفرحه تغمرها الى منزل إيدا
لكن !! عندما وصلت ساره للبيت وبعد سؤالها احد الخدم عن إيدا اخبرها ::
- لقد أصيبت الانسه إيدا بوعكه صحيه ونقلوها الى المستشفى بسرعه ,,
- ما بها ؟؟ ماذا حصل ؟؟ (ردت ساره بسرعه وقلق )
- ألا تعلمين بأن الانسه إيدا مصابه بمرض خبيث وللأسف اليوم كانت حالتها جداً سيئه
لذا نقلوها الى المستشفى ,, اتمنى ان تشفى الانسه إيدا اللطيفه
(قالها الخادم والحزن ظاهر على وجهه )
- ارجوك خذني الى المستشفى وبسرعه ,, اريد رؤيتها ,,
وهكذا توجه الخادم وساره الى المستشفى,, وبعد وصولهم الى المستشفى توجهت ساره وبسرعه
للسؤال عن صديقتها ,,
وجدت عائلة إيدا منتظرين خبراً من الدكتور ,, اخيراً
خرج الدكتور,, واخبرهم ..
- انا اسف جداً ,, لقد توفيت الفتاة .
وأخُرجت جثة إيدا,, تلقت العائله الخبر بألم ,,
كل شخص وردة فعله ,,الام تبكي والاب كذلك ,, وخيم الحزن والالم عالجميع
أما ساره ,,فهذا المنظر,, صدمها ,, وأهالها الموقف ,, ولم تعرف ما تفعل ,,
فلقد وقفت متعجبه,,
منذهــله ,,
لم تستطع الكلام
وقفت بدون حراك,, ودموعها تغمر عينيها ,, الحسره في قلبها ,,
لم تتمكن من رؤيتها ,,
لقد فارقت الحياة أيـــــدا
وبعد مرور اسبوع ,, لم تذهب ساره فيه الى الجامعه
وبقيت معتكفه بغرفتها ,, وقضت وقتها بالبكاء والحزن ,,
تألمت لانها لم تعرف بمرض صديقتها ,, لقد اخفت إيدا الامر عنها ,,
اخيراً قررت زيارة اهل إيدا لتعزيتهم لانها لم تذهب في العزاء
وبعد ان واست ساره والدي إيدا ,, اخبرتهم بانها تريد رؤية غرفة إيدا
دخلت ساره الغرفه ,, نظرت الى السرير ,, والكرسي والمنضده التي كانت تجلس
هي وإيدا للقراءه عليها ,, نظرت الى خزانة الملابس ,,وتذكرت كيف كانتا تضحكان كثيراً
وتستمتعان بارتداء الملابس واللعب والمزاح ,, شعرت ساره بالحزن الشديد لتذكرها
وفي اثناء ذلك ,, لاحظت ساره ,, صندوق صغير جميل مرصع بالكريستال ولونه ذهبي
حملته ساره ونظرت ,, قرأت مكتوب عليه
.. اغلى ما املك ..
تسائلت ساره ,, ماذا يوجد فيه ؟؟ ما الذي كان اغلى شئ عند صديقتها
وبعد فتحه ,, يا للعجب !!
لقد كان في داخله القلاده التي اهدتها ساره لإيدا بعيد ميلادها
ووجدت ,, دفتر صغير للخواطر كان يخص إيدا ,,جلست ساره تقرأ
لقد كُتب فيه
كم انا محظوظه بصديقتي ساره ,, فأنا احبها حباً كبيرأ هي بمثابة اخت لي
كم كنت وحيده قبل التعرف بهذه الانسانه الرائعه ,, لكن الان انا سعيده
احمد الله على هذه النعمه ,, وعلى الرغم من مرضي لكني سعيده ,, وحزينه بنفس الوقت
اسفه ساره يجب ان ابعدكِ عني حتى لا تتأثري بفقدي ,, لان مرضي لا أمل بشفاءه ,, ولا اريد ان اسبب لكِ الحزن ,,
وانا اسفه يا عزيزتي لمعاملتي لك بهذا الجفاء ,,اسفه لاني احرجتكِ مرارأ ,,وسببتُ لكِ الالم
ولكني مضطره الى فعل ذلك
ارجوكِ سامحيني ,,اعتذر اليك كثيراً يا صديقتي الغاليه .
عندما قرات ساره كلمات إيدا , تأثرت كثيراً , وتساقطت دموعها واجهشت بالبكاء
ابـكي ياساره .. ابـكي طويلاً
مهما بكيتي لن تعود إيــدا
لقد ذهبت ..
ذهبت .. الى غيـر رجعه ..
تمت
|