( رد أقوال تنسب لعلي و للائمة (عليهم السلام) في حق ابي بكر وعمر
بتاريخ : 11-07-2009 الساعة : 11:33 PM
السلام عليكم
يقولون الوهابية:
لقد شهد علي رضي الله عنه: \"إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر \"
كتاب الشافي ج2 ص428.
وان الله اوحى إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في قصة ليلة المبيت: آمرك ان تستصحب ابابكر فانه ان آنسك وساعدك ووازرك وثبت على ما يعاهدك ويعاقدك، وكان في الجنة من رفقائك، وفي غرفاتها من خلصائك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي بكر: ارضيت ان تكون معي يا أبابكر تطلب كما اطلب، وتعرف بانك أنت الذي تحملني على ما ادعيه، فتحمل عني انواع العذاب؟ قال أبوبكر: يا رسول الله اما أنا لو عشت عمر الدنيا اعذب في جميعها اشد عذاب لا ينزل علي موت مريح ولا فرج منج وكان في ذلك محبتك لكان ذلك أحب الي من ان اتنعم فيها وانا مالك لجميع ممالك ملوكها في مخالفتك، وهل أنا ومالي وولدي الا فداؤك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا جرم ان اطلع الله على قلبك ووجد ما فيه موافقا لما جري على
لسانك، جعلك مني بمنزلة السمع والبصر والراس من الجسد، وبمنزلة الروح من
البدن كعلي الذي هو مني كذلك \"
تفسير العسكري، 465 البحار، 19/80 مدينة المعاجز، 75 إثبات الهداة، 3/596
و عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رجلا من قريش جاء إلى أمير المؤمنين فقال سمعتك
تقول في الخطبة آنفا اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين فمن هما قال: حبيباي وعماك أبو بكر وعمر إماما الهدى وشيخا الإسلام ورجلا قريش والمقتدي بهما بعد رسول الله من اقتدى بهما عصم ومن اتبع آثارهما هدي إلى صراط مستقيم.
تلخيص الشافي للطوسي ج2 ص428
و يروى المجلسي عن الطوسي رواية موثوقة عن على بن أبي طالب انه قال لأصحابه: أوصيكم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا تسبوهم, فإنهم أصحاب نبيكم, وهم الذين لم يبتدعوا في الدين شيئا, ولم يوقروا صاحب بدعه,نعم ! أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم في هؤلاء.
( حياه القلوب للمجلسي ج 2 ص 621 ) و ولعمري لئن كانت الإمامة لا تنعقد حتى يحضرها عامة الناس فما إلى ذلك سبيل ، ولكن أهلها يحكمون على من غاب عنها ، ثم ليس لشاهد أن يرجع ولا للغائب لأن يختار \"
نهج البلاغة
°°°°°°°
الجواب:
ـ بالنسبة للرواية الأولى: ((قد شهد علي رضي الله عنه: انه خير هذه الأمة بعد نبيها...)) فهي من مرويات أهل السنة لا الشيعة وقد ذكره السيد المرتضى (رحمه الله) في الشافي عن أهل السنة في سياق الاحتجاج الدائر بين الطائفتين.. وهذا الحديث يكذب متنه حديث آخر اصح منه عند أهل السنة ذكره مسلم جاء فيه ان عمر بن الخطاب قال لعلي (عليه السلام) وللعباس عم النبي بأنهما ـ علي والعباس ـ يريان أبا بكر وعمر كاذبين آثمين غادرين خائنين
(انظر صحيح مسلم 5: 152 كتاب الجهاد والسير باب الفيء) فكيف يستقيم بعد ذلك أن يقول علي(ع) الكلام المتقدم الوارد في الرواية؟
2ـ وأما الرواية الثانية: ان الله اوحى إلى نبيه (ص) في قصة ليلة المبيت.. الخ. فهذه الرواية ضعيفة ولا يمكن الاعتماد عليها من حيث السند لعدم التثبت من نسبة التفسير المذكور ـ ـ، فهي لا حجية لها من هذه الناحية.. وأيضاً من ناحية المتن توجد فقرات كثيرة تدل على شرطية الخطاب، وان الأثر المترتب لأبي بكر إنما هو مشروط بعدم النكث... وعدم التغيير والتبديل.
3ـ والرواية الثالثة عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رجلا من قريش.. الخ.
فهذه من مرويات أهل السنة رواها ابن الجوزي في تاريخ عمر بن الخطاب ص49.. فلا حجية لها عند الشيعة. ورواية المرتضى (رحمه الله) لها جاءت في سياق ذكر مرويات أهل السنة في مقام الاحتجاج.
4ـ والرواية الرابعة: يروي المجلسي عن الطوسي رواية موقوفة عن علي بن ابي طالب لأصحابه: أوصيكم في أصحاب رسول الله(ص)..الخ.
نقول: هذه الرواية ذكرها الطوسي في أمالية وهي ضعيفة السند فان هارون بن عمر بن عبد العزيز لم يذكر بتوثيق. في كتب الرجال (انظر معجم رجال الحديث 20: 25).
وايضاً لجهالة الفضيل بن محمد بن المسيب.. فالرواية ضعيفة ولا يحتج بها من هذه الناحية.
وأيضاً المتن ليس فيه دلالة على شيء يخالف فيه الشيعة تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) فالشيعة لا يسبون الصحابة ولا يفترون عليهم بما ليس فيهم.. وإنما هم في بعض الموارد يذكرون أفعالهم التي خالفوا فيها القرآن والسنة الشريفة ويوثقون ذلك من كتب أهل السنة دون الشيعة.. فالغضاضة إن كانت فهي لما ذكرته الكتب السنية من أفعال وأقوال للصحابة خالفوا فيها القرآن والسنة الشريفة... وليس للشيعة ذنب من هذه الناحية ثم أن ما يقصده علي(ع) من الصحابة غير ما هو مصطلح عند أهل السنة فاصطلاحهم مستحدث، ثم انه يقيدهم بقوله (وهم الذين لم يبتدعوا في الدين شيئاً) .
5ـ ما ورد في نهج البلاغة: ((ولعمري لئن كانت الإمامة لا تنعقد حتى يحضرها عامة الناس...)).
نقول: هذا النص الوارد في (نهج البلاغة) دليل واضح على بطلان الاختيار في مسألة الخلافة، فان قوله (ع) : (ولكن أهلها يحكمون على من غاب عنها)) يبين أن للخلافة أهل هم الحاكمون بأمرها وليس كل أحد راجع تفصيل الرد المذكور في كتاب (تصحيح القراءة في نهج البلاغة) ص149
رأي الامام علي في الخلفاء الراشدين:
كان الامام علي شديد الحب للخلفاء الراشدين، كثير التعاون معهم في دراسة مشاكل المسلمين، وتحمل مسؤولية الجكم ابان أسفارهم، وكانوا يندبونه الى ذلك، ولعل أبلغ ما يمكن أن يصور مكانة أبي بكر في قلب الامام علي عي خطبة الامام حين وقف على بابه يخاطبه يوم وفاته قائلا:
(( رحمك الله يا أبا بكر، كنت أول القوم اسلاما وأخلصهم ايمانا وأشدهم يقينا وأعظمهم غناء وأاحفظهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنسبهم برسول الله خلقا وفضلا وهديا وسمتا، فجزاك الله عن الاسلام وعن رسول وعن المسلمين خيرا. صدقت رسول الله حين كذبه الناس، وواسيته حين بخلوا، وقمت معه حين قعدوا، وأسماك الله في كتابه صديقا، والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون، يريد محمدا ويريدك. وكنت والله للاسلام حصنا وعلى الكافرين عذابا، لم تقلل حجتك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك. وكنت كالجبل الذي لا تحركه العواطف، كنت كما قال رسول الله ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله، متواضعا في نفسك عظيما عند الله، جليلا في الارض، كبيرا عند المؤمنين، ولم يكن لاحد عندك مطمع، ولا لأحد عندك هوادة، فالقوي عندك ضعيف حتى تاخذ الحق منه، والضعيف عندك قوي حتى تأخذ الحق له، فلا حرمنا الله أجرك ولا أضلنا بعدك)).....
---------------------
بعد الفحص عن مصادر هذه الخطبة تبين أنه رواها كل من البزّار في مسنده (ج 3 / ص 138, حديث رقم 928),
والضياء المقدسي في كتابه (الأحاديث المختارة ج 2 / ص 14 – 15 حديث رقم 398)
وابن الأثير في كتابه (اسد الغابة ج 1 / ص 91)،
جميعهم رووا هذه الخطبة عن عمر بن إبراهيم الهاشمي عن عبد الملك بن عمير عن أسيد بن صفوان إنّ الإمام علي (عليه السلام) وقف على باب أبي بكر يندبه قائلاًًً : (رحمك الله يا أبا بكر كنت أول ...) إلى آخر الخطبة.
والتحقيق: أنها خطبة مكذوبة مختلقة من قبل الراوي عمر بن إبراهيم الهاشمي فقد قال فيه الدارقطني كذّاب خبيث, وضعفه ابن عقدة ,وقال الخطيب غير ثقة يروي المناكير عن الاثبات. فراجع ترجمة هذا الراوي في كتاب (لسان الميزان للحافظ ابن حجر العسقلاني ج 4 / ص 280/ ترجمة رقم 802
كان أحد قد توهم أن نص القرآن بفضل أبي بكر و ما ذكرناه من إمامة أبو بكر (رضي الله عنه) لا علاقة له بأحقيته في الخلافة، فإن علي (رضي الله عنه) قد تكفل في الرد على هذا الزعم. فقد قال علي (رضي الله عنه) عن الخلافة في كتاب نهج البلاغة و هو أصدق الكتب عندكم :
(و إنا لنرى أبا بكر أحق بها - أي بالخلافة - إنه لصاحب الغار. و إنا لنعرف سنه. و لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالصلاة خلفه و هو حي).
نهج البلاغة، تحقيق العالم الشيعي الشريف الرضي 1 / 132
و يقول علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) و هو يذكر بيعته لأبي بكر: (... فمشيت عنـد ذلك إلى أبـي بكر فبـايعته و نهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل و زهق و كانت ( كلمة الله هي العليا و لو كره الكافرون ) فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسر و سدد و قارب و اقتصد فصحبته مناصحاً و أطعته فيما أطاع الله فيه جاهداً).
الغارات للثقفي (2 / 305).
-----------------------
أما دعوى أن أمير المؤمنين (ع) قد قال في أبي بكر: إنا لنرى أبا بكر أحق بها..الخ. وقد نسبت ذلك إلى كتاب (نهج البلاغة) وهو أصدق الكتاب عندنا بعد كتاب الله تعالى
فنقول: إن اثبات هذه النسبة من هذا الكتاب دونها خرط القتاد، بل هي رواية ترويها كتب أهل السنة ولا حجية لها عندنا ولا يصح الاحتجاج بها علينا.
وأما النص الذي عن (الغارات) من خطبة أمير المؤمنين (ع)، فكان الأولى بكم الاستفادة من الخطبة برمتها لا اقتطاع جزء منها تريدون تسويقه لمرامكم، فالخطبة موجودة في مصادر مختلفة وفيها دلالات وبيانات واضحة من أمير المؤمنين(ع) في تنصيبه (عليه السلام) من قبل الله ورسوله (ص) إماماً وخليفة، وان الخلافة هي ميراثه من النبي (ص)!
فانظر إلى قوله في الخطبة: (أنا الذي طلبت تراثي وحقّي الذي جعلني الله ورسوله (ص) أولى به...).
وتصريحه (ع) بأنه لم يبايع ;كرها أبا بكر إلا لخوفه على الإسلام من ارتداد من ارتد من العرب لا لأنه صحيح الإمامة، وإلا لبايعه قبل ذلك ـ راجع صحيح البخاري ج5 ص82 باب غزوة خيبر لتعرف أن الإمام (ع) بايع بعد ستة أشهر من وفاة رسول الله (ص)ـ وفي هذه الخطبة صرّح (ع) بأن الذي دعا القوم إلى منعه من الخلافة علمهم انه إذا وليها لن ينالوها أبداً، وإذا كانت في غيره رجوا تداولها بينهم.