|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 66223
|
الإنتساب : Jun 2011
|
المشاركات : 26
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
دروس في بناء الجماعة الصالحة (1)
بتاريخ : 14-09-2011 الساعة : 09:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء
والمرسلين محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم الى يوم الدين .
اضع بين ايديكم الكريمة بعض المواضيع المستلة مما تركه لنا علم من اعلام الامة
السيد شهيد المحراب محمد باقر الحكيم (قدس) والتي اشار فيها الى دور اهل البيت في
بناء الجماعة الصالحة وهي بحق مواضيع تستحق التوقف والتامل فيها .
(الدرس الاول)
المساهمة في قيادة التجربة الإسلامية(تسلم الحكم الإسلامي)
لاشك ان احد الأهداف المهمة من وجود الأئمة (ع) وأطروحتهم في الرسالة الخاتمة هو قيادة التجربة الإسلامية والوصول بها الى الدرجة العالية من التكامل .حيث كان التخطيط الرباني للرسالة الخاتمة يقضي ان تبلغ التجربة الإسلامية الدرجة التكاملية المناسبة لها خلال المدة التي تتولى فيها الحكم القيادة المتمثلة بالأئمة المعصومين ألاثني عشر(ع) والتي يمكن تقديرها بثلاثة قرون من الزمن على اقل تقدير ،إذا أخذنا بنظر الاعتبار اقل فرضية للعمر الطبيعي للائمة ألاثني عشر.
وهذا التكامل يمكن ان نفترضه على جميع المستويات ،المعنوي والعلمي والخلقي ،ومستوى الحكم والعلاقات والتنظيم،والمستوى المادي في التنمية الاقتصادية ،والضمان والتكافل الاجتماعيين ،والقوة العسكرية ،وانتشار الدعوة الإسلامية وثقافة الإسلام في مختلف أرجاء العالم ،وغير ذلك من شؤون الحياة الإنسانية،بحيث يكون ذلك مصداقاً عمليا وواقعيا لقوله تعالى(ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) وكان إقصاء أهل البيت (ع) عن هذا الدور الأساسي بفعل الانحراف وسوء الاختيار او الاجتهادات الخاطئة والأهواء الشخصية والسياسية السبب في هذا التخلف والإحباط والأوضاع السيئة التي يعيشها المسلمون بل تعيشها البشرية الآن وفي العهود السابقة ويتحمل الإنسان المسؤولية في هذا الأمر كما يتحملها في جميع الأدوار والمواجهات وقضايا الإحباط الأخرى عبر التاريخ البشري منذ خلق الله تعالى ادم وجعله وزوجه في الجنة الى المواقف الأخرى تجاه رسالات الأنبياء(ع) عندما تخلفت البشرية عن الاستجابة لرسالاتهم ونداءاتهم الربانية(كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفو فيه وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ماجاءتهم البينات بغياً بينهم فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم).وقد حاول الأئمة (ع) ان يعيدوا الحق الى نصابه وخططوا لتسلم التجربة الإسلامية بعد إقصائهم عنها عقيب وفاة النبي(ص) وكان احد معالم هذا التخطيط بناء الجماعة الصالحة التي يمكن ان يكون لها دور المساهمة في قيادة التجربة الإسلامية.ويمكن ان نلاحظ ذلك بوضوح من خلال دراسة المرحلة التي عاشها الأئمة الثلاثة الأوائل علي والحسن والحسين(ع) حيث كانت محاولة تسلم هذه القيادة قائمة كهدف مطروح في الأمة على مستوى تلك المرحلة وذلك من خلال الخطاب السياسي في الأمة.
وقد تمكن الإمام علي(ع) بالفعل من الوصول الى هذا الموقع القيادي ،واستمر هذا الأمر مدة قصيرة من حياة الإمام الحسن(ع) ثم كان المسلمون يأملون ان ترجع التجربة الى سابق عهدها في زمن الإمام الحسين(ع) فطلبوا منه القيام بهذه المهمة الى ان حدثت المأساة المروعة في كربلاء.
ولاشك ان النخبة الصالحة التي تمكن الإمام علي(ع) من تربيتها وبناء الوضع الروحي والتنظيمي لها وقاتلت الى جانبه وقدمت التضحيات العظيمة في خدمة الإسلام وتثبيت المثل والقيم التي دعا إليها(ع) وكذلك ماقام به الإمام الحسن (ع) من المحافظة عليها حيث كان احد الأهداف المهمة لاتفاقية الهدنة مع معاوية هو المحافظة على هذه الجماعة.
ان هذه النخبة كان لها دور مهم ورائد في زمن الإمام الحسين(ع) اذ تمكنت ان تكسر الجمود في الأمة وحالة الاستسلام للحكم الأموي،وتعطي المبرر الموضوعي والاجتماعي لحركة الإمام الحسين(ع) التي رفعت شعار إسقاط الحكم الأموي،واستهدفت الإطاحة به وتهيئة الأرضية لتأخذ ثورة الحسين(ع) مداها الواسع في أوساط الأمة الإسلامية ويكون لها تأثيرها في مسار التاريخ الإسلامي وقد تحقق الكثير من أهدافها ومنها إسقاط الحكم الأموي في نهاية المطاف
ففي مرحلة الأئمة الثلاثة الأوائل يمكن ان نقول ان الهدف الأول والاهم من بناء الجماعة الصالحة هو المساهمة في عملية تسلم قيادة التجربة الإسلامية وهو هدف يأتي منسجماً مع الإعمال التي قام بها الأئمة(ع) على مستوى الحفاظ على الأمة الإسلامية في بعدها الأول وهو إقامة الحكم الإسلامي الأصيل سواء على مستوى الوجود الخارجي لهذا الحكم الذي تحقق على يد الأئمة (ع) مدة قصيرة ام على المستوى النظري والطموح اذ أوجد الأئمة تيارا في الأمة يدعو لإقامة هذا الحكم بحيث كان احد عوامل الضغط لتصحيح مسار الحكم على مر التاريخ الإسلامي.[/font]
|
|
|
|
|